بلقاح محلي والسياسيون ليس لهم أولوية.. الهند تطلق «أكبر» حملة تطعيم بالعالم ضد كورونا …

عواصم 2021/1/17 شبكة فلسطين المستقبل …

بدأت إحدى أكبر حملات التلقيح في العالم لمكافحة تفشي فيروس كورونا أمس، السبت، في الهند وتشمل تطعيم 300 مليون شخص بحلول تموز في حين يهدد تأخر تسليم الجرعات في إبطاء هذه المهمة في أوروبا أكثر مناطق العالم تضررا من الجائحة.
وأطلق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أمس السبت، ما أسماه «أكبر» حملات التطعيم في العالم ضد فيروس كورونا. يأتي ذلك كجزء من الجهود التي تبذلها الدولة المكتظة بالسكان للسيطرة على وباء كورونا بدءًا من جرعتين مصنوعتين محليًا.
ووافقت نيودلهي في 4 كانون الثاني الجاري على الاستخدام الطارئ للقاحين، أحدهما بريطاني «AstraZeneca»، والآخر محلي طورته شركة Bharat Biotech الهندية. وقال مودي في خطاب عبر تقنية الفيديو: «نحن نطلق أكبر حملة تطعيم في العالم، وهذا يظهر للعالم قدرتنا».
كما ناشد المواطنين توخي الحذر وعدم تصديق أي «شائعات حول سلامة اللقاحات»، حسبما نقلت وكالة أسوشييتد برس. ولن يأخذ مودي اللقاح على الفور بنفسه لأن الهند في البداية تعطي الأولوية للممرضات والأطباء وغيرهم في الخطوط الأمامية. وقالت الحكومة الهندية إن السياسيين لن يتم اعتبارهم مجموعات ذات أولوية في المرحلة الأولى من توزيع اللقاح.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى بدء التلقيح في كل الدول «في الأيام المئة المقبلة» لمواجهة الوباء الذي أسفر عن أكثر من مليوني وفاة في العالم. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي في جنيف «أريد أن أرى حملات التلقيح وقد بدأت في كل دولة في غضون الأيام المئة المقبلة»، في حين لم تنطلق الحملات حتى الآن سوى في الدول الثرية بشكل شبه حصري.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، الجمعة، عن أسفه لـ»فشل التضامن»، موضحا أن «اللقاحات تصل إلى الدول العالية الدخل بسرعة في حين أن أفقر دول العالم لا تملك أيا منها».
في الولايات المتحدة كشف الرئيس المنتخب، جو بايدن، البرنامج الذي ينوي تطبيقه عند دخوله البيت الأبيض؛ لتسريع التلقيح مع استحداث آلاف مراكز التطعيم في الأحياء وتعزيز التعاون بين السلطات الفدرالية والولايات المختلفة فضلا عن مزيد من حملات الوقاية. ويبدو مشروعه طموحا. فقد أعرب بايدن عن أمله في انجاز مئة مليون حقنة خلال الأيام المئة الأولى من ولايته.
وأعلنت مختبرات «فايزر»، الجمعة، أن تسليم اللقاحات خارج الولايات المتحدة سيشهد تباطؤا نهاية كانون الثاني ومطلع شباط بسبب إدخال تعديلات على عملية الانتاج. وسيشمل هذا التأخر دول الاتحاد الأوروبي ما أثار قلقا كبيرا خصوصا مع ظهور نسخ متحورة من فيروس كورونا المستجد يؤدي إلى تفاقم الجائحة.
وقال مصدر في السلطة التنفيذية الفرنسية إن فرنسا ستضطر إلى «تكييف وتيرة التلقيح» بسب «تراجع كبير» منتظر في شحنات لقاح «فايزر/بايونتيك» في الأسابيع المقبلة. وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن النسخة المتحورة التي اكتشفت في بريطانيا تنتشر في ما لا يقل عن خمسين دولة ومنطقة حول العالم، بينما يعتقد أن النسخة المتحورة التي ظهرت في جنوب إفريقيا تنتشر في نحو عشرين دولة. إلا أن المنظمة تعتبر أن هذا التقييم أقل من الواقع.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن نسخة متحورة أخيرة منشأها منطقة الأمازون البرازيلية وأعلنت اليابان عن رصدها، قد تؤثر على الرد المناعي. وفي ولاية الأمازون البرازيلية يبدو الوضع كارثيا. ففي العاصمة ماناوس بلغت وحدات العناية المركزة قدرتها الاستيعابية القصوى منذ أسبوعين فيما ثمة نقص في القفازات ومستلزمات حماية أخرى.
وسجل في البرازيل أكثر من 208 آلاف حالة وفاة منذ بدء الوباء إلا أنها لم تبدأ بعد عمليات التلقيح. وأعلن الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو، الجمعة، تأجيلا جديدا لحملة التطعيم «ليوم أو يومين» إذ إن طائرة ستنقل من الهند مليوني جرعة من اللقاحات.
وعلى غرار البرازيل، تجد الأنظمة الصحية في الكثير من البلدان نفسها غير قادرة على الاستيعاب بسبب تسارع وتيرة انتشار الفيروس جراء التخالط خلال أعياد نهاية السنة وهي تعزز القيود للجم الوباء. في كولومبيا بات أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 50 مليونا خاضعين للإغلاق في عطلة نهاية الأسبوع الحالي أو لحظر تجول.
وباشرت البرتغال، الجمعة، إغلاقا عاما جديدا لمدة شهر على الأقل فيما ستعمد إيطاليا إلى الإجراء نفسه اعتبارا من اليوم الاثنين في ثلاث مناطق هي لومبرديا (شمال) وصقلية (جنوب) وألتو اديدجي (شمال). أما فرنسا فوسعت أمس السبت، نطاق حظر التجول ليشمل كل أراضيها، وستفرض إبراز فحص كوفيد-19 بنتيجة سلبية على كل الوافدين من خارج الاتحاد الأوروبي. وستفرض المملكة المتحدة إضافة إلى ذلك اعتبارا من الاثنين، حجرا من عشرة أيام على كل الوافدين إليها من الخارج.(وكالات)