بيان سياسي صادر عن قيادة حركة فتح في الساحة اللبنانية …

بيان سياسي صادر عن قيادة حركة فتح في الساحة اللبنانية …

بيروت 2020/10/16 شبكة فلسطين المستقبل …
( أسرانا البواسل هم درةُ تاج الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية)
يصرُّ الاحتلال الصهيوني على تعذيب الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال منذ العام 1948، والاحتلال الذي يدرك في قرارة نفسه، ومن خلال ممارساته الإجرامية المتواصلة أنه لا يستطيع الحفاظ على الاحتلال والاستيطان بقوة السلاح والقنابل الذرية، وإنما وبعد هذه التجربة الطويلة والمريرة، والدموية التي استمرت ما يزيد على إثنين وسبعين عاماً يدرك بأنَّ شعب فلسطين يتمتع بإرادة وطنية، وايمان عقائدي، ويؤمن بالتحدي والتصدي حفاظاً على أرضه ومقدساته.
هذه القناعة التي تولَّدت عند الاحتلال الصهيوني عبر تجربة الصراع المتواصلة جعلته يلجأ إلى كافة الوسائل والأساليب والأدوات القمعية القهرية بل والتصفوية من أجل تركيع الشعب الفلسطيني، وحمله على الاستسلام والتسليم. ومن هذا المنطلق فهو يتعمَّد تحدي كافة مؤسسات حقوق الإنسان الدولية، وكافة تفاصيل قوانين اتفاقات جنيف التي تنصف الشعوب.
ولأن هناك غياباً لإرادة المجتمع الدولي الذي أصبح محكوماً من الحركة الصهيونية التي يتزعمها دونالد ترامب، الذي ضرب عرض الحائط بكل القيم الإنسانية، والقانونية، والاتفاقات الدولية من أجل الكيان اللقيط والبغيض والحاقد على الإنسان كإنسان، ويعمل على تنفيذ خططه وبرامجه المعادية لشعوب المنطقة، وقد رفع شعاره العنصري الاستعماري والحاقد وينص على ( حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل). وهذا ما يجري اليوم على أرض الواقع في الشرق الأوسط الجديد من زرع الإرهاب، والإجرام، وتعميم المجازر، وتكريس التطبيع، وتفتيت المجتمعات العربية، وذلك كله في خدمة الكيان الصهيوني، الطفل المدلل للحركة الصهيونية مجسَّدةً بالولايات المتحدة، ومنحه الدور القيادي والريادي للمنطقة.
ولا شك أن هذا المشروع الاستعماري الصهيوني الذي بدأ على الأقل عملياً منذ وعد بلفور يتطلب تفتيت وطمس الشعب الفلسطيني شرذمةً، وتقطيعَ أوصال المجتمع، بل الكيان الفلسطيني بكل تفاصيله، وخاصة من خلال الاستيطان، والتهويد، والتمزيق، والإنهاك الاجتماعي والوجودي.
وفي هذا الإطار تبرز الصورة الأوضح والأشدُّ إيلاماً، وهي إقامة المعتقلات لاعتقال وتعذيب وكسر إرادة الإنسان الفلسطيني، واستهداف حياته البشرية في الزنازين، وغياهب المعتقلات، مع الشَبْحِ، والتعليق بالحبال الساعات طويلة، التي تؤدي غالباً إلى الشلل في الأطراف، واستكمال الإجراءات الإجرامية بعدم المعالجة، وإهمالها، حتى تتفاقم الأمراض، والأورام، وتمتد إلى مختلف أعضاء الجسم دون تقديم العلاج الطبي السليم والمنتظم، وعدم عرض الأسير الذي يدخل مرحلة حرجة على الأطباء حتى لا يكون هناك أملٌ بالشفاء، لأن المطلوب هو إبادة الإنسان الفلسطيني بكافة الوسائل الانتقامية.
وهذا ما حدث مع مئات الأسرى المرضى، وحُرموا من العلاج فمنهم من فارق الحياة، ومنهم من ينتظر وهم كُثُر. ونحن اليوم نرفع الصوتَ عالياً بخصوص هذه الشريحة المُعذَّبة والتي أصبحت تحت الخطر الداهم. ونركِّز اليوم على الوضع المأساوي والمتدهور صحياً للأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ حوالي ثمانين يوماً، بسبب اعتقاله الإداري المرفوض فلسطينياً، لأنه جريمة قانونية يمارسها الاحتلال للانتقام من الذين ليس لديه أيُّ حجة لاعتقالهم، فيلجأ إلى هذا القانون، ويمارسه بعد الاعتقال، ثم السجن، ويمتد هذا العقاب أحياناً إلى سنوات، تحت شعار أنه يجب أن يخضع للتحقيق ثم المحاكمة، وهذا القانون لا وجود له إلاَّ في الكيان الصهيوني.
والأسير ماهر الأخرس هو الذي اعتقل في 27/7/2020، وقام بإعلان الإضراب عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله غير المبرَّر، وأقرَّت المخابرات الصهيونية تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور، ولكن الأسير ماهر الأخرس أصرَّ على خوض معركته القانونية ضد هذه الأحكام الإدارية، وعدم الالتزام بها ليقول للاحتلال لن نلتزم بقراراتكم غير القانونية حتى لو وصلنا إلى مرحلة الموت، حتى نقرع جرس الخطر أمام العالم للتخلص من الظلم الذي وقع على الكثيرين دون مبرر. والعدو قام ومن أجل مزيد من المشقَّة للأسير (49) عاماً بتنقيله خلال فترة توقيفه إلى معتقل حوارة، ثم إلى معتقل عوفر، وعندما تدهور وضعه الصحي تمَّ نقله إلى معتقل عيادة الرملة، ومؤخراً ثم نقله إلى مستشفى كابلان حيث ما يزال محتجزاً حتى اليوم، وهو مكبَّل اليدين، ورغم ألمه الشديد والحاد في جسده، والإغماءات التي حدثت بشكل متكرر، إلاَّ أن العدو يرفض الإفراج عنه.
ونحن من الساحة اللبنانية ندعو إلى إعلان حالة الاستنفار، والدعم الشاملة للأسير الذي بادر وأخذ القرار بالإضراب رغم أوضاعه المأساوية انتصاراً لزملائه، ولا بد أن نُفهِم العدو بأننا لن نترك إخوتنا الأسرى خاصة الإداريين وحدهم في معركتهم هذه، ولا بد من تحريك المؤسسات، والجمعيات، ومختلف التجمعات، والمساجد، وتنشيط الحركات الشعبوية في الشوارع، حتى يفهم العدو أن الموضوع بالغ الأهمية وأننا لن نتراجع عن نصرة أهلنا وأبناء شعبنا.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار.
النصر والمجد والحرية لأسرانا البواسل.
والشفاء لجرحانا الأبطال.
وإنها لثورة حتى النصر.
قيادة حركة فتح في لبنان
إعلام الساحة
16/10/2020

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …