يحتقر الإنسان الكلب على وفائه

يحتقر الإنسان الكلب على وفائه
بقلم / سعدات بهجت عمر

بيروت / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية
تعتبر منطقة الشرق الأوسط إحدى أهم المواقع الإستراتيجية بالنسبة للأساطيل الأمريكية وحلف الأطلسي وتشكل معبراً هاماً وللخليج العربي حيث منطقة الخليج العربي منطقة صراع ونفوذ على وجه الخصوص إلى إيران وإلى الصين لذلك أصبحت وأضحت هذه المنطقة العربية قبل وبعد الحرب الباردة وما زالت حتى اليوم أهم إحدى المناطق الأكثر حيوية في ترتيب المصالح الإستراتيجية العسكرية الأمريكية والروسية بعد تطوير واغناء القواعد الروسية في قاعدتي طرطوس وحميميم في الساحل السوري والسباق الحاصل اليوم بين روسيا وأمريكا لإعادة ترتيب الوضع للإمساك بمفاصل المناطق الحيوية عسكرياً وسياسياً بعد الأزمة الأوكرانية فواشنطن تحشد في دول أوروبا الشرقية وتدرك هشاشة الأرض تحت حشودها كي تحافظ أمريكا على مرتكزها العسكري السياسي الحلف الثلاثي الذي أقامته بينها وبين المستعمرة الإسرائيلية في فلسطين وبين مصر لاستثمار الأراضي المصرية في مشاريعها العسكرية الهامة وامتداد الفعل في مصر شبكة واسعة للوجود العسكري الأمريكي البحري والجوي والبري ضد تعاظم الوجود العسكري الروسي في شرق المتوسط وسوريا لإعطاء الضمانات العسكرية الكاملة للمستعمرة الإسرائيلية من جديد لكي تضمن أمن وبقاء المستعمرة من تهديدات حلف المقاومة. كما تدلل تثبيت نفوذها في مناطق تواجدها عالمياً وخصوصاً في دول شرق أوروبا والتخندق هناك بعد تخندق القوات العسكرية الروسية في بيلوروسيا وسوريا، وهكذا تعيد تشابك مصالحها الإقتصادية والسياسية والإستراتيجية أي أمريكا في المنطقة لتصب في اتجاه صيانة سياسة تعتمد بسط النفوذ العسكري ولا يبدي المسؤولون الأمريكيون تحفظاً في التصريح علانية بهذا الأمر رغم الزيارات المكوكية التي يقوم بها بعض زعماء أوروبا إلى كييف وموسكو. علماً أن إحدى مهام الدبلوماسية الأمريكية عالمياً تكمن في ضمان استمرار الهيمنة الأمريكية بعد الحرب الباردة الجديدة بينها وبين روسيا العُظمى وحلفها الصيني الإيراني السوري المقاوم، حيث المحافظة على أساطيل البحرية الحربيةالأمريكية أن تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي وبحر الصين وتكون هذه القواعد قادرة على اسنادها في أي عمل عسكري. علماً أن سياسة الأوروبيين الغربيين حلفاء أن أمريكا في الشرق الأوسط والشرق الأوروبي بشكل عام وما يسمى بالمبادرات الأوروبية بشكل خاص قد برهنت على أنها انتهازية وغير ثابتة على نحو كبير، وبعبارات عملية نجد أنها تعمل كمناورات جانبية لخدمة الإستراتيجية الكبرى لسياسات أمريكا لأنها لا تملك القدرة لخروجها من تحت المظلة الأمريكية وأنها غير قادرة على تأكيد مصالح شعوبها ضد تأييد أمريكا فسيظلون هم الخاسرين في أية لعبة، وإذا ما سُمح لأمريكا بالاستمرار في استراتيجيتها الخطيرة في منطقة عدم الإستقرار والتدخل العسكري والاحتكار الإقتصادي ومجابهة القوى المتعاظمة لروسيا وللصين فإن مراكز الدول الأوروبية شرقها وغربها سوف تتأثر على جميع المستويات، وإن حصل إنفجار في النهاية فإن نتائجه ستكون كارثية عليهم، ولا يمكن الحصول على أي حل سياسي حقيقي من خلال أية مبادرات أوروبية وغير أوروبية انتهازية وتكتيكية.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …