الرواية الفلسطينية.. قراءة فلسفية …

الرواية الفلسطينية.. قراءة فلسفية …

بقلم / صالح الشقباوي….
الجزائر 2021/1/2 شبكة فلسطين المستقبل ….
القراءة الفلسفية تحول المفاهيم والمبادئ والعقائد إلى كائنات عضوية ومخلوقات ناطقة واعية متكلمة ..اقرب ما تكون للإنسان ، وتحول البناء الفكري إلى بناء حداثي على مستوى المضمون والقضايا المصيرية التي تتشكل داخل بناها ومنظومية نسقها، وتلامس الوجدان الإنساني بعد أن تيقظ معاناة الإنسان وتعكسها فوق أسطح مرآة الضمير العالمي ما دامت المعاناة قضية شاملة للوجود الإنساني ككل .
كما أنها تمنع فعاليات الإحتلال من مواصلة العبث المنظم في تغير البنية المجتمعية والثقافية الفلسطينية ..بعد أن تعرض وجود الشعب الفلسطيني للاقتلاع والتهجير والإزاحة الأيديولوجية المنظمة اعتمادا على نصوص دينية نجحت في التوفيق والموائمة بين القديم والمستحدث.
فالشعب الفلسطيني امتلك تاريخيا حضارة وهوية ذاتية ، وهو شعب متواصل في وجوده وتاريخه وحقيقته، كما هو متحقق في أعماق روايته الخاصة ووعيه الوطني السائد وتاريخه الذي يشكل له سندا للاستتباب واليقين في عالم متغير ..فالفلسطيني ومظلوميته بني على كيانية تاريخية ، مادية ، وحضارية متواصلة ، على عكس الكيانية الإسرائيلية التي بنيت على النصوص كأساس ، فالتوراة ليست حقيقة مطلقة ، فكل الحفريات التي أجريت طيلة ثلاث قرون لم تؤكد لحد العدم بما يتوافق مع سردية التوراة ولاحتى سردية التلمود الذي يفسر التوراة.
فاليهودية تعتمد النص كمشرع للإمتلاك وجواز الإقتلاع والتهجير الفلسطيني وتفكيك مكونات الهوية الديموغرافية الواحدة للكائن الوطني الفلسطيني وتبعد بل وتآسر التابعة الوقائعية، فسجل التاريخ المادي لواقع الحال اليهودي يؤكد بما لا فيه شك أن اليهود لم يكونوا شعبا تاريخيا وحدا متواصلا ..فليس ثمة معبد واحد للإله ” يهوه” على المديين الجغرافي والطبوغرافي الفلسطيني..فكيف يكون اذا ” يهوه” إله التوحيد ليس موحدا في فلسطين ؟!!
فعلم الحفريات الكتابي والتاريخي وسائر حقول المعارف شرعنة قبول” يهوه” كآله وكتفسير ثيولجي كي تملئ الجعبة التوراتية بصدق منطقي تاريخي وإن كانت مادة بحثها معطوبة أمام الواقع وتجليات وقائعه.
فالنص في اليهودية هو المرجع للعلوم المساندة للتأكيد فإذا كان التأكيد ضعيفا..ودون مرجعيات لسانية وعلوم إنسانية استقرائية فهو حالة استثنائية.
وبالتالي فإن حقهم في الإمتلاك باطل .. وإن حقنا بأرضنا الفلسطينية وتقرير مصيرنا ..ليس رهن بما إذا كان تاريخنا قبل الميلاد أو الفتح الإسلامي بل ينبع من وجودنا على هذه الأرض لآلاف السنين وإن وجود إسرائيل باطل وإن لحظة رد عدوانها عنا قادمة لا محاله .. وإن حقها بالبقاء على هذه الأرض مرتبط كليا بعامل القوة لا بالصكوك الدينية الممنوحة لليهود توراتيا عبر سفر الخروج والتكوين ويوشع .
د.صالح الشقباوي
أستاذ محاضر بجامعة بودواو
وجامعة بوزريعة – الجزائر

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …