انطلاقة إلكترونية ومنزلية في غزة

يُحيي الفلسطينيون، في الوطن والشتات، الذكرى السادسة والخمسين لانطلاق حركة “فتح”، التي تصادف عشية اليوم الأول من كل عام، بيد أن الأحياء يختلف عن المهرجانات الجماهيرية الكبيرة التي تميزت بها الحركة على مدار عقود.

احتفالات الحركة هذا العام تقتصر على الفضاء الالكتروني ووسائل الاعلام الكلاسيكية والحديثة بجانب فعاليات ضيقة جدا وذلك لتجنب تفشي الإصابة بفيروس كورونا، وفقا لقيادة حركة “فتح”.

وتعج حسابات مئات الآلاف من الجماهير الفلسطينية بمواد إعلامية خاصة بإحياء ذكرى الثورة الفلسطينية السادسة والخمسين، وتنوعت المواد بين مقاطع فيديو وصور ثابتة وتصميمات “مالتيميديا” وأغاني للثورة الفلسطينية على رأسها أغاني فرقة العاشقين الفلسطينية.

وانتشرت صور قادة الحركة المؤسسين الشهداء على رأسهم ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وباقي كوادر الحركة. فيما تنوعت صور شهداء وأسرى الحركة وفق المناطق الجغرافية، فكل منطقة كانت تحيي شهدائها من منطقتها.

كما انتشرت مقاطع فيديو في بث مباشر ومقاطع مسجلة لكوادر من الحركة ومواطنين يجددون البيعة لقيادة الحركة، ويعددون مناقب “فتح”، وآخرون نشروا صورهم المحاطة بشعار الحركة وهم يعتمرون الكوفية الفلسطينية.

وفي لقاء خاص مع مراسل “وفا” قال عضو اللجنة المركزية للحركة، أحمد حلّس، إن الفعاليات تقتصر على أنشطة إعلامية وعلى الفضاء الالكتروني وبعض الأنشطة الضيقة جدا وذلك لحماية الجماهير من تفشي مرض “كورونا”.

وأشعل حلس، برفقة عدد محدود من كوادر الحركة، شعلة الانطلاقة في منزل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ووضع إكليلا من الورود داخل منزل الرئيس.

وحضر اشعال الشعلة أعضاء من الهيئة القيادية العليا للحركة وبعض الكوادر لا يتجاوز عددهم الثلاثين، مع أخذهم الاحتياطات الخاصة بالحد من انتشار جائحة كورونا.

وقال: إن توجيهات الحركة لكل الأقاليم والأطر الحركية للاجتهاد بفعاليات لا تشمل حشود على الأرض، سلامة أبناء شعبنا فوق كل شيء.”

وتضرب جائحة “كورونا البلاد ما أدى إلى وفاة 1529 مواطنا واصابة 155365 منها 118 إصابات حرجة وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية حتى مساء اليوم.

في غرفة مكتبه في بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، ينهمك حسين منصور (56 عاما) بين هاتفه النقال وجهاز الحاسوب يعمل على تحرير مواد إعلامية خاصة بحركة “فتح”.

بين الفينة والأخرى ينقطع صوت الأغاني الوطنية التي تصدح في مكتبه باتصالات هاتفية يتلقاها من عناصر وكوادر في حركة فتح يطلبون منه تحرير بعض المواد من صور ومقاطع فيديو.

وقال حسين منصور (56 عاما)، من بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، إنه منهمك منذ زهاء أسبوع في مونتاج وإخراج عشرات المواد الإعلامية المصورة الخاصة بانطلاقة حركة فتح.

وأضاف منصور، عضو المكتب الحركي للصحفيين في إقليم شمال غزة، إنه بحكم خبرته في تحرير الفيديو باستخدام الهاتف النقال والحاسوب فقد تلقى عشرات الطلبات من أصدقاء وأخوة في الحركة من مختلف الأطر التنظيمية لحركة فتح.

داخل باحة منزله بمخيم جباليا، شمال غزة رصّ رجل الأعمال “إبراهيم رابعة” مجموعة من الكراسي أسفل رايات صفراء، وجمع اخوته وأطفالهم تجهيزا للاحتفال بالانطلاقة السادسة والخمسين لحركة “فتح”.

وأشعل رابعة (30 عاما) الشعلة المنزلية، فصفق الأطفال وهزوا أكتافهم على أغان وطنية بعد أن هتفت جدتهم “مكرّم” (58 عاما) بمجموعة من الأدعية لحماية أبناء حركة فتح ونصرها على الاحتلال.

وقال “رابعة” لمراسل “وفا” إنه اضطر لتنظيم احتفال عائلي بعد أن قررت الحركة اقتصار الاحتفال على الفضاء الالكتروني والاعلام والتجمعات الضيقة تجنبا لتفشي “كورونا” الذي يضرب فلسطين والعالم.

وأضاف أنه يشارك الجماهير وأبناء الحركة كل عام في الاحتفالات الحاشدة على الأرض لكنه أصر الاحتفال على طريقته فنظم احتفالا عائليا هذا العام.

“هذه فتح التي حافظت على هويتنا بعد أن شارفنا على الذوبان، من حقها علينا الانتماء الصادق واحياء ذكرى انطلاقتها بأي شكل من الأشكال” قال رابعة.

ودوّت الألعاب النارية مساءً في سماء المدن والمخيمات في قطاع غزة، أطلقها فتحاويين بهذه المناسبة.

وقال عضو اللجنة المركزية حلّس: إن الاحتفال بانطلاقة الثورة هو تجديد للعهد والوفاء من الحركة للشهداء والجرحى والأسرى، وتجديد العهد لأبناء الحركة وأحرار العالم الذين وقفوا مع الثورة ويؤمنون بحتمية انتصارها.

وأشار إلى أن الفعاليات هي تأكيد الشعب الفلسطيني عامة وأبناء الحركة خاصة على المضي في تحقيق أهدافها في الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وحول التفاف الجماهير وتميز حركة فتح عن باقي الفصائل، أشار حلس أن ذلك يرجع لاتساع صدر الحركة وليونتها السياسية ووضوحها مع الشعب وترحيبها بالآخر.

“من شعارات الحركة هو أن تتفتح ألف زهرة في بستان الثورة، فهي حاضنة للجميع وحركة صادقة مع شعبها.”

وقال: إن الهوية الفلسطينية البحتة لحركة فتح وعدم بيعها الوهم للجماهير وواقعيتها جعل منها حركة جماهيرية وكما قيل عنها “فتح تنظيم من لا تنظيم له،” قال حلس.

وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ورئيس الحركة، إن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله وتصديه لممارساتِ إسرائيل العدوانيةِ، بتمتينِ الجبهة الداخلية، وتحقيقِ المصالحةِ والذهابِ للانتخابات.

وأضاف الرئيس في كلمة متلفزة بثها تلفزيون فلسطين، مساء اليوم الخميس، لمناسبة الذكرى الـ56 لانطلاقة الثورة الفلسطينية: “إننا باقونَ على أرضِنا متمسكونَ بثوابتِنا الوطنية، حتى استعادةِ حقوقِنا، نحو بناءِ دولتِنا الفلسطينيةِ المستقلةِ، وعاصمتِها القدس.”

وجدد الرئيس العهدَ على السيرِ قدما لإنهاء الاحتلالِ الإسرائيلي لأرضِ دولةِ فلسطين وصولاً لتحقيقِ أهدافِ شعبِنا في الحريةِ والسيادةِ والاستقلال.

وانطلقت حركة “فتح” غرة كانون الثاني/ يناير عام 1965م عندما نفذت المجموعة الفدائية الأولى للحركة عملية تفجير نفق عيلبون الذي كانت تخطط قوات الاحتلال أن تسحب من خلاله مياه من نهر الأردن لبناء المستوطنات وعادت المجموعة الفدائية إلى قواعدها بعد أن قدمت شهيدها الأول أحمد موسى أثناء العملية.

عن admin

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …