لمواجهة إتساع دائرة التطبيع مع العدو لا بد من الوحدة الفلسطينية

 

لمواجهة إتساع دائرة التطبيع مع العدو لا بد من الوحدة الفلسطينية. 

كتب: أبو شريف رباح .
بيروت  2020/10/3 شبكة فلسطين المستقبل.

بعد الأمارات والبحرين تتسع الدائرة التطبيعية مع كيان الإحتلال الغاصب، فالسودان وسلطنة عمان تسيران على نفس الطريق للتطبيع العلني مع كيان الإحتلال الصهيوني، في ظل الإنهيار الاخلاقي والشرعي لهذه الدول، دون تنفيذ الكيان لكافة القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والامم المتحدة الخاصة بالنزاع العربي الإسرائيلي، وحتى قبل اعتراف الكيان بالمبادرة العربية للسلام التى التزمت بها كافة الدول العربية، اقامة دولة فلسطين المستقلة والانسحاب الصهيوني من كافة الأراضي العربية المحتلة، حسب هذه المبادرة، قامت دولة الإمارات والبحرين بالاعتراف بكيان الإحتلال دون مقابل واصبح من شبه المؤكد أن السودان وسلطنة عمان على طريق التطبيع والاعتراف بدولة الاحتلال.

هذا ياتي مع إستمرار معاناة الشعب الفلسطيني من الإحتلال الصهيوني الذي ينتهك حرمات المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، ويتوسع في الضفة الغربية ويحاصر قطاع غزة ويقتل ويهدم ويسجن في فلسطين والاشقاء العرب يتهافتون للتطبيع والاعتراف بدولة الإحتلال دون مقابل، ياتي هذا كله بعد مخطط الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني بما سمي الربيع العربي الذي دمر دولا ما زالت حتى الان تشهد حروبا داخلية بدعم مالى من دولة الإمارات وغيرها.

القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في خطر ليس بسبب الإحتلال الصهيوني فحسب، بل الخطر الأكبر الذي يتهددها هذا التطبيع والاعتراف بكيان الإحتلال الصهيوني قبل التوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية، فما بال الأمارات والبحرين والسودان وسلطنة عمان يتسابقون للسلام مع العدو الصهيوني رغم عدم وجود نزاع او حروب بينهم، وما هي المصالح الإقتصادية التى سوف تحصل عليها هذه الدول من كيان غارق في ازمة إقتصادية وسياسية كببرة، ولماذا وجهت هذه الدول البوصلة من إتجاه القدس لاتجاه اليمن وليبيا وسوريا ولبنان، هذه الدول التى كانت تقف وتتصدى لمخططات الإدارات الأمريكية المتعاقبة التى كانت تستهدف القضية الفلسطينية.

الاتفاق الإماراتي والبحراني لم يتضمن حل الدولتين كما جاء في كافة القرارات الدولية، ولم يلغي ضم الأراضي الفلسطينية بل علق مسأله الضم لمدة محددة، بل تضمن اتفاق العار على التعاون في مجالات مدنية بينها الصحة والزراعة والسياحة والطاقة البيئة.

وجاء الإتفاق التطبيعي ليشكل للعدو الصهيوني ورئيس وزرائه نيتنياهو إنجازاً سياسياً مهماً، ولا سيما بعدم طرح حل الدولتين ظمن هذه الاتفاقات،
ومن ضمن الاتفاقات توريد أسلحة متطورة خاصة طائرات F35 المتطورة، لكن كيان الإحتلال غير موافق عليها وسوف يستخدم اللوبي الصهيوني في الضغط على الكونغرس الأمريكي لمنع توريد السلاح المتطور الى الأمارات.

اخيرا هل تعتقد دولة الإحتلال أن هذا التطبيع سوف يؤثر على مسيرة نضال الشعب العربي الفلسطيني او ان الشعوب العربية سوف تقبل بالمساس باولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك، فكما يعلم كيان الإحتلال ان معاهدات السلام التى وقعتها مع كل من مصر والأردن لم تستطع ايقاف النضال الوطني الفلسطيني او تنهيه ولم تستطيع التطبيع مع شعبي الدولتين، وعلى كيان الإحتلال أن يعرف بأن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ستبقى عائقا بينها وبين شعوب الامة العربية.

وهل تستطيع الإمارات والبحرين وقف الإنتهاكات اليومية لجيش الإحتلال بحق ابناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته، وهل تستطيع الإمارات والبحرين منع العدو الصهيوني من الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة، وإذا ما حدث ذلك هل ستقوم الدولتين بتجميد التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني.

لا بد للشعب الفلسطيني مع دائرة اتساع التطبيع المجاني إلا أن يتوحد خلف القيادة الفلسطينية الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس وعلى حركتى فتح وحماس الاستمرار بما بادرتا به من اجتماعات لإنهاء الانقسام ووضع كافة الخلافات جانبا، والمباشرة بوضع إستراتيجية المقاومة الشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس تحت قيادة موحدة من كافة الفصائل الفلسطينية من أجل حماية الحلم الفلسطيني من الضياع بين التطبيع المجاني والسلام المزيف.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …