مطار غزة .. حلم ما زال حيا في عيون مؤسسيه

غزة-شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية:-

بقلم:خضر الزعنون

للعام التاسع عشر على التوالي، لم تقلع أي طائرة من مطار غزة الدولي أو تهبط فيه، بعيد تدميره من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، التي حولته إلى ركام.

ففي مثل هذا اليوم عام 1998، أي قبل اثنين وعشرين عاما، افتتح الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات أول مطار فلسطيني، أحد أهم رموز الدولة الفلسطينية والسيادة على أرضنا.

حزيران/ يونيو1996، حطت طائرة الرئيس الراحل ياسر عرفات على أرض المطار، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق كلينتون وعقيلته هيلاري، يومها كان أبناء شعبنا يأملون أن يتحقق حلم إقامة الدولة المستقلة على أرض الوطن.

يسرد منسق سلطة الطيران في قطاع غزة زهير زملط (56 عاما) لـ”وفا” ذكريات تلك الأيام بالقول: “تلاشى الحلم بعد أن كان واقعا جميلا، المطار كان رمزا من رموز الدولة الفلسطينية، ووسيلة اتصالنا بالعالم الخارجي، وكان يوفر علينا الوقت والجهد والمال، وعناء السفر لساعات طويلة، شهدت بناء المطار منذ اللحظة الأولى وحتى افتتاحه رسميا بحضور دولي.

يتابع زملط: “المطار كان يعج بآلاف المسافرين، ويستقبل رؤساء العالم، وتحول بعد القصف إلى منطقة مهجورة، فقد مسحوا الذكريات الجميلة”.

وعلى أرض المطار تشاهد هياكل خرسانية لبقايا قاعات الوصول والمغادرة، وأكواما من الركام تتوسطها حفر كبيرة، بفعل القصف الإسرائيلي، الذي استهدف المكان على مدار السنين الماضية.

ولا يصل مكان المطار المدمر إلا قلة من المواطنين، بينما يمر المئات عبر الطريق الرملي المحاذي في كل يوم جمعة للمشاركة في مسيرات احتجاجية اسبوعية، تقام على مقربة من الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب شرق القطاع، للتأكيد على حق العودة ورفضاً للحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.

موظفو سلطة الطيران المدني في غزة يقولون: “بنينا المطار لبنة لبنة، وطوبة طوبة، كي يصبح رمز السيادة الأول، لكن مع الأسف، حالياً لا نرى فيه سوى الدمار والخراب بفعل العنجهية الإسرائيلية التي لا يروق لها رؤية رمز من رموز سيادتنا على أرضنا.

المواطنة أمينة كريم (79عاما) تقول: “سافرت عبر المطار عام 1999 إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وشهدنا أياما جميلة، لم نشعر بالتعب أو المشقة”.

وتضيف: “لدينا أمل بأن يعاد بناء المطار، ونسافر أسوة بشعوب العالم، فالمطار رمز من رموز سيادتنا على أرضنا”.

من جهته، أوضح أستاذ العلوم السياسية في غزة جمال الفاضي لـ”وفا”، أن إقامة المطار كان من أهم الإنجازات التاريخية التي تحققت، لكن الاحتلال لم يرق له الأمر، فاستغل أحداث انتفاضة الأقصى عام 2000 من أجل تدميره”.

وصُمم مطار غزة لاستيعاب 750 ألف مسافر سنوياً، على مساحة تقدر بـ2800 دونم بكلفة 22 مليون دولار، وبتمويل دول عديدة في العالم، كان يعمل فيه قرابة 1200 موظف مدني وأمني.

واستضاف المطار أول شركة طيران فلسطينية كانت تملك طائرتين صغيرتين من نوع “فوكر”، إضافة إلى طائرة بوينغ 727 تتسع لـ145 راكباً.

يستذكر الصحفي سامي أبو سالم لحظة افتتاح المطار بالقول: في 24 نوفمبر أقلعت طائرة إلى مصر وحطّت طائرات، مختلفة الأحجام والأشكال والألوان، من الدول الصديقة المؤازرة، حملت على متونها شخصيات سياسية وفنية من أصقاع البسيطة استقبلهم حينها الرئيس ياسر عرفات.

بعد هبوط أول طائرة تراقص الناس فرحا، حيث الدبكات الشعبية وحلقات الرقص، وكنا معنيين بتغطية واسعة وتصدير أكبر عدد من الصور كما ونوعا، بعض الصحفيين انسل محاولا التسلل لقاعة VIP وبعضهم التفت إلى تجمع نسوي رُفعت فيه صور الأسرى، لقد كانت الفرحة كبيرة.

بعد اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول/ سبتمبر2000، تعمدت إسرائيل في 2001، قصف المطار ما ألحق به أضراراً جسيمة، ثم قُصف في عدوان 2008-2009 وما تلاه، وتعرض بعدها مراراً للقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي ودمر.

عام 2007، استغل مجهولون حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية بعيد الانقلاب لسرقة محتويات ومعدات من المطار، من بينها أجهزة الرادار وبرج المراقبة الجوية والأثاث، واقتلعوا حجارة الأرصفة وشبكات الكهرباء والمياه، ما حول المدرج الرئيسي إلى أرض قاحلة.

يشار إلى أن مطار غزة الدولي الواقع جنوب شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يضم مدرجا رئيسيا بطول 3080 مترا، بعرض 60 مترا، وقد بدأ البناء فيه في 20 كانون الثاني/ يناير1996، عندما وضع الرئيس الراحل أبو عمار حجر الأساس لهذا الرمز الوطني على طريق إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس

عن ali tuama

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …