أفتح أبعادك وحدودك تتعرَّى!!!

أفتح أبعادك وحدودك تتعرَّى!!!
بقلم / سعدات بهجت عمر

بيروت / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية
ان السياسة لا تفرز وجودها الخاص. فهي فن ولا تخلق نفسها بنفسها، بل تنطلق من ميزان قوى محدد، ولفرض ميزان قوى يقبل بحل المسألة الفلسطينية يكون من الضرورة كسر الجبهة العربية. أي تعريب الصراعات، وهنا فجأة يصبح إيقاع الحياة دَوَّاراً ويتلاشى الزمن وتدخل الحلظة الفلسطينية في الدَّوامة فتصير أبداً وكل موضع سواء كان في الجامعة العربية أم في الأمم المتحدة أم في البيت الأبيض يُصرح رقصاً ثم يتم تحييد أو شل القوى العربية الفاعلة. وهذا الميزان بدأ بالظهور بعد خلع وتحييد الدور المصري، وتدمير وحرق سوريا وتفتيت العراق. فبعد خروج هذه القوى الأكثر حسماً يمكن تقليم الأشواك التي تعترض مسيرة الاستسلام بالتطبيع مع إسرائيل وإقامة العلاقات الأمنية والثقافية والتجارية والاقتصادية ثم العلاقات السياسية معها وكأن سجناً قد تحطم وتحررت القوى الرهيبة التي كانت بداخله ولم يعد للعرب والعروبة في العالم وجود، وهذه المسألة العليا والدنيا من التمرُّن!!! ليس لأن مضمونها هو بلوغ أقصى درجات اليأس تَطَرُّفاً. أو أقصى درجات الفرح والأمل رُقِيَّاً واستحالة على الوصف وليس لأنها أقصى درجات المعرفة عمالةً وتبعيةً لإسرائيل التي تترفع عن مخاطبة أقصى درجات الجهل العاجزة عن الحديث حسب وصف السياسة الأمريكية الإسرائيلية. أمكننا هنا الملاحظة في هذا المسار الهادف إلى تقليم النباتات الوحشية حسب الوصف الفرنسي أمرين مترابطين مهّدَ أحدهما للآخر أولاهما شل خروج مصر عن الصف العربي، وتدمير سوريا والعراق بكل ما في الكلمة من معنى، وهذا أدى إلى تفوق عسكري مُطَّرِد لإسرائيل رمى في التربة العربية اليأس والمراوحة، وثانيهما الخروج الفعلي للقوات العسكرية السورية والعراقية، وتطويق الجزائر بالفوضى الليبية من الشرق، وبالاتفاقيات المغربية الإسرائيلية من الغرب، وبالتكفيريين من الجنوب لشل أيَّة تحركات جزائرية لنصرة شعبنا الفلسطيني، والاعتقاد الأكيد أن هذا الخروج الفعلي لم يكن ممكناً بدون الشلل والمراوحة في السياسة العربية، وهذه السياسة أودت إلى التسليم بواقع اسرائيل القوي في المنطقة والعالم وانقلاب حماس الذي أصبح له جذور وأنياب إنفصالية.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …