فايروس«كورونا» منح إسرائيل سبباً آخر لخنق غزة ….

فايروس«كورونا» منح إسرائيل سبباً آخر لخنق غزة ….

الأحد 28 آذار 2021 شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية ….
نوعا غليلي

في آذار 2020 دخل قطاع غزة إغلاق عيد المساخر التقليدي، لكن في هذه المرة لم يخرج منه، وهو ليس الاغلاق المعتاد الذي تفرضه إسرائيل على سكان القطاع منذ سنوات. بعد انتهاء العيد وفي ظل مكافحة «كورونا» قامت الدولة بإغلاق معبر ايرز، البوابة الرئيسية الى إسرائيل والضفة الغربية والاردن، بشكل كامل تقريباً. عشرات آلاف الاشخاص وجدوا انفسهم عالقين، سواء في القطاع أو خارجه، بدون القدرة على العودة الى بيوتهم وعائلاتهم وعملهم. بعد سنة ما زال «إغلاق كورونا» على حاله.
من بين العالقين في القطاع في هذه الاثناء ع.، وهو شاب في العشرينيات، تزوج، مؤخراً، عن بعد من ن.، الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية. لا تظهر ن. كمواطنة فلسطينية في سجل السكان الفلسطيني، الذي تتحكم به ايضا إسرائيل. لذلك، لا يحق لها بالنسبة لإسرائيل أن تجتمع مع زوجها في القطاع. من اجل أن يتمكنا من العيش معا في الولايات المتحدة يجب عليه تسوية وضعه في السفارة الأميركية في القدس. ولكن إسرائيل رفضت طلبه الخروج عبر معبر ايرز لحضور المقابلة التي تم تحديدها له في السفارة، بسبب «كورونا».
شخصيات كبيرة في نظام الحكم وفي جهاز الصحة اجتمعت في السنة الماضية كل يوم تقريباً من اجل فحص القيود التي فرضت رداً على تفشي الفيروس، مع مراعاة الاضرار التي تتسبب بها هذه القيود لحياة سكان الدولة والاقتصاد. في الـ 12 شهراً الاخيرة اتخذ في إسرائيل اكثر من 60 قراراً تتناول التغييرات في قيود الحركة الداخلية وامكانية دخول سكان الضفة للعمل فيها. الحاجة الى استمرار تشديد الاغلاق على قطاع غزة لم تتم مناقشتها كما يبدو. واذا كانت سياسة إسرائيل الداخلية هي خط متحرك يتكون من قفزات وتغييرات في المونيتور المتخيل الذي يظهر للخير أو للشر، فإن السياسة ازاء غزة ليست سوى خط مستقيم، طويل وهادئ.
إذا كانت توجد خطة لرفع «إغلاق كورونا» عن غزة فهي غير ظاهرة للعيان. لجان الاستثناءات تم تشكيلها في مطار بن غوريون وتم الغاؤها، اكثر من ثلث سكان الدولة تلقوا التطعيم، في الشوارع تنتشر شائعة بأننا «سنعود الى روتين الحياة»، ولكن في معبر ايرز ما زال يسمح بالمرور فقط لمن يحتاجون الى علاج حاسم ولعدد قليل جداً من الاشخاص.
في هذا الاسبوع، بتأخير ثلاثة اشهر ونصف، بدأت من تعتبر «بطلة التطعيم في العالم» بالسماح لعمال الضفة الغربية بتلقي التطعيم في الحواجز، بسبب مصالح اقتصادية ضيقة وبسبب الادراك الجزئي لحقيقة أن الفيروس يمكن أن ينتشر حتى عبر الأسوار. ولكن إسرائيل في هذه الاثناء تواصل تجاهل واجبها في الاهتمام بتوفير التطعيمات لباقي الفلسطينيين، وتحاول أن لا تراهم، لكنهم يتقاسمون معها قطعة الارض التي تقع بين البحر والنهر ذاتها، وأيضاً الوباء ذاته. من بينهم يوجد ايضا آلاف من حاملي التصاريح في غزة الذين تمنع إسرائيل خروجهم لكسب الرزق فيها وفي الضفة الغربية. وبهذا فهي تساهم مباشرة في تدهور آخر لاقتصاد القطاع.
السنة الماضية هي عدسة مكبرة لمسّ إسرائيل بالحقوق والاحتياجات الاساسية لمليوني شخص من سكان غزة، نصفهم من الأطفال. تؤثر سيطرتها تقريبا على كل مجال في حياتهم، لكنها تواصل التنكر لمسؤوليتها وواجباتها تجاه القانون الدولي والقانون الإسرائيلي. لا توجد أي طريقة لحل هذا الاخفاق القانوني والاخلاقي، الذي باسمه هي مستعدة لمواصلة تعريض سلامة سكانها للخطر، دون أن تعرف بأن سياستها تجاه غزة لا يمكن أن تستمر، وأنه يجب أن تتغير.
«هآرتس»

عن abdullah

شاهد أيضاً

أبرز عناوين الصحف الإسرائيلية

أبرز عناوين الصحف الإسرائيلية     تل أبيب 19-6-2023 شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية. فيما يلي …