شبكة فلسطين المستقبل الاخبارية Palestine Future
مقالات مشابهة
العرب اللندنية :”نصائح” سياسية تدفع مصطفى أديب إلى تأجيل إعلان حكومته المصغرة ،فرنسا تطالب القوى السياسية في لبنان بالإيفاء بتعهداتها دون تأخير.
الثلاثاء 2020/09/15 شبكة فلسطين المستقبل.
تأجل الإعلان عن التشكيل الحكومي في لبنان، كما هو متوقع، في ظل تحفظ عوني وفيتو شيعي يتلخص في تمسك الثنائي حزب الله وحركة أمل بوزارة المالية.
بيروت – أكد مصدر سياسي مطلع أن رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب أجل إلى يوم الجمعة المقبل اتخاذ موقف نهائي من تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.
وكشف المصدر لـ”العرب” أن أديب الذي زار الاثنين، القصر الجمهوري واجتمع بالرئيس ميشال عون، تلقّى في الساعات القليلة التي سبقت توجهه إلى قصر بعبدا “نصائح” من جهات سياسية نافذة تدعوه إلى التريّث وعدم تقديم لائحة بأسماء أعضاء حكومته إلى رئيس الجمهورية، في ظل معلومات تتحدث عن موقف سلبي للرئيس تجاه القائمة المعدة، لاسيما مع وجود فيتو ضمني عليها من الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل).
وتمحورت هذه “النصائح” حول ضرورة تفادي الفراغ السياسي الذي سيقع فيه البلد في حال قوبلت التشكيلة بالرفض واضطرار أديب عندها للاعتذار.
ويواجه لبنان وضعا اقتصاديا وماليا غير مسبوق منذ نهاية الحرب الأهلية، وهو ما انعكس تدهورا اجتماعيا وأمنيا، ويخشى اللبنانيون كما المجتمع الدولي من أن يؤدي تعثر ولادة الحكومة الجديدة إلى فراغ يفاقم أزمات لبنان.
واقتصر اللقاء الذي جمع، الاثنين، الرئيس اللبناني ميشال عون برئيس الوزراء المكلف على التشاور، خلافا لما كان مقررا وهو تقديم الأخير تشكيلته الحكومية، بناء على المهلة الفرنسية.
واكتفى رئيس الحكومة المكلف بالقول للصحافيين المتواجدين في قصر بعبدا عقب الاجتماع بعون “حضرت اليوم إلى بعبدا لزيارة رئيس الجمهورية للمزيد من التشاور ونأمل كل خير”.
وأبدت فرنسا التي تتولى رعاية تشكيل حكومة جديدة في لبنان امتعاضا من طريقة تعاطي الثالوث الحاكم في لبنان مع جهود تشكيل الحكومة، وقالت وزارة الخارجية، الاثنين، إن “جميع القوى السياسية اللبنانية أيدت تشكيل حكومة سريعا وعليها ترجمة هذا التعهد إلى أفعال دون تأخير”.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول أن القوى اللبنانية تم تذكيرها مرارا بضرورة تشكيل حكومة بسرعة لتكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات الأساسية.
وأضافت “كل القوى السياسية اللبنانية أيدت هذا الهدف. والأمر متروك لها لترجمة هذا التعهد إلى أفعال دون تأخير. إنها مسؤوليتها”.
أنييس فون دير مول: كل القوى السياسية اللبنانية أيدت تشكيل حكومة وبسرعة أنييس فون دير مول: كل القوى السياسية اللبنانية أيدت تشكيل حكومة وبسرعة
وكانت تسريبات تحدثت عن أن الرئيس ميشال عون يرفض تمرير التشكيلة الحكومية بالصيغة المطروحة (شكلا ومضمونا)، خصوصا وأن رسائل مشددة وصلته من الثنائي الشيعي بأنه لا مجال لحكومة خالية من بصماتهما.
وقال المصدر السياسي الذي يتابع عن قرب الجهود الهادفة لتشكيل حكومة جديدة تتولى القيام بالإصلاحات المطلوبة، إنّ مصطفى أديب قبل تأجيل اتخاذ موقف حاسم من فرض اللائحة الحكومية الموجودة في جيبه في انتظار حلّ العقدة الشيعية التي تتلخص بالإصرار على تولّي وزارة المالية.
ويعود تمسك الثنائي الشيعي بحقيبة المالية لضمان عدم تمرير أي قرار تتخذه الحكومة لا يكونان راضيين عنه، الأمر الذي يرفضه أديب الذي يصر على القطع مع سياسة المداورة بالنسبة للحقائب الوزارية ويشدد على وجوب أن تكون الحكومة مؤلفة من اختصاصيين بإمكانهم العمل بمعزل عن القوى السياسية.
ووفق اتفاق الطائف فإن أيّ قرار تتخذه الحكومة يحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزير المختص، إضافة الى توقيع وزير المالية.
وسبق أن حاول رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي دخل في الأيام الأخيرة بقوة على خط التشكيل، إقناع زعيم حركة أمل نبيه بري الذي يتولى كذلك رئاسة البرلمان بالتخلي عن الحقيبة لفائدة وزير غير شيعي، فكان أن قوبلت محاولاته بصدّ، الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى محاولة حلحلة المسألة بنفسه، لكن لا يبدو أنه نجح في ذلك، وسبق وأن صرح بري بأن “حصول الشيعة على هذه الحقيبة مسألة ميثاقية لا غبار عليها”.
وشدّد المصدر السياسي اللبناني على أنّه لن يكون من السهل انتظار موقف مرن من حزب الله على تشكيل حكومة برئاسة مصطفى أديب نظرا إلى أنّ ذلك سيعني تراجعا في موقعه السياسي وذلك بعد وصوله إلى مرحلة يستطيع فيها فرض رئيس الجمهورية المسيحي، في حال ميشال عون، واختيار رئيس مجلس الوزراء السنّي، في حال حسّان دياب.
وذكر مصدر آخر أن رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، يعتبر أنّ مسألة أن يكون وزير المالية شيعيا مسألة شخصية، خصوصا بعدما أكّد في الفترة الأخيرة أنّه لن يقبل بأيّ تغيير في مذهب من يحتلّ هذا الموقع في الحكومة.
ولخص سياسي لبناني بارز الوضع بقوله إنّ ثمّة عاملا في غاية الأهمّية يتجاهله اللبنانيون، هو العامل الإيراني. وقال هذا السياسي إن إيران ليست مستعدة للافراج بسهولة عن حكومة لبنانية لا تكون تحت سيطرة حزب الله، خصوصا أنّها ترى في لبنان ورقة من أوراق التفاوض مع الولايات المتحدة في مرحلة مقبلة.
وكلّف الرئيس اللبناني، ميشال عون، في 31 أغسطس، مصطفى أديب بتشكيل حكومة، وتزامن ذلك مع زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت بمناسبة ذكرى مئوية لبنان الكبير، والتي حصل خلالها على تعهد من الفرقاء السياسيين في لبنان بتشكيل حكومة في أجل لا يتجاوز الأسبوعين.
واستقالت حكومة حسان دياب بعد 6 أيام على انفجار مرفأ بيروت الذي خلف نحو 192 قتيلا وقرابة 6 آلاف جريح والعشرات من المفقودين، بجانب دمار واسع، بخسائر تتجاوز 15 مليار دولار.
