إكتشاف جرة مليئة بالعملات الذهبية  الإسلامية فى الرملة تثبت عروبة واسلامية فلسطين

إكتشاف جرة مليئة بالعملات الذهبية  الإسلامية فى الرملة تثبت عروبة واسلامية فلسطين .
القاهرة -بقلم د. محمد فراج الخبير والباحث في شؤون الاثار الاسلامية


القاهرة – 5-9-2020 فى منطقة الرملة فى الداخل المحتل
وهى واحدة من أكبر وأقدم المدن الفلسطينية التاريخية وتقع شمال غرب القدس عاصمة دولة فلسطين وقد تأسست الرملة  سنة 716م على يد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وسمية نسبة إلى الرمال التي كانت تحيطها ، وكانت مدينة الرملة الفلسطينية العربية تحت الانتداب البريطاني عندما قامت العصابات الصهيونية الاسرائيلية بارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني واحتلال مدينة الرملة ومدينة عكا ومدينة صفد واللد والرملة وباقي المدن الفلسطينية التي تم تم احتلالها عام ١٩٤٨من قبل الاحتلال الاسرائيلي بمساعدة ودعم سلطات الانتداب البريطاني في حينه.
اكتشف علماء الآثار في وسط البلاد كنزًا نادرًا يضم أكثر من 400 قطعة نقدية ذهبية كانت مخبأة منذ ١٢٠٠ عام
حيث عثر علماء الآثار  الذين يقومون بالحفر والتنقيب على مئات العملات الذهبية الإسلامية   المحفوظة في جرة (وعاء من الطين)  ترجع للعصر العباسى
وقالت سلطة الآثار التابعة لقوات الإحتلال  يوم الإثنين الموافق ٢٤ أغسطس/آب    إن شبانا متطوعين للتنقيب في وسط الأراضى الفلسطينية المحتلة ، حيث من المقرر بناء حي استيطاني جديد، قد اكتشفوا الكنز وهذا من ضمن عمليات الاستيطان التى تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي .
ووفقا لمديري الحفريات، “ليات نداف زيف” والدكتور “إيلي حداد”، من هيئة الآثار الإسرائيلية الاحتلالية ، فإن “الكنز المدفون عمدا في الأرض في جرة خزفية، كان يحتوي على 425 قطعة نقدية ذهبية، يعود معظمها إلى العصر العباسي. ويفترض أن يكون الشخص الذي دفن هذا الكنز منذ  1100 عام، توقع استرداده، حيث قام بتأمين الإناء بمسمار حتى لا يتحرك، ولا يسعنا إلا أن نخمن ما منعه من العودة لجمع هذا الكنز”.
وكانت المنطقة التي عُثر فيها على الكنز تضم ورشا وقت إخفائه ولا تزال هوية صاحبه لغزا.
وقال علماء الآثار: “إن العثور على  ذهبية، وبهذه الكمية الكبيرة، من المؤكد أنه أمر نادر للغاية. لم نجده أبدا في الحفريات الأثرية، نظرا لأن الذهب كان دائما ذا قيمة عالية، ويتم صهره وإعادة استخدامه من جيل إلى جيل. وهذه العملات المعدنية المصنوعة من الذهب الخالص والتي لا تتأكسد في الهواء، تبدو في حالة ممتازة، وكأنها دفنت في اليوم السابق. وقد يشير اكتشافها إلى أن التجارة الدولية تمت بين سكان المنطقة والمناطق النائية”.

وأوضح الدكتور روبرت كول خبير العملات في هيئة الآثار الإسرائيلية: “من النادر للغاية العثور على كنوز من العصر العباسي في الحفريات في إسرائيل، وخاصة العملات الذهبية. وهي من أقدم المخابئ المعروفة لهذه الفترة ( من القرن التاسع) الموجودة في البلاد. العملات مصنوعة من الذهب الخالص عيار 24 قيراطا، ويبلغ الوزن الإجمالي للكنز حوالي 845 جرام  من الذهب الخالص، وهو مبلغ كبير من المال في تلك الأيام. وعلى سبيل المثال، يمكن لأي شخص شراء منزل فخم في أحد أفضل أحياء الفسطاط، عاصمة مصر الثرية الهائلة في تلك الأيام”.،
وتابع: “من الفحص الأولي للقطع النقدية، فإن تاريخ معظمها يعود إلى نهاية القرن التاسع الميلادي. وكانت المنطقة في هذه الفترة جزءا من الخلافة العباسية الواسعة الممتدة من بلاد فارس في الشرق إلى شمال إفريقيا في الغرب، وكان مركز حكومتها في بغداد بالعراق”.
وأشار: يتكون الكنز من دنانير ذهبية بالكامل، ولكنه يحتوي بشكل غير عادي، على نحو 270 قطعة ذهبية صغيرة مقطوعة، وهي قطع من الدنانير الذهبية تُقطع لتكون بمثابة عملات معدنية ذات قيمة منخفضة”.
وكان قطع العملات الذهبية والفضية سمة اعتيادية للنظام النقدي في الدول الإسلامية بعد ثمانينيات القرن الماضي، مع الاختفاء المفاجئ للعملات البرونزية والنحاسية.
وإحدى القطع هي قطعة نادرة استثنائية، لم يقع العثور عليها مطلقا في الحفريات في إسرائيل، وتتمثل في قطعة من الذهب الصلب للإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس (829 – 842 م)، وقع سكها في عاصمة الإمبراطورية في القسطنطينية.
ويعد ظهور هذه القطعة النقدية البيزنطية الصغيرة في كنز من العملات المعدنية الإسلامية هو دليل مادي نادر على الروابط المستمرة (الحرب، التجارة) بين الإمبراطوريتين المتنافستين خلال تلك الفترة.
ووفقا للدكتور كول: “سيكون هذا الكنز النادر بالتأكيد مساهمة كبيرة في البحث، حيث أن الاكتشافات من العصر العباسي في إسرائيل قليلة نسبيا. ونأمل أن تخبرنا دراسة الكنز بالمزيد عن الفترة التي ما زلنا نعرف القليل عنها”
ونضيف نحن أنه بناء على ما تبين من الصور والتقارير وبعد أن استعرضنا ما قاله أعضاء التنقيب أنه هذة العملات ترجع للعصر العباسى وسوف نعرض سرد لتاريخ نقود تلك الفترة
نقود الخلافة العباسية : نشأت الخلافة  سنة ۱۳۲ ھ / ۷۰۰ م ولكن بدأت في سك نقودها منذ سنة ١٢٧ھ وقد اتبعت الخلافة العباسية نظام النقد الأموى اى دون تغيير في الشكل العام أو الوزن والذى كان مثقالاً واحداً وهو الوزن الشرعى أى ما يعادل ٤.٢٥ جرام ، ولكن من حيث الكتابات فقد حذف العباسيون الاقتباس القرآن من سورة الإخلاص من مركز ظهر الدنانير والدراهم وسجلوا بدلا منه الرسالة المحمدية « محمد رسول الله » ولكن الدينار العباسى لم يحمل اسم مدينة الضرب أو اسم أى شخص.   وفى عصر ازدهار الخلافة ( ۱۳۲ – ۲۱۸ھ شهدت النقود في هذه المرحلة تطورا مهما حين سجل الخليفة أبو جعفر المنصور اسم ابنه « جعفر فى نصوص مركز الظهر ثم   المهدی محمد » ثم بدأ في ظهور أسماء الولاة أو حروف من أسماءهم على الدراهم الفضية   .وفى عهد هارون الرشيد قام بإضافة إسمه  وألقابه (عبد الله هرون أمير المؤمنين).  كما ضربت الدراهم باسم زوجة الرشيد ، السيدة زبيدة بنت أبي الفضل ،
وبدأت في حمل دار الضرب مثل مدينة السلام أو قصر السلام
مثال مركز الوجة:- (لا إله إلا _ الله وحده _ لا شريك له)
الهامش( محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على  علي الدين كله)
مركز الظهر:- ( مما امر به عبد الله هرون امير المؤمنين)
الهامش:-  (بسم الله ضرب بطهذا الدينر سنة سبعين ومئة)
ثم الصراع بين الأمين والمأمون والذى تسجله لنا المسكوكات.
إلى أن تبدأ مرحلة جديدة وهى مع بداية الخليفة المعتصم بالله ٢١٨ _٢٢٧ ھ / ٨٣٣_٨٤٢ م والذى وحد : نصوص كتابات الدنانير والدراهم فجاءت على النحو التالي: الوجه: مركز: لا إله إلا وحده لا شريك له.  هامش داخلي: بسم الله ضرب هذا الدينر (الدرهم) + مكان وتاريخ السك.  هامش خارجي: (لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).
الظهر: مرکز: الله محمد رسول الله المعتصم بالله.  هامش: محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحقه على الدين كله ولو كره المشركون.

وهذا الدينار موجود فى هذا الاكتشاف وذلك من خلال متابعتى للفيديو الذى تم نشره على وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي وهذا دليل قاطع علي أن هذة الدنانير ترجع إلى فترة المبكرة من الخلافة العباسية وإن كان هناك قطع أخرى تتبع التطور الذي حدث من وجود أكثر من هامش وكذلك وجود عبارات أخرى ولكن من الصعب قراءتها وتحليلها نظرا لعدم وضوح الصور وبالتأكيد سوف يتم نشره مقال من قبل علماء الآثار وعلماء النميات بالتحديد.
ومثال آخر
إذا أمعنا النظر إلى كتابات هذة القطعة وبناءاً على أنها مكتوبة بالخط الكوفى البسيط ويبدو أنها من الفترة الأولى لحكم العباسيين حيث أنها تتكون من الوجة ويتكون من عبارة التوحيد في المنتصف وهى “لا إله إلا الله وحده لا شريك له ” وحولها هامش أو إطار  واحد عبارة عن
“محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله”.
وفى الظهر فى المركز  نجد عبارة “محمد رسول الله”، وفى الهامش،  “بسم االله ضرب هذا الدينر سنة ….”  .
أى إنه يرجع لأكثر من  ١٢٥٠ : ١٢٠٠ عام.
وكذلك الدينار النادر التى هي قطعة نادرة استثنائية، وتتمثل في قطعة من الذهب الصلب للإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس( تيوفيل) كما ورد ذكره في المصادر العربية  (829 – 842 م)، وقع سكها في عاصمة الإمبراطورية في القسطنطينية.
ويعد  ظهور هذه القطعة النقدية البيزنطية الصغيرة في كنز من العملات المعدنية الإسلامية هو دليل مادي نادر على الروابط المستمرة (الحرب، التجارة) بين الإمبراطوريتين المتنافستين خلال تلك الفترة.
وبالفعل كان قدم هزم الخليفة المعتصم بالله هذا الإمبراطور عندما أغار على إحدى المدن الحدودية مع البيزنطيين وهو صاحب قصة وا معتصماه الشهيرة واسقط عمورية
وهناك تقارير تشير لنقلها إما لمتحف القدس أو متحف تل أبيب .
وهذا دليل قاطع علي عروبة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة حيث إن الآثار لا تكذب ولا تتجمل أو تنحاز لأحد وكأن صاحب هذا الكنز الثمين تركه مثبتا لكى يثبت لهم أنها أرضنا نحن  ولابد من رجوع الحق لأصحابه فبهذا الكنز دليل على أن الأرض بتتكلم عربي وأناشد منظمة اليونسكو وجميع المنظمات الدولية والإقليمية بوضع هذة المنطقة كمنطقة تراث عالمى ووقف عمليات الاستيطان على الفور في هذة المنطقة
كتبه
د. محمد فراج عوض
الباحث والخبير في الآثار الإسلامية في أكاديمية البحث العلمى
والتكنولوجيا وكلية الآثار جامعة القاهرة


 

عن admin

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …