مهرجان إحياء ذكرى الشهيد ياسر عرفات ألــ 18،، ما بين جـدل الـنجاح والإخـفـاق

 

 

*مهرجان إحياء ذكرى الشهيد ياسر عرفات ألــ 18،، ما بين جـدل الـنجاح والإخـفـاق؟؟*

 

بقلم /عبد الله نمر أبو الكــاس ،،

غـزة / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

 

*تباينت الأراء وتعددت وجهات النظر حول مهرجان إحياء الذكرى الثامنة عشر لرحيل الشهيد القائد والرمز الخالد ياسر عرفات ما بين نجاح المهرجان وفشله في ساحة الكتيبة بمدينة غزة ،، حيث أصبح ومن المتعارف عليه فلسطينياً اليوم أن بعض التنظيمات والحركات تقيس قوتها ووزنها في الساحة الفلسطينية بعامل مهم ،، إضافة إلى بعض العوامل الأخرى ،، وهو عامل التأييد والإلتفاف الجماهيري والشعبي حولها ،، ومدى الاستجابة وتلبية دعواتها في المناسبات الوطنية أو الحزبية كالمهرجانات والمسيرات وما شابه ،، وتدلل تلك التنظيمات على قياس حجمها وثقلها بالكم الكبير من أبناء شعبنا الذي يشاركها ويتفاعل معها ..*

 

*ولعل حركة فتح وكونها الحركة والتنظيم الأول والأكبر في الساحة الفلسطينية بصفتها مفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة وبإرثها النضالي والثوري ،، وصاحبة الطلقة الأولى فهي بذلك تحظى باهتمام واسع ،، وترقب من العدو قبل الصديق لما لها ثأثير وقدرة على فرض معادلات في قضيتنا الوطنية الفلسطينية ،، ولقد اعتاد الكثيرين والمهتمين على مشاهدة وتفوق جماهير فتح وشعبيتها على باقي التنظيمات والحركات الأخرى في فعالياتها الحركية ،، ومن ضمن تلك المناسبات التي كانت تحتل حركة فتـح فيها المشهد الشعبي والجماهيري مناسبتين مركزيتين وهما ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية ؛ انطلاقة حركة فتح في الأول من يناير كل عام ،، ومناسبة أخرى وهي ذكرى رحيل الشهيد القائد ياسر عرفات والذي نعيش ذكرى رحيله في هذه الأيام في الحادي عشر من تشرين ثاني ،، حيث اعتادت حركة فتح على احيائهما كـل عام ولكن بسبب الانقسام الذي أفرزه الانقلاب فكان إقامة الاحتفالات وأحياء الذكرى والانطلاقة من عدمه مرهون دوما بموافقة حركة حماس ..*

 

*فبالعودة إلى مشهد وصورة مهرجان إحياء الذكرى ألــ18 لرحيل الشهيد القائد والرمز الخالد ياسر عرفات ،، فلم يكن ذلك المشهد الذي أردناه ،، وليست تلك الصورة الفتحاوية المليونية التي اعتدنا واعتاد العالم على رؤيتها حصريا لفتح في ذكرى رحيله ،، كالتي كانت في ذكـراه الثالثة وفي مثل هذا اليوم من العام 2007 والتي أقيمت أيضاً في ساحة الكتيبة بمدينة غزة ،، وكمهرجان الانطلاقة ألـ48 في أرض السرايا في الرابع من يناير عام 2013 ..*

 

*فلو أجرينا مقارنة بسيطة بين هاتين المناسبتين من حيث الأعداد المشاركة والحضور لقلنا أن الحركة قد أخفقت هذه المرة من حشد الجمهور وأبناء الحركة على غرار مليونية عام 2007 وعام 2013 ،، لكنها تتفوق بلا منازع على مهرجانات خاصة لفصائل العمل الوطني والاسلامي ،، فالحديث عن الإخفاق لا يعني جلدا لأنفسنا ،، ولا لتقزيم الاخرين ،، ولكن من باب التصالح مع الذات من أجل تصويب الأداء ،، ولا تقليلاً من الحشود التي حضرت ،، ولا نكراناً لتلك الجهود التي بُذلت ومواصلة قيادة الحـركة ،، والأقاليم ،، والمناطق ،، والشُعب التنظيمية ،، والمكاتب الحركية ،، والشبيبة ،، والمرأة ،، وكافة أطر ومكونات العمل التنظيمي الليل بالـنهار ،، من أجل أن يخرج الاحتفال بأبهى صورة تليق بتضحيات ونضالات الرمز يــاسـر عرفــات وتاريخه الوطني المشرف ،، بالرغم من الوقت الزمني القصير لإعداد المهرجان ،، وبالرغم من المعيقات اللوجستية ،، والعقبات الداخلية والخارجية ،، ومحاولات تشويش البعض إعلامياً على موعد ومكان المهرجان ،، واختلاق فبركات الإعلام الأصفر من أجل الحـد والتقليل من المشاركة والحضور ..*

