جدلية المؤامرة وقضيتنا الفلسطينية

جدلية المؤامرة وقضيتنا الفلسطينية
بقلم / سعدات بهجت عمر

بيروت / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية
تعرضت سورية الطبيعية فلسطين. سوريا. لبنان. الأردن لاقتحام استعماري وقح ترسخ داخل أطر قامت على اقتحامها وقد ترتب على المستعمرين عملية الإنقسام حالة تَفَكُّكٌ أصاب الحركة القومية العربية التي حملت طابعاً فوق إقليمي سار في إتجاهين رئيسيين.
1- الارتداد الفعلي لقوى الحركة القومية نحو الأطر الإقليمية والقُطرية للنضال السياسي.
2- التأقلم التدريجي المتعاظم مع التقسيم الإستعماري لبلاد الشام والقبول بالعمل لإقامة دول وطنية تُشكل الإطار العام لكل قوة سياسية، وبهذا ولهذا تراجعت لصالح تكوين الدول الوطنية على أن يعقب الإستقلال العودة إلى محاولات توحيد بلاد الشام الممزقة.
وهكذا استسلم الإقطاع في بلاد الشام في مسألة إطار الإستقلال مقابل الهيمنة السياسية المختلفة على دول بلاد الشام فتم عقد حلفاً مع الإستعمار الإنكليزي والإستعمار الفرنسي كان مفاده التخلي عن إقامة دولة موحدة في بلاد الشام. في هذه الفترة صدر وعد بلفور وأخذت بريطانيا تفي بالتزاماتها لليهود لإقامة دولة لهم على أرض فلسطين العربية ككيان استعماري استيطاني في حين كانت مسألة الدولة القُطرية تتقدم ومسألة عروبة فلسطين تتراجع وكان تبلور الدول القُطرية في أمر الساعة في كل بلاد الشام باستثناء فلسطين رغم أن قياداتها السياسية بذلت جهوداً مماثلة لجهود القيادات السياسية في دول بلاد الشام سواء فيما يتعلق بمراضاة الإستعمار الإنكليزي أو بخصوص تقديم تنازلات للحركة الصهيونية ولكن هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح وتحولت إلى عبءٍ أساسي على النضال الجماهيري والوطني الفلسطيني واسهمت في ترجيح ميزان القوى لصالح القوى الصهيونية التي شرعت في التبلور فوق أرض فلسطين العربية ككيان سلطوي بديلاً عن السلطة العربية المنشودة وبالتالي للدولة العربية المأمولة.
هذه المفارقة حكمت التاريخ العربي المعاصر ليس لبلاد الشام فقط وتجلت في ابتعاد القوى القومية السابقة عن الطابع القومي العام لتحرير بلاد الشام حيث بدا أن تكوين الدول الخاصة في بلاد الشام هو المهمة الأساسية والإستراتيجية وليس ردع الخطر الصهيوني وأبعاده وتحول تشكيل هذه الدول القُطرية إلى غاية بذاته وتم تصويره للجماهير على أنه مكسبٌ قوميٌ ووطنيٌ لأن إنجازه يعني الإستقلال الوطني. بعدها تحولت مسألة استقلال فلسطين من إحدى القضايا المركزية للحركة القومية العربية قبل الحرب العالمية الأولى إلى قضية فلسطينية محلية من اختصاص القيادة السياسية الفلسطينية وصارت مسألة خارجية وهامشية بالنسبة لمعظم قادة دول بلاد الشام. التاريخ يُعيد نفسه بالنسبة لمعظم قادة دول العالم العربي وهكذا خرجت فلسطين من أفق نضالهم عملياً فاَثروا كما اليوم بالنسبة لمعظم قادة دول الخليج العربي والسودان والمغرب تغطية موقفهم العملي هذا تغطية لفظية ظاهرها وطني وقومي وباطنها ترك شعبنا الفلسطيني لمصيره المحتوم الذي اختارته له الصهيونية العالمية ليكون ما حدث لفلسطين الاستثناء في حرب فلسطين كان يهدف رسمياً تسليم فلسطين للعصابات الصهيونية، والشعارات التي طُرحت آنذاك رسمياً حول تحرير فلسطين كان الهدف منها تضليل الجماهير العربية والسيطرة عليها وضبط حركتها وايهامها بأن كل شيء قد صُنع لتحرير فلسطين ولكن ليس بالإمكان أبدع مما كان. مما أدى إلى تفكك الحركة القومية العربية الآيلة للسقوط في مستنقع الدول القُطرية وترك فلسطين تقاتل معركتها منفردة ضمن ميزان في غير صالح شعبنا الفلسطيني ثم التسليم بضياع فلسطين وَتركَّزَْ الجهد على حماية الدول القطرية، وليس الغريب بالأمر تم التوجه لبناء الجيوش لحماية العروش ورأت من مصلحتها التخلي النهائي عن إنقاذ فلسطين لأنها رأت في التعامل مع الإستعمار الإنكليزي والإستعمار الفرنسي ومستقبلاً الإحتلال الصهيوني منقذها العام وبهذا التفكير لم ولن تتحرر إلا شكلياً وبقيت في الواقع تابعة وخاضعة إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …