هل من دروس وعبر في جولة التصعيد الأخيرة

 

 

*هل من دروس وعبر في جولة التصعيد الأخيرة ؟؟*

 

*عبدالله نمر أبو الكاس ،،*

*غزة – شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية..*

 

➖➖➖

 

*انتهت جولـة التصعيد الأخيرة ،، ولكن لـم تنتهي المعركة بعد ،، ولاشك أننا بانتظار جولات قادمة لامحالة ،، فصراعنا وجولات القتال مع العدو الصهيوني مستمرة وبكافة أشكال المقاومة المتعددة ،، سواء كانت مسلحة ؛ أو شعبية ؛ أو دبلوماسية ،، واستمرارها من عدمه مرهون بإعادة الحقوق الفلسطينية ،، وزوال الإحتلال ورحيل قطعان مستوطنيه عن أرضنا ومقدساتنا ،، وتحرير فلسطين العربية بعاصمتها القدس الشريف ..*

 

*فالعدوان الأخير الذي بدأه جيش الاحتلال الاسرائيلي باغتيال كوكبة من قادة سرايـ ـا القــ ـدس فجر يوم الثلاثاء الموافق9-5-2023 ،، واستمر لمدة خمسة أيام أسفر عن استشهاد 34 شهيد وما يقارب ألــ 190 جريح ،، ودمر وقصف العشرات من المنازل وخرب الممتلكات وشرد العائلات ،، لـم يكن مفاجـأً أو غير متوقـع ،، بل كان علينا أن نتوقع ذلك ما بين عشية وضُحاها إثر الأحداث الأخيرة ،، والمتغيرات في كيان الإحتلال ،، خاصة بعد أن تقلدت حكومة يمينية متطرفة سدة الحكم في دولة الاحتلال ،، تضم فيها متدينين متطرفين مثل سموتريتش ،، ودرعي ،، وحفيد كهانا الارهابي ايتمار بن غفير ،، ذلك العنصري الذي كان شرط دخوله الائتلاف الحكومي ،، تحقيق حلمه وتنفيذ برنامجه الانتخابي الفاشي بالتضييق على الفلسطينيين ،، وعلى الأسرى ،، والتحلل من أي اتفاقيات والتزامات مع الفلسطينيين ،، ومطالبته المتكررة بالعودة لسياسة الإغتيالات ،، وطرح قانون إعدام الأسرى ،، وتغيير قواعد إطلاق النار على الفلسطينيين ..*

 

*كما أن العدوان الغاشم الذي شنه جيش الاحتلال الصهيوني بتعليمات مباشرة من رئيس وزراء حكومته المتطرفة بنيامين نتنياهو وبتحريض من قادة الائتلاف الحكومي ،، بزعم ملاحقة مطلقي الصواريخ وإعادة ما يسمى بالردع ،، كان يهدف من وراءه محاولة تصدير أزماته الداخلية والمساهمة في محاولة إنقاذ حكومته من الإنهيار والسقوط ولو بشكل مؤقت ،، بعد سلسلة الإخفاقات ،، والإحتجاجات ضد حكومته وضد وزرائها ،، وضد ما يسمى الإصلاحات القضائية ،، والتوترات الأخيرة مع بن غفير الذي علق مؤخراً مشاركته في أعمال الحكومة ،، وطالب أعضاء من حزب الليكود بطرده منها ،، وما لبث الا أن عاد للحكومة بعد العدوان على غزة ،، بعد أن أثنى على العودة لسياسة الإغتيالات ،، ومن ثم أعلن عن إنتهاء الخلافات والرجوع لجلسات الحكومة ..*

 

*ولعل المتابع لمجمل التطورات الأخيرة والمتزايدة والعمليات في الضفة الغربية ومدينة القدس ،، وإتهام إسرائيل للفصائل الفلسطينية بالوقوف ورائها ودعمها ،، وإضافة لكمية التحريض من قبل رؤساء الائتلاف الحكومي على قتل الفلسطينيين ،، والمطالبات بالعودة لسياسة الاغتيالات لتحقيق ما يسمى بالردع ،، خاصة بعد إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان نحو الكيان الاحتلالي في الشهر الماضي ،، وتحميل اسرائيل لفصائل فلسطينية المسؤلية واتهامها بالوقوف خلف اطلاقها بالتنسيق مع حزب الله وايران ،، كجزء من الرد على الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك التي زادت حدتها في شهر رمضان ،، فقد توعدت حكومة نتنياهو برد قاس على اطلاق الصواريخ من لبنان ،، بعد اجتماع ما يسمى مجلس الـوزراء الأمني المصغر (الكابينت) دون الإفصاح عن معلومات تتعلق بطبيعة ومكان وزمان الرد ..*

 

*في تلك الجولة من العدوان الهمجي على غزة والتي دفع الشعب الفلسطيني ثمن ليس ببسيط ،، وهو اغتيال نخبة من قيادات المجلس العسكري لحركة الجهـ ـاد الإسـ ـلامي من بينهم من اعتبر كيان الاحتلال اغتياله بالحدث الأهـم في تلك الجولة ،، كالشهيد الحسني الشخصية العسكرية القيادية الأولى للجهـ ـاد في قطاع غزة ومسؤول العمليات فيها ،، فكان بالإمكان الحد من الخسائر في الأرواح لو أخذنا لغة التهديد والوعيد التي أطلقها كيان على محمل الجد ،، وأخذنا أقصى درجات الحيطة والحذر ،، وحافظنا على الأمن الشخصي ،، خاصة أن الإحتلال مارس الغدر والمباغتة أكثر من مرة وفي جولات سابقة ليست بعيدة وعلى نفس التنظيم ،، وكان يحرص دوماً على أن يسجل الضربة الأولى ،، كذلك طائرات الاستطلاع الصهيونية التي لم تفارق أجواء قطاع غزة وكانت تحوم على مدار الساعة ،، وقد كثفت من انتشارها قبل بدء الجولة بشكل ملحوظ وملفتة للعيان ،، حتى أن المواطن البسيط أدرك تماماً أن العدو الصهيوني يخطط لأمر ما في قطاع غزة ..*

 

*جولة التصعيد الأخيرة ليست نهاية المطاف مع جيش الاحتلال وربما نكون على أعتاب جولة جديدة ،، فالجولات مع هذا العدو مرهونة بطبيعة التطورات والأحداث الجارية ،، وما يقوم به من ممارسات على الأرض ،، كعمليات اغتيال وإعدام ممنهجة ،، واعتقالات واقتحامات شبه يومية لمدن الضفة الغربية ،، واستفزازات في المسجد الأقصى ،، كمسيرة الأعلام المُعد لها يوم الخميس القادم ،، والتي يمكن أن تكون سبباً في تفجر الأوضاع والدخول في جولة تصعيد جديدة ،، بعد أن وافقت حكومة نتنياهو وسمحت شرطة كيانه ،، للمستوطنين بأن يكون مسارها في منطقة باب العمود والحي الإسلامي وغيرهما من الأحياء الأخرى ،، غير أبهة بحالة الغضب والرفض الفلسطيني على المسيرة ..*

 

*لذلك علينا كفلسطينيين استخلاص الدروس والعبر من تلك الجولة ،، والجولات السابقة ،، وأن نستعد لما هو قادم ،، وأن لا نأمن لمكر العدو الصهيوني الغادر ،، حتى وإن لازال يعاني من أزمات داخلية ،، أو وقع اتفاق تهدئة برعاية مصرية ومباركة دولية ،، فكم من تهدئة سابقة اخترقها ولم يلتزم بها ،، وعلينا أن نتوقع كل شيء ،، في ظل ما نواجهه من حكومة متطرفة تعيش أسوأ حالاتها ،، ورئيس وزراء مجرم ،، يحاول أن يحافظ على حكومته عبر إراقة الدم الفلسطيني ،، ومن ثم لرفع أسهم حزبه في استطلاعات الرأي من جديد بعد أن هوت وتراجعت أمام معارضيه ..*

 

*الرحمة للشهداء .. والشفاء العاجل للجرحى .. والحرية للأسرى .. والسلامة لأبناء شعبنا .. والنصر للثورة .. وإنها لثورة مستمرة حتى النصر ..*

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …