كيف يكتسب القائد ثقة الجماعة والاهتمام

كيف يكتسب القائد ثقة الجماعة والاهتمام

بقلم / بكر أبوبكر

رام الله / شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

ثقةُ الجماعة من أثمن ما يمكن أن يحققه الشخص في علاقاته المختلفة، في دوائرة القريبة أوالبعيدة، لأنها المدخل لأن تسير السفينة سفينة الحياة، ومنها في العمل المشترك، بشكل متزن، لا يعطبها ثغرات ولا يشوبها خلل الفقدان أو الغرق.

وفي هذه المادة المعنونة: كيف يكتسب القائد ثقة الجماعة في 15 نقطة نبدأ بتعريف الثقة ثم القائد عامة، والقائد الجيد والسيء، والقيم. ثم نبدأ بالاهتمام كأول نقطة في اكتساب القائد لثقة الجماعة.

إن الثقة كما تقول العرب اعْتِقاد بِصِدق شخص وإخلاصه، وتمثل اليَقين، والإيمان، والرُكون والاِطْمِئنان إلى شخص أَو أمر.

تعرف الثقة أيضًا أنها: الحالة التي يكون فيها الإنسان (ومنه القائد او العضو) متأكداً من كفاءة أو دقة أمر ما يتعلق به، أو بشخص أو بشئ أو فكرة أو مؤسسة أو موضوع آخر.

وفي حالة الأشخاص، من الممكن أن تكون تلك الثقة نوع من التأكد واليقين من ولاء (واخلاص وانتماء والتزام) هذا الشخص تجاه أشخاص آخرين أو مؤسسة أو قضايا معينة.

الثقة قرينُ الإيمان، فحين تؤمن بشيء فأنت تضغ ثقتك فيه أنه موجود لك حين تحتاجه يدفعك ويقوّيك ويقدم لك العون والدعم بكافة أشكاله، فما بالك كيف تكون -أو يجب أن تكون- الثقة بين أقطاب الفريق أو الجماعة أو التنظيم (المنظمة) الواحد، بكافة أدوارهم الهامة للجميع خاصة داخل الفريق مثل دور المفكّر، ودور المخطّط ودور المنسق أو المنظّم، ودور المبتكر أوالمجدّد، ودور المقيّم والناقد، ودور المنفّذ المنجز، ودور القائد، ودور حلال المشاكل.

القائد هنا واحد من جماعة، فلا قائد بلا جماعة يقودها. وقد يكون قائدًا جيدًا او قائدًا سيئًا، ونحن نريد الأول.

إذ أن القائد لا يتميز ولا يكون قائدًا إلا بمجموعة، بأناس، بأعضاء تحت مسؤوليته مهما امتلك من مزايا، أو قدرة ذاتية على إدارة المواقف والتي قد يكون منها امتلاكه قدرة قيادية.

إن لم تظهر القدرة القيادية لدى الشخص تظل ضمن القدرات الكامنة أو المتوقعة، ولا تظهر إلا مع ممارسته سلطته أو نفوذه على جماعة ما، فيكون هنا قائدًا -سواء قائد جيد أو سيء- المهم أنه يمارس سلطة أو صلاحيات ما على الجماعة لنسميه قائدًا.

أما القائد الجيد والقائد السيء فشيء آخر، إنه يرتبط بطبيعة الشخص والجماعة والقيم والأخلاق التي تحكمها لتقيّم جودة إدائه وإدارته ومسلكه وقيادته من عدمها، ومن مكوناتها الأساسية الثقة.

أنظر الى خالد بن الوليد كنموذج لقائد عسكري محنك قاد الجيوش بمعنى مارس سلطته عليها وجعلها تنفذ ما يريد بقدرته على العطاء والتحفيز والحث كما الحال مع عبدالرحمن الداخل رغم صغر سنه، وهكذا يمكنك تعداد الكثير من القادة في حضارتنا، أي الذين قاموا او يقومون بدورهم (في الجماعة) الحافز والداعم والمؤثر للعمل والمؤدي لأقصى طاقة من إنجاز الأفراد.

