نتنياهو بين مأزقين لابد من دفع ثمن أحدهما عاجلاً أم أجلاً ؟؟

 

 

*نتنياهو بين مأزقين لابد من دفع ثمن أحدهما عاجلاً أم أجلاً ؟؟*

 

بقلم / عبدالله نمر أبو الكاس ،،

*غزة – فلسطين ../ شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

*تطورات دراماتيكية ،، وأحداث متسارعة ومتلاحقة ،، تعصف بدولة الإحتلال بعد إصرار رئيس حكومتها الفاشي والمرتشي نتنياهو بالمضي قُدماً نحو ما يسمى بالإصلاح القضائي ،، ضارباً بعرض الحائط حالة السخط والغضب الشديد من قبل المجتمع الصهيوني ،، والتي لا يكثرت لها نتنياهو ،، ولا لكل مظاهر الاحتجاجات ،، وأشكال الرفض الداخلية والخارجية الأخذة في التزايد يوماً بعد يوم ،، حتى أن أصبحت تلك الاحتجاجات كحلقة نار تحاصر نتنياهو وزمرته المتطرفة وتقترب منه أكثر فأكثر دون مبالاة واهتمام ،، ولكن في نهاية المطاف سيكتوي بها لا محالة..*

 

*مساء الخميس الماضي 23-3-2023 جاء خطاب نتنياهو بعكس توقعات المراقبين والمعنيين والمهتمين بطبيعة الأزمة داخل كيان الإحتلال والذي كان يظن البعض أنه سيعلن في كلمته عن إلغاء ما يسمى بالإصلاح القانوني ،، بل فاجأ الجميع بأنه مصمم على تمرير الإصلاح القضائي الذي سيعيد التوازن الصحيح بين السلطات على حد زعمه ..*

 

*ما من شك أن كلما زادت وتيرة الاحتجاجات التي يقودها أقطاب المعارضة وتصاعدت تضع نتنياهو وحكومته في موقف لا يحسدوا عليه ،، خاصة مع اتساع رقعة جبهة الرفض وتوسعها ودخول شرائح وقطاعات جديدة من مجتمع الإحتلال للتظاهرات بعد أن بدأت الاحتجاجات بتمرد جنود الاحتياط وطياريين ،، ومثقفين ،، وضباط وصولاً لجنود نظامين يهددوا برفض أداء الخدمة ،، واليوم تهديد أطباء ورؤساء جامعات ،، ونقابة العمال ،، والتلويح باضرابات في المدارس ،، كما أن أعداد كبيرة من المغتصبين الصهاينة بدأت بالزحف نحو منزل نتنياهو والاحتجاج أمامه ،، وغير مستبعد أن يتم اقتحامه اذا تطورت الأزمة وتصاعدت ،، وحدوث إشتباكات بين مؤيدي نتنياهو ورافضي التشريع في ميادين الاحتجاج ..*

 

*التطور الهام في أزمة الإصلاح القضائي هو قرار نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه بعد دعوته لوقف التشريعات القضائية وتعليقها بسبب الاحتجاجات المستمرة وتهديد الديمقراطية الاسرائيلية المزعومة ،، الأمر الذي أدى إلى ردود فعل غاضبة لم يتوقعها نتنياهو حيث وصف بعض أعضاء الائتلاف الحكومي قراره بأنه خطأ استراتيجي ،، وأخرون اعتبروه تجاوز للخطوط الحمراء ،، وقرار مجنون وكل يوم يمضي على نتنياهو في منصبه يعرض مستقبل اسرائيل للخطر ،، ويدفعها إلى الهاوية ،، كما وصفه البعض بأنه ديكتاتور وطاغية ..*

 

*تعنت نتنياهو وإصراره هو وبن غفير وليفين بالسير نحو الإصلاحات القضائية ،، وضربه بعرض الحائط كل أشكال الرفض والاحتجاجات سيدفع باتجاه المزيد من هذه الاحتجاجات ،، وستفقد مؤسسته العسكرية والأمنية السيطرة على تلك الاحتجاجات ،، ولن تستطيع إستخدام القوة أمام المحتجين ،، وستتفاقم الأزمة أكثر فأكثر ،، وستشهد دولة الكيان في الأيام المقبلة حالة من الانفلات والعصيان والفوضى والتمرد والاضرابات ،، ويمكن أن يتعرض نتنياهو لأذى شخصي يدفع فيها حياته ثمن لعنجهيته وتغوله على القضاء من قبل المحتجين ..*

 

*كذلك المأزق الثاني والذي لا يقل خطورة عن الأول وهو احتمالية أن يذعن نتنياهو لاحتجاجات الجماهير وحالة الغضب العارمة ،، ويستجيب لكل المطالبات بالعدول عن قرار الإصلاح القضائي أو تعليقه مؤقت ،، خاصة بعد أن بدأت أصوات من الائتلاف تتحدث عن ضرورة وقف الإصلاح القضائي ،، وهذا بالطبع لن يقبل به وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير ،، ووزير القضاء ياريف ليفين ،، وأقطاب من حكومته وتهديدهم بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وبالتالي الإطاحة بالحكومة ..*

 

*وعلى صعيد أخر لا يستبعد البعض أن يحاول نتنياهو البحث عن مخرج وتصدير أزماته الداخلية إلى الخارج ،، محاولاً إنقاذ نفسه سواء بجر المنطقة إلى حرب مع إيران وحزب الله وأدواته في المنطقة ،، أو حتى فلسطينياً وهو ما يجب أن نتنبه لهو جيداً ونستفيد من تلك الأزمة التي تعاني منها دولة الاحتلال من خلال قطع الطريق عليه وتفويت الفرصة ،، كذلك يجب أن نستثمر هذه الأزمة لصالح قضيتنا الفلسطينية وتوحيد الصف الوطني ،، ولملمة الحالة الفلسطينية لتظافر كل الجهود لتعرية الإحتلال أمام العالم ،، وفضح ممارساته وممارسات حكومته واجراءات وزرائه المتطرفين كبن غفير وسموتريتش ضد شعبنا الفلسطيني والقدس والاسرى والتصدي لها ،، آملين من المولى عز وجل أن تستمر تلك الأزمة وتتطور أكثر ،، لتكون بداية النهاية لكيان إحتلالي غاصب سلب أرضنا ودنس مقدساتنا ..*

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …