هذه فتح، وهذه السياسة

هذه فتح، وهذه السياسة


بقلم / سعدات بهجت عمر

بيروت / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية
العاصفة عام 1965 ظاهرة تَحَدِّ، فكان الطرح الثوري الذي طرحته فتح يقود إلى رفض اعتبار خط الهدنة خطاً دفاعياً ثابتاً، وكان لذلك الطرح ردة فعل وصلت حد اعتقال رجالات الفتح واعتقالهم، وللأسف فأول شهيد سقط غدراً بأيدٍ عربية، وتوالى اجتماع تلو اجتماع حتى تَمَخَّض من هذه الاجتماعات بعد معركة السموع مقولة “سنغلق الحدود ليلة، والإسرائيليون يغلقونها ليلة”. في ظل هذا التصدي القمعي لفتح وفي ظل مخطط إعلامي عربي وغربي يهدف إلى إقناع الجماهير العربية الغفورة بعمالة فتح ورجالها وارتباطهم بالثورة الفيتنامية والصين حتى كان يوم السادس من حزيران 1967 وهو يوم الثلاثاء الذي تهاوت فيه القوى العسكرية العربية مثلما يتهاوى الموز العفن، وهنا وفي كل ما يشابهها الهزيمة تعني دائمآ نهاية شيء وبداية شيء آخر. فالخامس من حزيران 1967 يا جماهيرنا العربية كان انطلاقاً من تلك الحقيقة، نُقْطَةُ تَحَوُّل وارتداد للجماهير العربية بردة فعل مجردة إلى رجالات الفتح وعاصفتها الذين ناقضوا الإستراتيجية العربية الموروثة عن الاستعمارين الإنكليزي والفرنسي قبل وقوع كارثة وهزيمة حزيران وليس بعدها. فالجماهير الفلسطينية والجماهير العربية وبشكل عفوي توجهت إلى فتح ليس بسبب قناعات فكرية، وإنما بحثاً عن إرادة الرفض المسلحة للاحتلال الإسرائيلي والتي لا تنتهي حرب إلا بانتهائها، وهذه كانت تُمثل صفة من الصفات الأساسية لحركة فتح عند انطلاقتها، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المؤامرات على فتح حتى هذه اللحظة وبأشكال وأدوار متعددة ومتلونة. كانت هذه المعلومات ضرورية يا جماهيرنا الفلسطينية والعربية لفهم طبيعة المهمة أُلقيت على كاهل حركة فتح، وقبل اكتمال النمو الطبيعي للعناصر التي لا بد منها للقيام بمهمة استراتيجية بهذا المستوى والتي لم تفقد أهميتها بعد من الرجال الرجال والسلاح والخبرة ومن يُطالع الوضع الفلسطيني الراهن لن يجد وقفة تحليلية طويلة مكتوبة بدماء الشهداء والضحايا أمام هزيمة حزيران 1967 وما بعدها من احتلال بيروت وتصفية قادة فتح من قبل العدو الإسرائيلي وعملائه على الأرض العربية ومن ثم الأرض الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية هو الوضع الإنقسامي الضاغط الذي يرفض باشمئزاز أي كلام وأي حوار. بل برصاص الغدر والهوان، وإن الحقيقة السياسية الأساسية يا جماهيرنا الفلسطينية والعربية التي تقول إن الحرب امتداد للسياسة وليس امتداداً للأجندات المشبوهة، وإذا ما نظرنا إلى دولة فلسطينية عتيدة من هذه الزاوية فيمكننا إن نضعها في إطارها الوحدوي الوطني بعد نجاح الحوار الوطني والمصالحة وكذلك الإطار السياسي الحقيقي الفلسطيني الخالص دون نقاشات وتحاليل تتجسد بمواقف متناقضة يا فصائلنا المُخضرمة.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …