(100) يوم من زمن ماهر الأخرس …

(100) يوم من زمن ماهر الأخرس …

بقلم الأسير المحرر المبعد إلى غزة / مصطفى مسلماني …

غزة 2020/11/2 شبكة فلسطين المستقبل ...

هي من المرات التي توقفت أمامها طويلاً في التفكير كيف أرتب هذا الكم الهائل الذي تختلط فيه المشاعر الإنسانية مع زخم المعركة التي تحفر اليوم على أجندة التاريخ الرقم (100)
لأصدق وأشرف وأنبل الملاحم الوطنية والإنسانية التي يخوضها الأسير ماهر الأخرس

فمع الكلمات معاني وأسرار وتفاصيل من كتل العظم واللحم التي قاتل بها ماهر وربط عليها بحبل من الإيمان والإرادة وكتب بمداد الجوع والأمعاء الخاوية اسطورة التحدي الحقيقي في زمن الأوهام وسجل براءة تجديد التاريخ على طريقة العظماء الذين تعالت هاماتهم فوق أعواد المشانق واشعلوا بدماءهم نيران الحرية التي أحرقت سياط الجلادين

(100)يوم ليست رقم في دروس الرياضيات ولا اجندة في سياسة الحكومات وليست حسابات للهاربين من شمس الحقيقة إلى ظلمات الغدر والخيانة والتآمر وليست من تلك الأيام العابرة التي يسرقها المارقين وسماسرة الاستثمار الذين ينهشون من وجع الوطن وأبناءه
إنها الأيام الحصرية بالنموذج الذي انتجه من روحه ودماءه القائد الكبير والمقاتل والمعلم ماهر الأخرس والذي أعاد ترسيخ البوصلة لكل الذين اعتنقوا الوطن فكان اذكارهم وكان لهم القصيده والنشيد ولوحة الفنان وكان لهم الرصاص والحجارة والطريق لصلاة المؤمنين

(100)يوم بدأت في زمن مليء بالتناقضات ووسط معادلات دقيقة تتصارع فيها الإرادات ليعيد ماهر الأخرس كسوة الحقيقة من لحمه وعظامه
وليعطي للتاريخ جدلتيه الحتمية التي لاتقهر فيها إرادة الشعوب ولا تتلاشى صور الخالدين الذين يحملون الإيمان والقوه والثبات ويعبروا شامخين نحو الحياة والأمل ونحو الحق الساطع

(100)عبر بها الأخرس من تحت مقصلة الحسابات والتعقيدات التي نصبت للشعب الفلسطيني
فكان الفارس الذي تجاوز أودية الهزيمة والوهن والانكسار ونفض غبار التعب والخمول والخوف على ملذات الحياة وكتب على بداية الطريق من هنا إلى الحرية أو الشهادة فكان الاختيارين انتصار

ابتعد عن ضجيج الشعارات والعبارات البراقة وسوق المزاودة وخلع عن هيكله العظمي اللحم ليبقى كجبال الطور الشامخة يتطلع من النقطة المباركة الأقرب إلى الله ليعلو منها في سفر المؤمنين و اولي العزم الذين تتغذى أرواحهم بذكر الحق وبعدالة السماء

(100)يوم او ربع عام كما يحب البعض تسجليها ليست من أساطير غلغامش وأكاذيب المزورين للتاريخ وليست من زمن الاستثمار السياسي التي تحولت فيها الأوطان إلى شركات وساعات عمل وبطاقات وظيفية
ومناصب وهمية
إنها من حقيقة شعب الجبارين
إنها من عبق الحاج عماد مغنيه
إنها من إرث القنطار والقاسم وابوالفحم وحلاوة وجمجوم وحجازي
إنها أيام من مدرسة الانتصار التي تفتح أبوابها للذين امنوا أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة والشهادة

المختص بشؤون الأسرى
الأسير المحرر مصطفى المسلماني
2.11.2020
Maslamanimostafa2@gmail.com

عن abdullah

شاهد أيضاً

خمسة معتقلين يواصلون إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري

خمسة معتقلين يواصلون إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري       رام الله 6-8-2023 …