خطورة الإشاعات والأخبار الكاذبة ومواجهتها ..!

خطورة الإشاعات والأخبار الكاذبة ومواجهتها ..!


بقلم د. عبدالرحيم جاموس

الرياض  2020/9/6 شبكة فلسطين المستقبل.

للوهلة الأولى كنت اظن ان الإشاعة يقتصر توظيفها واستخدامها في المجالات العسكرية في الحروب بين الأفرقاء لِلفتِ بِعضُد قوى ومعنويات شعوب بعضها البعض ، لكن الحقيقة السوداء لدور الإشاعة واستخدامها لم يقتصر على ذلك بل تعدى الى مجالات الحياة المختلفة و المتعددة والمتشعبة والمتنوعة من عسكرية الى سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها فئوية وجماعية محلية ودولية .

الإشاعة تستند الى ترويج المعلومة والمفاعيم الكاذبة التي تكتسب سرعة الإنتشار بين العامة والخاصة ، بهدف تشويه الحقيقة وتضليل متلقيها لدفعه لبناء وتبني رؤيا غير صائبة من جهة وتكريس ثقافة التجهيل لدى المتلقي لما في ذلك من تحقيق لهدف وغاية يقصدها اصحاب تلك الإشاعات ومفبركيها .
الإشاعة قد تستهدف فرد بسيط او شخصية عامة او اسرة اوفئة او مؤسسة اوسلعة او دولة بعينها او شعب بأكملة ….الى آخره .
الإشاعة باتت سلاحا فتاكا في عصر السوشل ميديا اذ تزكم انوفنا وتلوث مسامعنا وتصدم ابصارنا وتجهد عقولنا يوميا ما ينشر بواسطتها من اخبار ومعلومات تفتقد للمصداقية والموضوعية والعلمية في مختلف المجالات وعلى كل المستويات ، بحيث بات الوصول الى دقة وصحة المعلومة و ماينشر من اشاعات عبر مختلف وسائل الإعلام و من معلومات واخبار مختلفة مهمةً ليست بسيطة بل قد تكون في بعض الأحيان غايةً في الصعوبة حيث يختلطُ الكذب بشيء من التكهن او من الصدق لتمرير تلك الإشاعات المغرضة في المجالات كافة حتى الصحية والطبية لم تسلمَ منها حتى بات المتلقي في حالة من البلبلة الثقافية والفكرية والضياع بين الصواب والخطأ لكثرة استخدام سلاح الإشاعة الفتاك بذكاء شديد من قبل افراد ومؤسسات ودول يعتمدون عليها في تحقيق غاياتهم تحت شعار (الغاية تبرر الوسيلة ) بكل تجرد من القيم الأخلاقية والموضوعية والمنهجية العلمية .
هذا يستوجب منَ المتلقي أن يكون على درجة عالية من الحيطة والحذر واليقظة في التعامل مع ما يصل اليه من مواد عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة ، فليس كل ما ينشر او يبث او يصلك عبر هذة الوسائل بالضرورة ان يكون سليما او صحيحا او مستندا الى مصادر صادقة او غير موجهة بهدف غير نبيل حتى وإن تضمن تغليفات اخلاقية او قيمية او دينية ، لأن (صناع المعلومة الإشاعة) لا يتورعوا عن استخدام أي شيء حتى التعاليم الدينية ليتم الإقناع والتضليل بها وتسويق ونشر الإشاعة التي تحمل في طياتها رسالة مسمومة ومعلومة غير صحيحة وتفتقد للوجاهة وللمنطق .
لذا لابد من التنبه لسلاح الإشاعة في مختلف المجالات والميادين المتنوعة والمختلفة والعمل على كشف الإشاعة واسقاطها وابطال مفعولها الخطير اجتماعيا وسياسيا وثقافيا وفكريا ودينيا ، كما يجب العمل على محاربة الإشاعة بقوة القانون ومكافحة منتجيها ومروجيها لأن ذلك لايمكن إعتباره حرية رأي او تعبير وحرية في النشر التي تكفلها الدساتير والقوانين والتي يساء استخدامها من البعض ويمارسوا تحت غطاءها وحمايتها نشر هواياتهم في الكذب والتشويه ونشر الإشاعات الهدامة التي قد تهدد امن واستقرار الأفراد والمؤسسات و المجتمعات والسلم الأهلي والدول .
الإشاعات تكثر في ظل تزايد الأزمات المختلفة وهي سلاح خطير وفتاك احذروها وتحروا الصدق والمصداقية فيما يصل اليكم وما تنقلون للآخرين وفيما تستندون اليه في بناء رؤيتكم ومواقفكم ازاء الأحداث و الأفراد والمجتمعات والدول والشعوب على اختلافها ، واكثر من يعاني اليوم من نشر وبث الإشاعات المغرضة والمسمومة الشعب الفلسطيني للفتِ في عضده ولإستهدافه على مدى قرن مضى من قبل قوى الإستعمار والصهيونية وحلفائهما من اليائسين والمحبطين والمهزومين واليوم من المطبعين معه بغرض الحاق الهزيمة به وطمس حقوقه الوطنية والمشروعة في وطنه وتبرير التخلي عن مناصرته ودعمه وتثبيت صموده في وجه مايتعرض اليه من عدوان صهيوني استعماري احلالي كلونيالي عنصري بل والإنحياز اليه وتبني خططه ومواقفه من الشعب الفلسطيني …!
وللحديث بقية…
د. عبد الرحيم جاموس

عن abdullah

شاهد أيضاً

رئيس البرلمان العربي يهنئ المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا وبرلمانا بمناسبة ثورة الملك والشعب

*رئيس البرلمان العربي يهنئ المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا وبرلمانا بمناسبة ثورة الملك والشعب* القاهرة …