 

*فالاعتراف بالخلل ليس نقيصة ،، ولا إدانة بقدر ماهي قراءة منطقية وصادقة للواقع الذي تعيشه الحركة بشكل عام ،، وفي غزة بشكل خاص ،، وإذا قمنا بتشخيص الحالة بشكل دقيق فهذا يعني أن المعالجة ممكنة ..*

 

*لذلك يتطلب منا جميعاَ أن لا نجمل الصورة أكثر من اللازم ،، أو نحاول أن نقنع أنفسنا أن حركة فتح في قطاع غزة تعيش أفضل حالاتها وخرجت عن بكرة أبيها لإحياء الذكرى كما حصل في مهرجانات سابقة أقامتها الحركة ،، ولم تتأثر بالواقع التنظيمي المترهل الذي تمر به ،، ولا بجملة المشاكل والهموم والقضايا المتكدسة في الحركة ،، ولا بسياسة استحواذ البعض واختزال فتح في بعض الشخصيات والقيادات ،، ولابهيمنة السلطة على التنظيم ،، ولاترتيب البيت الفتحاوي ورص وتوحيد الصفوف من جديد ،، ولا بسياسة إدارة الظهر المتبعة من قبل القيادة لغزة ولأبناء فتــح غـــزة ..*

 

*كــذلك لا أحد يستطيع أن ينكر أن الاجراءات الحكومية والوظيفية الظالمة والمؤلمة التي طالت الكثير من الموظفين بشكل عام والفتحاويين على وجه الخصوص في قطاع غزة سواء كانت قطع الرواتب ووقف العلاوات والترقيات وعدم حل ملف 2005 ،، والتقاعد القسري والمالي ،، وإهمال أبناء الحركة العاملين في الأطر التنظيمية كافة دون توظيف أو تفريغ ،، وقضايا كثيرة أخرى طالب الكل الفتحاوي بمعالجتها وتنفيذ القرارات التي أتخذت بذات الخصوص ،، وهذا ما أكـده مرة أخرى عضو اللجنة المركزية للحركة والمفوض العام للتعبئة والتنظيم في المحافظات الجنوبية أحمد حلس خلال كلمة الحركة التي ألقاها في المهرجان ..*

 

*فعلى قيادة الحركة خاصة اللجنة المركزية ورئيس الحـركة ،، أن يدركوا تماماً أن هناك استياء عام في صفوف الفتحاويين والمناصرين في قطاع غزة ،، خاصة لما آلت إليه أوضاعهم في شتى النواحي ووصولهم لدرجة الاحباط وفقدان الثقة بالقيادة ،، وليعلموا جيداً أن هناك خلل وجب معالجته ،، وإجراء مراجعة وتقييم شامل ،، كي لا يتكرر المشهد مستقبلاً ،، وكي لا ينسحب ما جرى على كل فعاليات الحركة وانشطتها وجماهيرها ،، ويجب أن يشكل لكم مهرجان اليوم مؤشر هــام لما هو قــادم ،، إن لم يعاد النظر في الكثير من القضايا والمشاكل التي أثرت وستؤثر على فتح وجمهورها ،، ويمكن أن ندفع الثمن في أي استحقاق انتخابي قادم ..*

 

*فلازال هناك متسع من الوقت لاستخلاص الدروس والعبر مما حدث ،، ولازالت الفرصة متاحة لمعالجة الكثير من الأمور والقضايا ،، وإنصاف الفتحاويين الذين اكتووا بالنار هـنا وهـناك ،، ومن أجل إعادة الهيبة والمكانة لفتح ،، فلا تلوموا القواعد التنظيمية ولوموا أنفسكم ،، فلم تكن ولن تكون المشكلة يوما في الأطر القاعدية الفتحاوية في قطاع غزة ،، ولا في جماهير وأنصار فتح الوفية للحـركة ولإرث الشهيد يـاسر عـرفات ..*

عن abdullah

شاهد أيضاً

اشتية لدى استقباله وزير الخارجية العماني: ‎حكومة الاحتلال دموية تقوم على القتل والاستيطان

اشتية لدى استقباله وزير الخارجية العماني: ‎حكومة الاحتلال دموية تقوم على القتل والاستيطان – إسرائيل …