الذكرى ١٨ للمارد العربي الفلسطيني….

*الذكرى ١٨ للمارد العربي الفلسطيني….*

الجمعة / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية.

(عهدنا استمرار 🇵🇸 حتى النصر)

 

*👌🇵🇸”جئتكم حاملاً بندقية الثائر بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى ، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”.*

 

*✒️في مثل هذا اليوم ٢٠٠٤/١١/١١ إستشهد رمز فلسطين وقائدها ، ملهم الثورة وصانعها الرمز “أبو عمار”.*

 

*وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة يحيي أبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف مناطق تواجدهم ، في الوطن وخارجه ، ذكرى رحيله بفعاليات وطنية مختلفة تتمثل بوقفات ومسيرات ومهرجانات وغيرها ،تعبيراً ووفاءً لمسيرة الشهيد القائد ياسر عرفات .*

 

*لقد رحل الشهيد “أبو عمار” في ظل ظروف داخلية وخارجية صعبة لا زال يعاني منها شعبنا وقضيته التحررية ،وذلك بفعل الإحتلال والعدوان والحصار الإسرائيلي المتواصل.. من شهداء ، وجرحى ، وآلاف المناضلين الذين يقبعون في السجون ، وإستشراء للإستيطان ، وهدم للمنازل ، وتقطيع لأوصال الوطن…*

 

*إن تاريخ الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام ، سيظل يشكل ذكرى أليمة تذكرنا برحيل قائد خاض نضالاً تحررياً في سبيل قضيتنا الوطنية لعشرات الأعوام ، وواجه من أجلها معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها ، وبقي مقاتلاً عنيدا حتى الرمق الأخير بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مدينة رام الله.*

 

*لقد إستفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ إنطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة القائد والرمز ياسر عرفات الواسعة وإرادته الصلبة وصموده أمام كل التحديات ، إذ إنه حوّل الكثير من الإنتكاسات إلى إنتصارات سجلها التاريخ وستذكرها الأجيال القادمة إلى أمد بعيد .*

 

*على هذا النحو ، غاب الشهيد ياسر عرفات بجسده عن فلسطين ، لكن إرثه النضالي ما زال راسخاً لدى أبناء شعبه وقيادته .*

 

*وإننا في صخب هذه المناسبة العظيمة نؤكد بإنه حان الوقت أنْ يغيرَ المجتمعُ الدوليُ طريقةَ تعاملهِ معَ سلطاتِ الإحتلالِ الإسرائيلي ، بأنْ ينتقلَ منْ بياناتِ الإستنكارِ والشجبِ للإنتهاكاتِ الإسرائيليةِ بحقِ شعبنِا وأرضنِا ، إلى خطوات عملية وملموسة .*

 

*كما أنه في هذِه الذكرى الأليمة ، ذكرى رحيلِ الشهيدِ القائِد الرمز ياسر عرفات ، نُجددُ التمسكَ بوحدةِ شعبِنا ، والدعوةِ لتشكيلِ حكومةِ وحدةٍ وطنية ، تلتزمُ جميعُ القوى المشاركةُ فيها بالشرعيةِ الدوليةِ التي إعترفتْ بها منظمةُ التحريرِ الفلسطينية ، الممثلُ الشرعيُ والوحيدُ للشعبِ الفلسطيني ، والحفاظِ على القرارِ الوطنيِ المستقل .*

 

*يا أبناء شعبنا العظيم…*

 

قال الله تعالى :

*”مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”،* صدق الله العظيم.

 

*ثمانية عشرَ عاماً مرتْ على إستشهادِ القائدِ المؤسسِ الشهيدِ ياسر عرفات ، ذلكَ الرجلُ الذي نستلهم منْ ذكراه الصبرَ والعزمَ والتصميمَ على مواصلةِ مسيرةِ نضالنِا الوطني ، وثورتِنا الفلسطينيةِ العملاقةِ التي قدمَ خلالهَا ألآلافُ منْ أبناءِ شعبِنا أرواحَهمْ وحريتَهمْ فداءً للوطن . إنها ثورةُ الشعبِ الفلسطينيِ ومسيرتُهُ النضاليةُ التي كانتْ وما زالتْ نبراساً لجميعِ أحرارِ العالمِ الذينَ يؤمنونَ بالحريةِ والعدلِ والعيشِ بكرامة في وطنٍ حرٍ وآمنٍ ومستقر .*

 

*لقد رحل أبو عمار ، وغاب عن ساحة النضال ، غاب عن الدنيا وهو شاغلها… غاب عن فلسطين التي أحبها وأحبته ، ولم يزل المسير نحوها لم يتوقف ، ولم يزل شلال الدم الفلسطيني يتدفق على أرضها وأوديتها وهضابها… ولم تزل المقاومة الفلسطينية تقاوم وتعاند إملاءات القوة والبطش والجبروت الأميركي والصهيوني.*

 

*إنها لحظات يستذكر المرء فيها تلك التجربة الطويلة المريرة والمتعرجة من النضال الوطني الفلسطيني المعاصر وهو على رأسها… شريط الأحداث لا ينقطع من بث الصور والمشاهد وتداعيات الأحداث … منذ الرصاصة الأولى… وتفجير الثورة المعاصرة… ومعركة الكرامة ، ورحيل الثورة من الأردن بعد معارك أيلول وجرش وعجلون… والحرب في لبنان… وإجتياح بيروت ، والصمود الفلسطيني طيلة 88 يوما… ورحيل الثوار في مشهد سريالي وهم مجللون بأكاليل الغار ودموع المظلومين والمقهورين تودعهم على شواطئ بيروت… وانتفاضة فلسطين الأولى… مروراً بالمفاوضات … وإنتفاضة الأقصى التي تحولت إلى مقاومة لم تزل جذوتها لم تنطفئ ، كان مشهدها الأخير حصار الرجل لوقف دوره ونضاله في قلعة <<المقاطعة>>.*

 

*شريط من الأحداث لا تتوقف… حيث أن محطات العمل السياسي كثيرة… فقد كان أبو عمار حاضراً وفاعلاً ورابط الجأش بكل رمزيته وكوفيته وحيويته ومثابرته طيلة هذا الشريط من التجربة الطويلة .*

 

*ومن هنا نسأل أنفسنا والجميع ، من كان يستطيع أن يعبر هذه التجربة الطويلة ، وهذه المحطات السياسية والعسكرية التي تقاطعت فيها حروب الأعداء التي لم تتوقف مع المؤامرات السياسية التي لم تزل ، مع العجز والصمت العربي الرسمي…! على مذابح الشعب الفلسطيني طيلة عقود…! لقد عبَرها أبو عمار مع شعبه الفلسطيني وفصائل الثورة الفلسطينية دون أن تلين له قناة أو تضعف له عزيمة .*

 

*لقد آمنَ الشهيد القائد ياسر عرفات ، وآمنَ شعبُنا بالسلامِ العادلِ والشاملِ الذي يضمنُ قيامَ دولةِ فلسطين ، ويحمي حقَ العودةِ المقدسِ لأهلنا في مخيمات الشتات ، أولئكَ الذينَ دفعوا ثمناً باهظاً بسببِ الإحتلال ، وسنبقى متمسكين بهذا الحق الذي يُمَكِّنُ اللاجئين منَ إسترداد أملاكهمْ وتعويضهمْ عنِ الضررِ الذي لحق بهم كل هذه السنوات ، وفقاً لقراراتِ الشرعيةِ الدوليةِ وعلى رأسها القرار 194.*

 

*لقد كان رفيق درب ، وقائد ثورة ، ورئيس سلطة ، حيث إختلف معه الكثير ، وتوافق معه الكثير الكثير ، وقد كان يسعى دائما للوحدة والتقارب ، لكن فلسطين وحدها كانت الوسيط الأهم لتوحد الشعب الفلسطيني المرة تلو المرة … حيث هي الغاية والهدف ، فقد كانت فلسطين بثورتها وشعبها وشهدائها وأسراها أكبر من أي خلاف أو تنافر ، فقد كانت فلسطين هي الروح التي نستمد منها العزم والتصميم والإلتحام والتوحد .*

 

*هي وحدها لحظات الرحيل الأبدي… التي تترك صدق المشاعر ، ونيل المقاصد… مشاعر الحزن على قائد ترك بصمات واضحة على مسار قضيته فلسطين… مشاعر تخلو من حسابات ومعايير السياسة ومعاركها… فنحن اليوم نفتقد مناضلا مثابراً ، وقائداً وسياسياً ورمزاً ورئيساً للشعب الفلسطيني كرّس شبابه وعمره كله في النضال ومقاومة الإحتلال الصهيوني وفي خدمة قضايا وطنه وشعبه… نفتقد قائداً كان حتى الأمس يشكل ركنا حياً من أركان الرواية الفلسطينية بطبعتها المعاصرة .*

 

*فإن تاريخ الرجل بنضاله ينغمس بتاريخ القضية ، .. لقد شكل بنضاله ورمزيته فصلاً كاملاً من التغريبة الفلسطينية طيلة أربعين عاما من النضال والتحدي والصمود .*

 

*لقد رحل الرئيس المناضل أبو عمار… ولم تزل فلسطين هي الموحد القوي لقوى شعبنا الفلسطيني وأطيافه وشرائحه في قراه ومدنه ومنافيه .*

 

*تأتي هذه الذكرى وقضيتُنا الوطنيةُ العادلةُ تمرُ بمرحلةٍ جِدُّ دقيقةٍ ، ربما هي الأصعبُ في تاريخِنا النضالي ، فسلطاتُ الإحتلالِ الإسرائيليِ توغلُ في سياستِها الإستعماريةِ والعنصريةِ ، وتشن عدواناً ممنهجاً لتغيير الوضعِ التاريخي لمدينةِ القدسِ عاصمتِنا الأبدية ، وطمسِ هويتِها وطابعِها العربي والإسلامي ، وطرد سكانها والإستيلاء على منازلهِم في الشيخ جراح ، وسلوان وغيرِها ، عدا عن إقتحامات جنين ونابلس وطولكرم والخليل ، وكذلك منعِ المصلين والمؤمنين من الوصولِ للأماكنِ المقدسةِ في الأقصى والحرمِ الإبراهيمي وكنيسةِ القيامة.*

 

*وفي هذه المناسبة الأليمة على شعبنا… علينا أن نتحلى بالشجاعة والإرادة والتصميم ونردد أمام عدونا الصهيوني وكل من يتربص بنا شراً وضرراً كلمة الشهيد القائد أبو عمار… << يا جبل ما يهزك ريح >> ، فلن تؤثر في صمودنا هوائل الزمن ، ولن ينال من عزيمتنا غياب القادة ورحيل الرموز … بل هي مناسبة لتحويل أحزاننا إلى أفعال وبرامج ، ومواصلة للنضال وتوهج للإبداع الفلسطيني في تجاوز مصاعبه .*

 

*كما يجب علينا أن نحول رمزية الشهيد أبو عمار ، إلى “رمزية وقدسية فلسطين” التي لا ترحل ؛ فاشتقاق النموذج الفلسطيني في النضال والقيادة والسلطة يجب أن يتمظهر بصور حية عبر قدرة شعبنا على تجاوز شدائده ومحنه… فالشعب الفلسطيني اليوم هو أحوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية ، ورص الصفوف ومغادرة مواقع الخلاف والتنافر… والسير موحدين عبر هذا الماراتون الفلسطيني الطويل الذي لم نقطعه بعد… وهو أمر يفرض ويستوجب من القوى الوطنية والإسلامية جميعها أن تعِي خطورة المرحلة وتبحث عن الصيغ الممكنة والمناسبة التي تقود بها الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله وإنتفاضته الشعبية نحو الهدف الأسمى الذي يعبر عن تطلعات شعبنا .*

 

*فقد عبر الخطاب الوطني للرئيس الفلسطيني المؤتمن على نضالات شعبنا وثوابته الوطنية الأخ أبو مازن أمام الأمم المتحدة عنْ آمالِ وتطلعاتِ شعبنِا بالحريةِ والإنعتاقِ منْ هذا الإحتلالِ الإستعماريِ الغاصب ، عبرَ وضعِ سقفٍ زمنيٍ لتطبيقِ رؤيةِ حلِ الدولتينِ تحتَ رعايةِ الرباعيةِ الدولية ، وصولاً لترسيمِ حدودِ دولةِ فلسطينَ المستقلةِ على حدودِ العامِ ١٩٦٧ وعاصمتُها القدسُ الشرقية ، مؤكداً وداعياً إلى موقف فلسطيني موحد في مواجهة الغطرسة الصهيونية بحق شعبنا ومدننا ومقدساتنا .*

 

*في الذكرى ١٨ لإستشهاد رمز فلسطين نقول للشهداء والمناضلين الراحلين أن لهم حقاً علينا . وفاء لهم ، وعهدا قطعناه معهم بأن تستمر المسيرة… فقد أعطى أبو عمار جل جهده لفلسطين ولشعبه ، أربعون عاماً ثابر فيها ، وقاتل وقاوم ، وصارع ، وقاد الشعب الفلسطيني من محطة إلى محطة ، ومن زمن إلى زمن ، ومن موقف إلى موقف ، وظل صامداً في وجه المطالب الأميركية والصهيونية التي تسعى إلى دفن القضية ووأد حق العودة . فقد أعطى الكثير الكثير لشعبه ووطنه وفلسطينيته ، وحول قضية شعبنا من قضية إنسانية إلى قضية سياسية مشروعه وحق وطني مسلوب أمام المجتمع الدولي ، فقد كانت فلسطين حلمه والدولة الفلسطينية هاجسه ومسعاه وقبلته ، وكان رابط الجأش دائماً ويردد أمام الصعاب والحصار << يا جبل ما يهزك ريح >> .*

 

*وإننا في هذه المناسبة نعاهد أبناءَ شعبِنا بأنْ نبقى على العهد ، وفاءً لمشروعِنا الوطني ، وثوابتِنا ولجرحانا ولأسرانا البواسل الذينَ لنْ نتخلى عنهمْ مهما كانتِ الضغوطات ، كما نحيي أهَلنا في الوطنِ والشتات كافة ، ونحيي صمودَ أهِلنا في القدس وغزة والضفة ، مؤكدينَ أنَّ النصرَ قادمٌ لا محالة ، وشمس الحريةِ ستسطعُ على أرضِنا الفلسطينيةِ المقدسة .*

 

*✒️وأخيرا ونحن أمام عظمة الشهداء ، نقف وقفة عز وشموخ ونؤكد للعالم أجمع أن القائد الرمز أبو عمار سيبقى ملهم ثورتنا المستمرة حتى نيل الحرية والسيادة والإستقلال ، وستبقى ذكراه خالدة في عقول ووجدان أحرار وشرفاء العالم .*

 

*🫡لك منا التحية ولروحك الطاهرة ألف سلام .*

 

 

 

*مسؤول هيئة التوجيه السياسي والمعنوي في شمال لبنان .*

 

زياد منذر ياسين ٢٠٢٢/١١/١١

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …