هيئة الأسرى:الأسير المريض ناصر ابو حميد على عتبة الموت المؤجل

هيئة الأسرى:الأسير المريض ناصر ابو حميد على عتبة الموت المؤجل

رام الله / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية.

غياب قصري ومعنويات عالية تقاتل تلك الجدران اللعينة، وصوت هدار لم يغب عن أبناء مخيم الأمعري في رام الله خاصة، وعن أبناء الشعب الفلسطيني عامة، حارس الرواية، وهو الذي ما زال يحمل رغم قيده ومرضه وغيبوبته جراحات شعب بأكمله، هو المغيب في بطن السجون، إنه الأسير ناصر أبو حميد الذي حمل من اسمه نصيباً، الناصر للأحرار، المحنط في توابيت المعتقلات، والعالق في بئر عيادة سجن” الرملة”.

في الخامس من تشرين الأول /أكتوبر عام ألف وتسعمائة واثنين وسبعين استقبل مخيم النصيرات بغزة الصرخة الأولى للطفل ناصر أبو حميد، وكان منذ صغره عظيم النفس، مغواراً، ذا شخصية صلبة، نمى وترعرع بين أسرة محبة للوطن.

واجه الاعتقال للمرة الأولى وعمره لم يتجاوز الحادية عشرة، لتتوالى بحقه عدة اعتقالات خلال الانتفاضة الأولى(انتفاضة الحجارة)، دون أن تكل عزيمته أو تنثني إرادته.

ومع اندلاع الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) عاد ناصر طائراً يحلق في سماء فلسطين ثائراً في وجه المحتل، مقاوماً للاحتلال، وبقي وفيا للقضية، مساندا لكل أبناء شعبة، ومنادياً بالقدس العاصمة الأبدية لفلسطين، حاول الاحتلال اغتياله أكثر من مرة وتعرض لعدة إصابات حرجة إلا أنه نجا بقدرة الله، ليتم اعتقاله مجدداً عام ٢٠٠٢، ويحكم عليه الاحتلال الإسرائيلي بالسجن المؤبد سبع مرات و٥٠ عاماً، ليكون مجموع سنوات عمره التي أمضاها داخل الأسر أكثر من سنوات عمره خارجه.

والأسير أبو حميد هو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، حيث اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، وقد حرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما تعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، آخرها عام 2019.

ومنذ العام الماضي أصبح الوضع الصحي للأسير ناصر يزداد سوءاً، بعد تأكيد إصابته بمرض (سرطان الرئة)، وبعد أن تفشى المرض في كامل جسده وأدخله في غيبوبة عن الحياة، دون أن تكترث إدارة السجون لوضعه، بل تصر على احتجازه داخل مقابر الأحياء، والسجان الإسرائيلي يفاخر بقهر أمه “سنديانة فلسطين”، التي تتحمل سنوات الفرقة المرة بعدم الإفراج عنه. وبهذه الصورة تتضح أبشع صور التنكيل والتعذيب التي يمكن أن تتحدث عنها كل الأعراف الدولية. تاركين ناصراً يصارع الموت بين جدران صماء، وقضبان حديدية ضيقة وملوثة بصدى الدهر، وصمت فقد إنسانيته لأسير على عتبة الموت المؤجل.

هنا نقف دقيقة صمت، ونرى صورته مرفوعة “انظروا كيف كان، وكيف صار؟ الآن هو كومة ، ينتظر الموت في اي لحظة ولكنهم الاسرائيليون لايسمحون لوالدته بأن تلتقيه” وهذا ما قاله الرئيس محمود عباس عن حالة الاسير ناصر في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفا، ” لماذا لا تسمحون لامه ان تراه وهي أم الشهداء والاسرى؟ممنوع تشوفه وهو يصارع الموت بسبب الإهمال الطبي، في أي دين وفي أي شرع هذا؟!”، موجهًا التحية لأم ناصر.

وتابع “ممنوع يتعالج، ممنوع يشوف أمه، وممنوع حد يشوفه حتى بعد ما يموت، عندنا مئات القبور أرقام، بياخدوا الشهيد بيحطوه في سجن رقمي في ثلاجة، يعاقبوه أو يعاقبوا أمه أو أحد من أهله، هناك شهداء منذ عام 67 في هذا السجن الرقمي إلى الآن”.

فيما تسعى هيئة شؤون الأسرى والمحررين برئيسها اللواء قدري أبو بكر بان يبقى الأسير ناصر أبو حميد اسم يرن صداه حتى كوبا ساعية بكل الجهود من أجل الإفراج العاجل عنه داعية لتحشيد كافة قوى شعبنا وأمتنا من أجله وليعلم الطفل حتى الكهل بكل مواقفه النضالية، وبمدى خطورة الحالة الصحية التي وصل لها ناصر، ومن ان جسده لم يعد يتحمل الجرعات العلاجية، محذرا من استشهاده في اية لحظة.

عن abdullah

شاهد أيضاً

خمسة معتقلين يواصلون إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري

خمسة معتقلين يواصلون إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري       رام الله 6-8-2023 …