*أنصار” وصلاح التعمري.. وحكاية نصر بليغ..*

*أنصار” وصلاح التعمري.. وحكاية نصر بليغ..*

مقابلة أجرتها هلا سلامة مع أحد أسرى قادة حركة فتح في معتقل أنصار جنوب لبنان.

بيروت / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية.

الثالث والعشرون من تشرين الأول عام 1983، أكبر صفقة تبادل أسرى في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي انجزتها الثورة الفلسطينية بقيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات وأدت بعد مفاوضات شاقة مع سلطات الاحتلال وعبر الوساطات الدولية إلى تحرير ما يقارب الـ 5 آلاف أسير فلسطيني وعربي مقابل 6 من جنود الاحتلال الاسرائيلي.

 

يأخذنا التاريخ الى أنصار، البلدة الجنوبية التي شيد عليها المعتقل عام 1982 وسعت اسرائيل منه الى كبح جماح النضال الفلسطيني والعربي بوجه احتلالها للأراضي الفلسطينية..

 

هنا في أنصار لم يعد هناك شيء من معالم هذا المعتقل، وليس ما يدلل عليه إلا ما حفظه تاريخ النضال الطويل وحكايا مقاومين قضوا سنوات من أعمارهم في زنازينه.

 

مع المناضل في حركة التحرير الوطني الفلسطيني العميد فضل الحمدوني “أبو مصطفى” نستعيد ماضيا مجيدا على اطلال معتقل أنصار الذي فرض الرئيس الراحل ياسر عرفات على العدو إقفاله وتحرير أسراه الفلسطينيين والعرب وتخليصهم من كل أشكال القمع الوحشي والتعذيب الجسدي والنفسي.

 

أبو مصطفى الذي اعتقل في 30 تموز 1982 حرر نفسه من قيود السجان هنا عبر عملية تحرير نفذها بتاريخ 8 آب 1983 مع رفاقه في المعسكر رقم (8) أشرف عليها القائد الفتحاوي عبد الكريم “أبو النجوم”، حيث قاموا بحفر أرض خيمتهم على عمق 3 أمتار مستخدمين اوتادها الحديدية وشقوا منها نفقا لا يستوعب إلا شخصا واحدا، ليزحفوا بعدها بالتوالي إلى خارج المعسكر الذي كانت تسيجه أبراج الحراسة.

 

كان أبو مصطفى من بين 20 أسيرا تمكنوا من الوصول إلى الأماكن الآمنة فيما تم اعادة اعتقال الباقين، وقد تحمل القائد أبو النجوم مسؤولية التحرير من السجن وفتح النفق أمام العدو الصهيوني.

 

يصف أبو مصطفى معتقل أنصار بالمدرسة النضالية التي كانت تقوم بالتعبئة السياسية والثقافية واعداد الأسرى لمرحلة ما بعد الأسر، كان يضم 10 آلاف معتقل، وكل قسم فيه يستوعب 50 منهم، جمعتهم حركة فتح على مختلف تنظيماتهم عبر لجنة عليا كان يرأسها الراحل القائد صلاح التعمري وعينت لجنة ورئيسا في كل معسكر منه يشرف على قيادة نضال الأسرى ورفع معنوياتهم لأجل صمودهم وتلبية مطالبهم وحقوقهم.

 

يروي العميد أبو مصطفى عن معتقلين استشهدوا داخل المعتقل وتم اغتيالهم داخل غرف التحقيق، وفي معسكر (20) اطلق العدو النيران على الأسرى واستشهد منهم اربعة، كان الشهيد المهندس اللبناني زهير شحادة هو من قاد محاولات عديدة لحفر أنفاق في هذا المعسكر وقد استشهد في العام 1986 على أيدي الاحتلال الاسرائيلي.

 

يقول: لطالما كان جنود الاحتلال يحاولون زرع الفتنة بين الفلسطينيين، كما بين الفلسطينيين واللبنانيين في المعتقل، لقد اتى قائد ميليشيات لحد سعد حداد بنفسه الى هنا مرارا، وتحدث الى اللبنانيين محاولا اقناعهم بترك العمل الفدائي وتبرئهم من الفلسطينيين مقابل اطلاق سراحهم وكان يقابل بالاجابة التي لم تتبدل في يوم: أنت عميل وكلنا مقاومة.

 

ويذكر ابو مصطفى ان القائد صلاح التعمري كان يخبر الأسرى عن كل تطورات المفاوضات التي يقودها عن منظمة التحرير الفلسطينية الرئيس ياسر عرفات مع اسرائيل بواسطة الصليب الأحمر وكان ما يعرقل الصفقة في البداية ان الرئيس أبو عمار طالبهم بصفقة شاملة لا تستثني أسيرا وتشمل المحكومين بالمؤبدات داخل زنازين الاحتلال داخل فلسطين، وإعادة ملفات مركز البحوث الفلسطيني الذي سرقته اسرائيل خلال غزوها لبيروت.

 

ويلفت ان الرئيس أبو عمار أبلغ الصليب الأحمر ان القائد صلاح التعمري هو الذي من يشرف على اختيار الأسرى للوجهة التي يريدون الذهاب إليها بعد الخروج، وقد تمت الصفقة قبل مغادرته طرابلس بأيام قليلة بعد ان استطاع فرض كل شروطه على سلطات الاحتلال واقفال أضخم المعسكرات الصهيونية التي أعدت لقمع المناضلين من فلسطين ولبنان ودول عربية واسلامية، ومنهم من بقوا في لبنان ومنهم من انتقلوا الى الجزائر وبعدها الى بلدان أخرى.

 

من أمام معتقل انصار يوجه العميد فضل أبو مصطفى التحية الى كل المقاومين الذي سطروا تاريخ النضال من أجل فلسطين وما زالوا اليوم يقدمون أرواحهم على مذبح حريتها في مختلف المناطق الفلسطينية المشتعلة بالمواجهات مع الكيان المغتصب.. مختتما حديثه لـ “الحياة الجديدة” بأن كل ما أراده أبو عمار رفعة وعزة المناضلين والوفاء لهم، ولم يخرج إلا منتصرا كما من بيروت كذلك من طرابلس.. كان لنا في أنصار نصر والنصر الكبير آت والفجر آت.

عن abdullah

شاهد أيضاً

اشتية لدى استقباله وزير الخارجية العماني: ‎حكومة الاحتلال دموية تقوم على القتل والاستيطان

اشتية لدى استقباله وزير الخارجية العماني: ‎حكومة الاحتلال دموية تقوم على القتل والاستيطان – إسرائيل …