هل أصبح التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى حقيقة واقعة ،، بعد الإقتحامات اليهودية الكبيرة ،، والمتكررة ؟؟

 

 

*هل أصبح التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى حقيقة واقعة ،، بعد الإقتحامات اليهودية الكبيرة ،، والمتكررة ؟؟*

 

*بقلم / عبدالله نمر أبو الكاس*

*غزة – شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

 

➖➖➖

 

*تزعم الجماعات الدينية اليهودية بأن المسجد الأقصى المبارك بُني على أنقاض هيكلهم المزعوم ،، وتسعى تلك الجماعات لإقامة هذا الهيكل مكان المسجد الأقصى ،، وهو الأمر المرفوض فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ،، ووفقاً للو ضع التاريخي القائم منذ الحكم العثماني ،، ثم الانتداب البريطاني ،، والحكم الأردني فإن الصلاة في المسجد الأقصى تقتصر على المسلمين ،، ودون ذلك يحق لغير المسلمين زيارة المسجد الأقصى سياحياً تحت مسؤلية وإشراف دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ،، وما يقوم به اليهود هو إنتهاك لذلك الوضع التاريخي ،، وأيضاً محاولات لتغيير ما يعرف بالستاتيكو الذي حافظ على الحقوق الدينية المسيحية لمئات السنين ،، وحفظ حقوق الطوائف والجماعات الدينية من مختلف الأديان ،، وعلى رأس تلك الحقوق الطائفية في كنيسة القيامة ،، وهو ما زال معمولا به حتى تاريخه ..*

 

*فمنذ احتلال مدينة القدس عام 1967 يسعى الإحتلال الاسرائيلي جاهداً والجماعات الدينية اليهودية لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة خليل الرحمن ،، من خلال محاولاتهم تكثيف الإقتحامات المتكررة لباحات وساحات المسجد الأقصى ،، والمضايقات على المصلين ،، ومنع الوصول لمصلياته ومصاطبه ،، وفرض سن معين للرجال لدخول المسجد الأقصى ،، وابعاد ونفي الكثيرين عن المدينة المقدسة ،، وملاحقة المرابطين والمرابطات ،، واعتقال حراسه ،، ووقف ومنع أي مشاريع خدمية وتطويرية للمسجد الأقصى أو إجراء أي ترميمات ،، إضافة لقيامها بتركيب بوابات إلكترونية وكاميرات على أبواب المسجد الأقصى لمراقبة دخول وخروج المصلين عام 2017 ،، ومحاولاتها المتكررة لرفع الوصاية الهاشمية عن المسجد الأقصى ..*

 

*وفي إطار سعي الاحتلال للسيطرة على المسجد الأقصى وساحاته في مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ،، ومحور الصراع مع كيان الإحتلال الإسرائيلي ،، يحاول هذا الأخير جعل فكرة ما يسمى بالتقسيم الزماني والمكاني حقيقة واقعة على الأرض ،، ولعل ما يحدث اليوم من اقتحامات ممنهجة ،، ومعد لها مسبقاً تدلل على أن العدو الصهيوني يمضي قدماً نحو تطبيق الفكرة ..*

 

*إن فكرة التقسيم تهدف إلى تقسيم الصلوات في المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود ،، من خلال ما يعرف بتقسيم زماني وأخر مكاني ،، فالتقسيم الزماني يعني تحديد أوقات لدخول المسلمين للمسجد الأقصى ،، وأوقات أخرى لدخول اليهود ،، ويستهدف تحديد وتقسيم ساعات في اليوم ،، وأيام الأسبوع والسنة ،، بين اليهود والمسلمين ،، حيث تكمن فكرة التقسيم الزماني ،، أنه يتطلب من المسلمين مغادرة باحات المسجد الأقصى ،، وذلك وفق فترات ثلاثة ،، وهي الفترة الصباحية والتي تبدأ من الساعة السابعة والنصف صباحاً ،، ولغاية الحادية عشر صباحاً ،، وفترة ثانية هي وقت الظهيرة ،، وتبدأ من الواحدة والنصف ظهراَ ولغاية الثانية والنصف مساءً ،، وأخرى ثالثة من بعد العصر ،، على أن تكون هذه الفترات محددة فقط لليهود ،، بزعم أنه لا صلاة للمسلمين في تلك الأوقات ،، ليتم السماح لليهود بأداء صلوات ثلاثة في اليوم داخل المسجد الأقصى ،، كذلك أيضاً فترة أخرى خلال أعيادهم ،، وتخصص لليهود والتي تتجاوز مجموع أيام هذه الأعياد أكثر من مائة يوم في السنة ،، وأيام السبت التي تُخصص أيضاً لليهود أي حوالي خمسون يوماً ،، كما وفي هذه الفترات يُحظر رفع الأذان وخلال الأعياد اليهودية ..*

 

*والتقسيم الأخر المكاني وهو الذي يتحدد به أماكن مخصصة في المسجد الأقصى تكون لليهود ،، وفي كامل مساحة المسجد البالغة قرابة 144000 متر مربع ،، ولكلٍ من الطرفين ،، إذ يهدف تخصيص أجزاء ومساحات من المسجد الأقصى لكي تكون دور عبادة يهودية لأداء الصلوات كالكُنس ،، وفي ذات السياق قام الاحتلال وخلال فترات سابقة بشق طرق ومنافذ خاصة باليهود ،، للتمهيد للتقسيم المكاني فعلياً ،، وهو الذي يشمل كذلك بسط السيطرة بالقوة على جميع الساحات الخارجية ،، وتحديد مسارات تؤدي للمسجد الأقصى ..*

 

*إن مدينة القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية ،، ومسجدها الأقصى هو العنوان الأبرز في طبيعة الصراع ،، وعامل توتر وتصعيد ،، فكان العدو الصهيوني يحسب ألف حساب قبل القيام بأي عملية اقتحام له ،، والأن يطلق التهد والوعيد للكل الفلسطيني ،، ويحذرهم من مغبة أي تصعيد أو قيام برد فعل على هذه الاقتحامات المتزايدة ،، سواء كانت بمسيرات أعلام ،، أو أداء صلوات وطقوس دينية يهودية ،، في حين سابق كانت المدينة المقدسة والاقتحامات هي شرارة التصعيد والمواجهات ،، ولا ننسى أن إنتفاضة الأقصى انطلقت شراراتها عقب اقتحام المجرم أرئيل شارون في 28 سبتمبر عام 2000 لباحات المسجد الأقصى ،، بحماية المئات من الجنود والقوات الخاصة الإسرائيلية ..*

 

*فمنذ سنوات قليلة وما هو مُشاهد لنا بأن هناك زيادة ملحوظة في عدد الإقتحامات ،، وأعداد المقتحمين للمسجد الأقصى ،، بعد أن كانت هذه الاقتحامات تكون على فترات متباعدة وأيام مختلفة ،، فالأعداد اليوم ما زالت في إزدياد ،، وما حدث في ما يسمى عيد العُرش وفي يومه الثالث يوم أمس من اقتحامات بالمئات ،، وإدخال ما يسمونه القرابين النباتية كأغصان الريحان والصفصاف ،، ونجحوا في إدخال سعف النخيل سراً إلى المسجد الأقصى لهو خير دليل على ذلك ،، ويمكن أن يكون نذير تصعيد مرتقب ..*

 

*الكثير من المتابعين يعتبرون أن ما يحدث في المسجد الأقصى بات شبه طبيعياً ،، في ظل ضعف الموقف الفلسطيني الرسمي ،، بسبب خذلان المجتمع الدولي ،، واقتصار الموقف العربي والإسلامي فقط على عبارات الشجب والتنديد والاستنكار ،، كذلك تراجع حدة تهديدات فصائل المقاومة الفلسطينية تحديداً في قطاع غزة ،، وخشيتها من رد فعل إسرائيلي تجاه قيادتها وعناصرها ،، أو وقف جملة التسهيلات المقدمة لغزة سواء المتعلقة بتصاريح العمال وفتح المعابر ،، أو المنحة القطرية المرهون استمرارها بالهدوء ..*

 

*فأمام هذه الاقتحامات واستباحة باحات وساحات المسجد الأقصى وإقامة شعائر وطقوس يهودية ،، دون أن يحرك أحد ساكن ،، فهل يمكننا القول بأن التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى أصبح حقيقة واقعة على الأرض ؟؟ وماذا يتطلب منا كفلسطينيين عمله لإجهاض هذه الفكرة قبل جعلها حقيقة مفروضة ؟؟ وهل استمرار الاقتحامات يُمكن أن تجُر لتصعيد محتمل ،، حيث أن الكل الفلسطيني يُتابع ويراقب عن كثب كمية الاستفزازات والتبجح في الاقتحامات والانتهاكات خلال فترة الأعياد الحالية ،، خاصة أن دولة الكيان تستعد لاقتحام ضخم وكبير للمسجد الاقصى يوم الخميس القادم ؟؟ أم يمكن القول أن إسرائيل استطاعت تحييد فصائل غزة عما يحدث في المدينة المقدسة ،، والضفة الغربية ؟؟..*

عن abdullah

شاهد أيضاً

ابو عفش: لا اشتباكات ولا عملية قتل بمخيم برج البراجنة في بيروت

*ابو عفش: لا اشتباكات ولا عملية قتل بمخيم برج البراجنة في بيروت* بيروت / شبكة …