ماذا بعد اللقاءات والمؤتمرات التي جرت مؤخرا ؟؟ عبد الله أبو الكاس

 

ماذا بعد اللقاءات والمؤتمرات التي جرت مؤخرا ؟؟ عبدلله الله أبو الكاس

 

شهدت الأونة الأخيرة سلسلة من اللقاءات الوطنية الفلسطينية بين القوى الوطنية والإسلامية لترتيب وتنسيق المواقف والجهود لمواجهة مخططات الضم الصهيونية مع أن الأصل أن نكون موحدين ومصطفين خلف القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية في كل القضايا الوطنية العامة ,, ولأن الإنقسام الفلسطيني الذي نتج عن الإنقلاب الذي نفذته حركة حماس عام 2007 قد ألقى بضلاله على الواقع الفلسطيني وشكل حالة من الإحباط وفقدان الثقة بإستعادة اللحمة الوطنية , وقد فتح هذا الإنقسام قناة خلفية يتسلل منها العدو ويتغول على حقوقنا أكثر وأكثر ويتنكر لكل الإتفاقيات الدولية التي أقرت بضرورة حل الصراع على أساس حل الدولتين والدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية .
فمما لا شك فيه أن أي لقاءات أو إتصالات أو حوارات بين أطراف الكل الوطني الفلسطيني يجب أن تعكس وحدة الموقف الفلسطيني وتماسكه وتبعث برسالة لأبناء شعبنا أنه لا زال هناك أمل لتحقيق وحدتنا الوطنية , التي كانت شبه مستحيل بعد الإخقاقات المتكررة لحوارات المصالحة في السابق , خاصة اليوم ونحن بأمس الحاجة لرص الصفوف وتوحيد كل الجهود , في ظل الأوضاع الحرجة التي تمر به قضيتنا الفلسطينية من تكالب وتأمر من قبل أمريكا وإسرائيل على حقوقنا الوطنية المشروعة ,, فمن بين هذه اللقاءات التي جرت مؤخراً كالمؤتمر المشترك لأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري الخميس الماضي وأمس اللقاء بين الأخ أحمد حلس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض الحركة في قطاع غزة وحسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس , فمثلث هذه اللقاءات حالة من الإرتياح والطمأنينة من قبل الجميع سواء على الصعيد المحلي والوطني وفصائل وأبناء شعبنا ، وحتى على صعيد الحكومة والرئاسة الفلسطينية التي باركت هذا اللقاء قبل انعقاده وقد استبشر الجميع بذلك , متأملا أن تكون هذه اللقاءات بداية النهاية لسنوات عجاف ، ومدخلا جديا لطي صفحة مآساوية سوداء في تاريخنا النضالي من انقسام وتفرقة وتشتت انعكست على شتى مناحي الحياة المعيشية والسياسية ويدفع المواطن الغزي فاتورة هذا الإنقسام , كما أن هذه اللقاءات والتقارب بين حركتي فتح وحماس وتوحدهما اليوم في مواجهة مشروع الضم شكل صدمة وخيبة أمل إسرائيلية كبيرة وعلينا أن لا نذخر جهدا للاستمرار بتخييب آمال الإسرائيليين .
ما سمعناه وسمعه أبناء شعبنا خلال هذه اللقاءات من الأطراف المجتمعة من كلمات وحدوية وإتفاق على الكثير من النقاط والتقاطع في الكثير من القواسم المشتركة والجميع كان أقرب في الحديث للوحدة والرغبة في إنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة ,, فلقد آن الأوان أن يتم تطوير هذه اللقاءات وإخراجها في السياق العملي وأن لا تظل الكلمات والمصطلحات التي تحدثوا بها مجرد شعارات ومجرد تقارير صحفية وتصريحات تتناولها الصحف والمواقع الإلكترونية وتكتب عنها ,, فلماذا لا تترجم مخرجات هذه اللقاءات لواقع حقيقي يشعر بها المواطن وبصدق وحسن النوايا لدى الجانبين , ولتنتهي مآساة الإنقسام والفرقة اليوم قبل غدا ولكي يتفرغ الجميع ويتوحد لمواجهة التحديات وسلسلة المؤامرات المتزايدة على شعبنا والتعدي على حقوقه الوطنية المشروعة التي كفلها القانون الدولي والمواثيق والشرعيات والقرارات الدولية .
إن وقاحة أمريكا والإحتلال وفرضها بالقوة ما يسمى بصفقة القرن وملحقاتها من نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس واعتبارها عاصمة لدولة الإحتلال وإعلان إدارة ترامب نيتها الإعتراف بسيادة دولة الإحتلال على أجزاء كبيرة من أراضي الضفة الغربية وغور الأردن أو بما بات يعرف بمشروع الضم الذي أعلنت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة موعدا لتنفيذه في الأول من يوليو الشهر الجاري ,, ما كان لها أن تكون لولا حالة الإنقسام والشرذمة واللا وحدة الفلسطينية أولاً ومن ثم ضعف المجتمع الدولي واللامبالاة العربية وتهافت البعض نحو التطبيع المجاني مع دولة الإحتلال ثانياً ، فكل هذه الأسباب مجتمعة منحت الضوء الأخضر لأمريكا والإحتلال بزيادة غطرستها والإمعان في السطو على حقوقنا وسلب المزيد من هذه الحقوق والأرض .
فالإنقسام الفلسطيني أضر بقضيتنا العادلة وكان أكثر إيلاما , وكان نقطة ضعف القيادة الفلسطينية لشقه الموقف السياسي ، ولا يخفى على أحد أن كيان الإحتلال المستفيد الأول من هذا الإنقسام وعمل نتنياهو على إطالة أمده أكثر وكرسه بدعم مالي عبر وسطاء عرب ، لمنع قيام دولة فلسطينية ولتمرير كل مخططاته ومشاريعه التصفوية فترة بقاء الإنقسام .
لذا علينا الإتفاق على برنامج وطني ميداني متكامل على أرضية مغادرة هذا المربع عاجلا لا أجلا وفعلاً وقولاُ , ولتكن بعد هذه اللقاءات والحوارات خطوات عملية فورية متزامنة ومتبادلة على الأرض يشعر بها المواطن , ولنبتعد عن كل ما يعكر صفو الأجواء الإيجابية والوحدوية , ولنكف عن المناكفة والتراشق , ولنجرم الإعتقالات السياسية وليتم الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين كبادرة حسن نية من الجميع , ونفعل لجنة الحريات العامة , ولنمضي قٌدما في تطبيق المصالحة من حيث توقفت عام 2017 , ولنمد جسور الثقة من جديد لتهيئة حاضنة شعبية حقيقية تثق بالكل الوطني الفلسطيني وفصائله ومنظمة التحرير كي تلتف حوله للمواجهة الأساسية والمركزية مع الإحتلال .

عن admin

شاهد أيضاً

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة

صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم : سري القدوة الشعب العربي الفلسطيني والعالم اجمع …

اترك تعليقاً