المخيمات والتجمعات الفلسطينية عنوان حق العودة لنعمل على حمايتها ..كتب أبو شريف رباح 

في هذه الأيام الصعبة التي تشهد مؤامرة كبيرة تستهدف القضية الفلسطينية، ومحاولة إنهاء المشروع الوطني الفلسطيني من قبل إدارة ترامب الأمريكية وحكومة نتنياهو الصهيونية، من خلال الصفقات التى تعرضها الولايات المتحدة من حين إلى أخر،  وفي المقدمة منها الصفقة الملعونة المسماة صفقة القرن وما سوف يتفرع عنها من تهويد القدس وجعلها عاصمة لدولة الإحتلال، ومشروع الضم والتوسع الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 من أجل إعلان يهودية الدولة.

ويشهد العالم وباء كورونا الذي اجتاح كافة الدول التى لم تجد له علاج حتى الأن، ومن هذه الدول لبنان الذي يقطن فيه عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات وتجمعات على امتداد الأراضي اللبنانية من شماله إلى جنوبه ومن بقاعه إلى عاصمته، وهذه المخيمات والتجمعات الفلسطينية يسري عليها ما يسري على اشقاءنا اللبنانيين من هذه الجائحة الوباء، حيث انتشر في عدد من المناطق اللبنانية وادى إلى إصابات كبيرة ترتفع كل يوم وتوفى عدد من اللبنانيين من جراء هذا الفيروس الخطير كورونا.

والمخيمات والتجمعات الفلسطينية ليست بعيدة عن هذا الوباء الخطير وإنما في قلب الحدث، فقد شهدنا أولى الإصابات بهذا الفيروس في مخيم الجليل في بعلبك، يومها استنفر الجميع من وزارة الصحة اللبنانية ووكالة الأونروا والمؤسسات الصحية والفصائل الفلسطينية بكافة اتجاهاتها ولله الحمد تم السيطرة على الوباء قبل انتشاره في المخيم وجواره.

ومن ثم بدأنا نسمع عن إصابات في عدد من المخيمات والتجمعات منها الرشيدية والبداوي ومار إلياس والقاسمية هذا غير الإصابات في القرى اللبنانية الملاصقة والقريبة من المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وكما حصل في مخيم الجليل حصل في باقي المخيمات والتجمعات الفلسطينية ولله الحمد تم السيطرة على الوباء قبل إنتشاره.

فمن أجل حماية المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان من هذا الزائر الخبيث يجب علينا كشعب قبل كل شئ أن نعي أن فيروس كورونا موجود فعلا وليس حربا اقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين كما يقول البسطاء والذين لا يريدون الاقتناع أنه وباء خطير اذا تمكن من الإنسان قضى عليه.

أتجول في المخيمات والتجمعات من حين إلى أخر ألاحظ أن الاستهتار وعدم الاكتراث سيد الموقف فيها، لا وجود للوقاية السليمة، فالمقاهي والنرجيلة لا تزال كما هي يجتمع فيها شبابنا وكأن الوباء غير موجود، وكل يوم أحد تجد منتزهات الأولي والقاسمية والمسابح وشواطئ البحر تعج بأهل المخيمات والتجمعات الفلسطينية من عين الحلوة حتى الرشيدية نهارا، وتجد كورنيش البحر في صيدا وصور والغازية ليلا يمتلئ بأهلنا وتجد على الطاولة الواحدة عدد من النراجيل ولا أحد مكترث للنداءات والمناشدات والإرشادات الصحية الصادرة عن الجهات المختصة والمعنية مثل وزارة الصحة اللبنانية ووكالة الأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والفصائل الفلسطينية ومؤسسات المحتمع المحلي، ولم يعد أحد يكترث بالكمامة والقفازات والتعقيم وعدم التجمهر والاختلاط.

قليل من الأيام ويطل علينا عيد الأضحى المبارك اعاده الله على شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات وشفاء المرضى وزوال الوباء، الحقيقة لم نجد اي توعية للمجتمع بهذه المناسبة الدينية ومن المؤكد أن فرحة العيد سوف تنسى معظم الناس الوباء وسوف تجد الملاهي والمطاعم والكرانيش البحرية مليئة بالناس خاصة الشباب وصغار السن، وهذا الأمر من شأنه زيادة عدد الإصابات بهذا الفيروس بسبب الاختلاط الكبير الذي سوف يكون في أيام العيد.

لذلك لا بد من إعادة توجيه الإرشادات والنصائح الصحية من قبل أصحاب الاختصاص وعلى مشايخنا الكرام التحدث في خطبة العيد المبارك بتوجيه الناس وحثهم على الإلتزام بتنفيذ الإرشادات والنصائح الطبية والصحية بهذا الخصوص، وعلى اللجان الشعبية والأهلية والجمعيات والمجتمع المحلي العمل على إعادة عمليات تعقيم المخيمات والتجمعات الفلسطينية من أجل حماية أبناء شعبنا بانتظار عودتهم إلى ديارهم التى هجروا

والى اهلنا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان نحثكم  الإنتباه إلى ابناءكم في هذه المرحلة الخطيرة وعدم التهاون معهم من أجل سلامتهم بشكل خاص وسلامة المجتمع بشكل عام، نهبوا عليهم أن لا يسلموا باليد ولا يقبلوا أحد ولا يدخنون النرجيلة وراء أحد وحثوهم على غسل اليدين والوجه بالماء والصابون والتعقيم الدائم.

المخيمات والتجمعات عنوان حق العودة إلى فلسطين وأمانة في أعناقنا تركها لنا الشهداء الأبرار وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات وكافة القادة الشهداء لنحافظ على هذه الأمانة حتى تحقيق أهدافنا الوطنية الفلسطينية في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين.

نسأل الله العلي القدير أن يشفي كافة المرضى، ونسأله أن يذهب هذا الوباء عن البشر.

عن admin

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …

اترك تعليقاً