أيُلدَغُ المؤمن من جحر مرتين؟؟

أيُلدَغُ المؤمن من جحر مرتين؟؟

بقلم / سعدات بهجت عمر

بيروت / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

مع أُفول شهر النكبة يُطٍلُّ علينا شهر النكسة. إن مُعالجة ما ترتب على هذين التعبيرين النكبة والنكسة من تصورات سياسية، وتوقعات وأساليب عمل لمعالجتها ليكون ليس كما جاء مما سُمي آنذاك بالمدرسة البراغماتية التي تنبه لها الإسرائيلي وانتصر في حروب 1948 و1956 و1967 و1973 و1982 وسخٍر المُحتل من هذا التشخيص وعزاه فيما عزاه إلى التناقض الواضح في الفكر العربي بين يسار طفولي وبين يمين متشدد لا يفقه أبعد من أنفه في الدين والسياسة، وإلى رغبة العربي المعاصر في الجري وراء ألفاظ كاذبة لارتياحه النفسي إلى تضليل نفسه حيث سخر الإسرائيلي من التشخيص العربي لآثار نكسة حزيران1967 التي سَتَهٍلُّ علينا بعد خمسة أيام بمقارنتها بنكبة أيار 1948، وهنا يُحاول الإسرائيلي على الدوام أن يبرهن عن ضخامة الهزيمة العربية الحزيرانية بالقياس إلى نكبة 1948 ويعتبرها وما بعدها وما يقوم به من جرائم حرب في الضفة الغربية وقطاع غزة مُكَمّلَة لحرب 1948 وأنه يستطيع بعد هذه الحرائم تحرير أرضه وازاء هذه البلبلة والفوضى الفكرية والعربية الرسمية يستطيع الفلسطيني المؤمن بوحدته الوطنية من مكان وجوده أن يلمس شعوره ويُطالب بتحرير أرضه، ويُصٍرُّ في كل مواقفه على ضرورة التحرير، وكأن هذا الشعور الفلسطيني يتجه إلى التساؤل من تلاعب وتقاعس الأهواء الفلسطينية في عديد منظماتها قبل تلاعب وتقاعس الأنظمة العربية من يسار ويمين التي اختبرت الإصلاحات العديدة والتحولات التاريخية والإجتماعية التي أوصلت بأن الضعف الذي أدى إلى النكبة قد تحول إلى قوة اسرائيلية ضاربة قاضية، وبعد هذه السنين الطويلة ما على الفلسطيني إلا أن يتساءل وهو يُقتَل كل يوم. أين هذا الشعور الفصائلي وأين الشعور العربي الشعبي؟ أهو في زيارات نتنياهو إلى مخادع الشرف العربي؟ أم الزيارات الحميمية المتبادلة؟ أم في انعقاد المؤتمرات لإعلان المؤامرات على الفلسطيني من فوق الطاولات وبعد هذه السنين الطويلة أيضاً من تدمير للبشر والحجر والشجر والاستغاثات الفلسطينية العديدة التي لم تلامس نخوة الزعماء العرب رغم سماعها ورؤيتها قتيلة أو سبيَّة على شاشاتهم يأتي الرئيس أبو مازن ليكرس في القاموس أن السياسة في المحصلة الفلسطينية هي فن الممكن، والممكن اليوم تحويل تضحيات الفلسطيني الجبارة إلى أرصدة رابحة في الحسابات الراهنة والمستقبلية وتحويل تضحيات الفلسطيني إلى أعباء حقيقية على الإسرائيلي المُحتل والوحدة رصيد فصل بين أيدي الفلسطيني الذي بمقدوره استنزاف الإرادة السياسية للاسرائيلي ويجعل الإحتلال شديد الكلفة تقوم الدنيا من الشريك في الوطن ومن العربي المُطبٍّع ضده ولم تقعد.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …