الحركة الأسيرة البداية والأساس..!

الحركة الأسيرة البداية والأساس..!

بقلم الأسير المحرر المبعد إلى غزة : مصطفى المسلماني.

غزة 2020/9/26 شبكة فلسطين المستقبل.

اعتقد أن مجموع الحركة الوطنية الفلسطينية يقع عليها مسؤولية التقاط اللحظة المفصلية التي يمر بها النضال الوطني الفلسطيني والعمل بكل الجدية والمثابرة لإجراء المراجعة المطلوبة على المستويات وفي جميع الساحات لمواكبة المتغيرات السياسية والدفع بالجهود المبذولة لإستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعادة تحديد أولويات ومهمات العمل الوطني السياسي والجماهيري في كل ساحة من هذه الساحات

ولعل الاتفاق الذي تم بين حركتي فتح وحماس كتتويج لمجموعة اللقاءات والحوارات التي عقدت في الآونة الاخيرة ومن بينها الاجتماع الأول للأمناء العاميين للفصائل الفلسطينية تفتح الكثير من الآفاق أمام كافة القيادات الفلسطينية للانخراط في هذه الجهود ونقل ثقلها الى الميدان للوقوف على هموم وقضايا ومصالح وتطلعات أبناء شعبنا في أماكن تواجدهم المتعددة
والحركة الأسيرة التي تحظى بثقل نوعي كبير في معادلة القوة الذاتية الفلسطينية وتعتبر من أهم روافع الاستنهاض للحالة الكفاحية واطلعت عبر الكثير من المراحل بحضور مميز واستثنائي في توجيه النضال الوطني والسعي لتوحيد العمل الفلسطيني وتجاوز آثار الانقسام والتشرذم فإن هذه الحركة النابضة بالحياة وروح المقاومة والموجودة على خط الصدام الأول مع الاحتلال تحتاج من الجميع الاهتمام الجاد والمسؤول لتصويب أوضاعها الداخلية وإعادة تنظيم صفوفها وترتيب أولويات العمل المشترك بين جميع فصائلها المناضلة

الحركة الأسيرة دفعت اكثر من غيرها الثمن الباهض لتعثر مسار التسوية والمفاوضات وتداعيات الانقسام الداخلي وعانت من آثار الحالة الفلسطينية وفقدت الكثير من المميزات التي راكمتها عبر عقود من الكفاح البطولي للاسرى كما خسرت العديد من المكتسبات التي قدمت لتحقيقها أطنان من اللحم الحي والدماء الزكية الطاهرة ومن العذابات التي تفوق طاقة البشر الطبيعية
وحتى نتجنب الدخول في التفاصيل الدقيقة أو المقارنة بين واقع الحركة الأسيرة قبل وبعد مسار أوسلو أو قبل وبعد الانقسام الأسود فإننا سنحاول التركيز على أبرز العناوين والتي تأتي كمحصلة لتقييم واقع الحركه والتي من خلالها يمكن الشروع في الحوار والعمل الجدي لاستعادة مكانة الحركة الأسيرة وبمشاركة فاعله وملموسة من الأسرى والهيئات والمؤسسات والكوادر القياديه المعنيين وبقضية الأسر والذين لديهم من الخبرات والتجارب الغنيه ما يعزز النجاح الحقيقي لهذه الجهود

فعلى الصعيد الداخلي من الضروري المبادره إلى :

أولاً: إعادة بناء الإطار القيادي الموحد للاسرى في جميع سجون الاحتلال كمرجعية قيادية اولى مسؤوله عن أوضاع الأسرى في السجون وبناء اللجان القيادية الفرعية على مستوى القلاع والأقسام وفي مراكز العزل ولدى الاخوات الاسيرات.

ثانيًا: الشروع في خطوات عملية لتعزيز مظاهر الوحدة الوطنية وإلغاء الكثير من الحواجز التي أقيمت على خلفية الانقسام وتصليب وتمتين النسيج الإنساني الاجتماعي بين الأسرى.

ثالثًا: إعادة ترتيب أولويات البرنامج النضالي للاسرى في جميع السجون وعلى مستوى المركز الواحد لتحقيق الترابط بين التصدي لإجراءات وسياسات إدراة السجون ومحاولات فرض القبضة الحديدية على حياة الأسرى وبين ضرورات تصعيد النضال لاسترداد المكاسب التاريخية التى سُرقت في غفله من الزمن ولتحقيق حياه انسانيه كريمة تتلائم والمعايير والقوانين الدولية الانسانية التي يتحمل الاحتلال بموجبها كافة المسؤولية عن تقديم توفير كل متطلبات الأسرى عملاً بالشرائع الدولية
فقد حان الوقت الذي ينبغي فيه تصحيح المعايير في الصراع اليومي بين الأسرى وسلطات الاحتلال وفرض المعادله التي تجبر الاحتلال على احترام هذه المعايير وتطبيقها.

رابعًا: تشكيل مرجعية وطنية موحدة في الوطن مسؤولة عن متابعة وتوجيه كافة القضايا الخاصة بالاسرى وتوحيد الجهود والإمكانيات في مساندتهم وتقليل الآثار السلبية المترتبة على التشتت القائم حاليا وبحيث يجرى الجمع بين النضال المطلبي الإنساني الأسرى وبين البعد السياسي لقضيتهم وموقعهم في تحريك النضال الشعبي والوطني.

أن تحقيق التكامل في المسووليات وتنظيم وتاطير الجهود تحديد محاور العمل وتجسيد التنسيق الحقيقي بين الأسرى وقيادة الخارج سيؤدي بصورة ملموسة إلى معالجة العديد من الأخطاء التي وقعت بحق الأسرى وقضيتهم وسيخرج العلاقه معهم من النمط الإداري والتلقائي الى الترابط العضوي مع أولويات الكفاح الوطني الفلسطيني
الاسرى هم صناع السلام وصناع المقاومة وقضيتهم العادلة تتمركز في قلب الصراع مع الاحتلال وينبغي أن تبقى الأساس في الأولويات الوطنية
وفي تجديد الآمال لتجسيد الوحدة الوطنية وقيادة النضال من أجل الحرية والاستقلال.

الأسير المحرر
مصطفى المسلماني

Maslamanimostafa2@gmail.com

عن abdullah

شاهد أيضاً

خمسة معتقلين يواصلون إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري

خمسة معتقلين يواصلون إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري       رام الله 6-8-2023 …