وكان لنا بالتاريخ المئات من القادة العظام في المجتمع أو السياسة أو العسكرأوالمنظمة (التنظيم) أو الإدارية أو غيرها من مجالات، ويمكنك القول أن هتلر كان قائدًا وستالين كان قائدًا بالطبع ولكن القيم التي استند عليها كليهما وهي قيم الغطرسة والجبروت أو العنصرية والتفوق بشكل أساسي لدى هتلرهي قيم تجعلنا نقول أنهما قائدان نعم، أي حققا ما يريدان من أهداف من خلال الجماعة بأقصى قدرة منهم، وبما يمثلونه من قدرة على التحفيز، ولكنهما برأينا من الزاوية القيمية الاخلاقية هؤلاء قادة مستبدين، وبالتالي لا نضعهم في حساب أو زمرة القادة الجيدين أو الذين نقتدي بهم.

إن الثقة بين أعضاء الجماعة أو الفريق بأدوارهم المختلفة ثمينة، والثقة برأس الفريق أو قائده أكثر أهمية لأنه مجال الاستقطاب والجذب والمرجعية للجميع وحيث يقوم بالتحفيز والحث والدعم وإخراج الأفضل من أداء الأعضاء.

لذا فإننا قد نرى من واجب الأعضاء تجاه بعضهم، بل وكافة الأشخاص في دوائرهم، تدعيم الثقة التي تنشأ بالمواقف الثابتة والمتكررة، وهي أشد أهمية من قبل الراعي أو القائد وقد تكون بالتالي:

الاهتمام:

الاهتمام بما يقول الآخرين وأخذه بالاعتبار، وكذلك بما يفعلون. إذ أنه عندما ينظر القائد للجماعة، لما يطرحه الأعضاء أو يعملونه بعين الاهتمام والاعتبار، وعدم التسخيف أوالتقليل من شأنه، فإن التقارب والثقة يصبحان عنوان العلاقة، فتتحول الى علاقة أكثر انفتاحًا ورحابة.

وقد علمتُ مديرًا في موقع ما لا ينصرف عن إتباع أسلوب السخرية من أداء الآخرين وأحيانًا لحد الإهانة والتعريض بهم، ورأيت من أحدهم أنه يصل الى حد إهانة الآخر بالنظر له أنه أقل قيمة منه فيسخّره لخدماته الخاصة صاغرًا، ومهددًا.

كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشارك أصحابه (لنقل ما يماثل فريقه أو جماعته بتعبيراتنا الحديثة) ما يعانونه من فقر وجوع، فإذا حلَّ الجوع بهم يكون قد مر قبلهم به ، وإذا أرسل أحد إليه بصدقة، جعلها في الفقراء من أصحابه، وإن أُهْدِيت إليه هدية أصاب منها وأشركهم فيها، وكان معهم أجود بالخير من الريح المرسلة، كما وصفه بذلك عبد الله بن عباس.

يهتم القائد المهتم بالآخرين من خلال خلق بيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير والدعم والتقدير والاستماع كما يقول الكاتب (مايكل ستالارد) مؤلف كتاب: “ثقافة الاتصال: الميزة التنافسية للهوية المشتركة والتعاطف والتفاهم في العمل”. ويضيف أنه بغض النظر عن مدى انشغال جداولهم، لأن القادة الحقيقيين يجدون الوقت لرعاية الآخرين. لكن الأهم من ذلك أنهم يعاملون الآخرين بنفس الطريقة التي يتوقعون أن يعاملوا بها!

إن من الاهتمام أيضًا أن يحافظ القائد على صحته النفسية والعقلية خاصة في الازمات، فتكون قدوة وأهلا للثقة والاتباع.

https://baker2014.wordpress.com/

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …