رأي من الواقع الذي نعيشه
بقلم / سعدات بهجت عمر
كاتب وصحافي فلسطيني
الشكل الاستعماري الإسرائيلي يقع تحت بابين باب القوة وباب الخداع، وهذا مدى تفرضه فكرة الجزرة والعصا، وإحدى الأفكار الرئيسية التي تستحوذ على الموقف الاستعماري الإسرائيلي والتي تؤثر كثيراً على سياسات المستعمرة الإسرائيلية هي فكرة الإستقرار في فلسطين المُغتصَبة بواسطة مُصادرة الأراضي والاستيطان والتهويد واجتياح مُستمر للمناطق الفلسطينية الآمنة يتخلله القتل والقتل العمد وتفجير البيوت وتدميرها بحجج أقبح من ذنب إذا أمكن المُحافظة على هكذا استقرار يمكن المُحافظة على الوضع القائم إلى ما لا نهاية حسب تصور المُستعمرة الإسرائيلية ولا ننسى الإرهاب الإسرائيلي المُنظم لتحقيق هذا الهدف أيضاً. إن لسياسة الاحتواء الإسرائيلي نظرة ضيقة قد تكون ناجحة في المدى القصير. لكنها وبعد احتلالها لكامل فلسطين في حرب حزيران 1967 تستعمل أساليب واستراتيجيات تزيد في المدى الطويل من خطورة المشاكل التي وضعت أساساً لحلها أولها إغتيال الرئيس أبو عمار ثانيها انقلاب حماس الدموي ثالثها مُحاصرة الرئيس أبو مازن والتهديد بقتله رابعها اتهام السلطة الفلسطينية بأنها راعية للإرهاب، لكن النقطة الأساسية التي دائماً ما تحاول المُستعمرة الإسرائيلية أن تنساها هي أن جماهير شعبنا الفلسطيني حية ومؤمنة بحتمية الانتصار والعودة داخل أية عملية تاريخية تصل إلى درجة من النضوح لا تؤدي محاولات احتوائها سوى أشكال جديدة م الانتفاضات الشعبية، وإن المواجهات الشعبية الفلسطينية ضد المُستعمرة الإسرائيلية تجري في جو من التأزم المُتزايد. هنا لعل المُستعمرة الإسرائيلية لا تتناسى أن الأزمات هي مُحرك التاريخ. الأزمات تتجسد في الحوادث والحركات والأوضاع التي تُحدث التطورات اليومية وتتلاحق هذه التحولات بسرعة وتقود إلى تطورات جديدة وغير مرئية كما يحدث الآن في الضفة الغربية، والمعروف أن الأزمات تُحطٍّم البُنى التقليدية وتُدمر بنفس الوقت الواجهات الزائفة كما سيحدث في غزة قريباً وتجعل قيام أشكال جديدة أمراً ممكناً وهو عودة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية، وأما على مُستوى الوعي فإن الأزمات تُعمٍّق الوعي وتُسرٍّع في عملية التحول هذه، ويطير الوقت السياسي بسرعة.