هل أسقطت الحكومة الصهيونية فعلياً خيار الذهاب لعملية عسكرية موسعة على شمال الضفة ؟؟ وما الحسابات التي حالت دون ذلك ؟

 

 

*هل أسقطت الحكومة الصهيونية فعلياً خيار الذهاب لعملية عسكرية موسعة على شمال الضفة ؟؟ وما الحسابات التي حالت دون ذلك ؟؟*

 

*بقلم / عبدالله نمر أبو الكاس ،،*

*غزة – شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

 

➖➖➖

 

*بعد تصاعد وتيرة عمليات المقاومة والتصدي لاقتحامات جيش الإحتلال في الضفة الغربية ،، وفي شمالها على وجه الخصوص ،، ومنها مدينتي نابلس وجنين في الأونة الأخيرة ،، وبعد تفجير إحدى آليات الإحتلال المدرعة بعبوة ناسفة يوم الاثنين 19-6-2023 وعملية مستوطنة عيلي شمال شرق مدينة رام الله بتاريخ 20-6 ،، بدأ جيش الإحتلال بالتفكير جدياً والتهديد بتغيير قواعد اللعبة من جديد ،، والتلويح بشن عملية عسكرية موسعة على تلك المدن للقضاء على المقاومة ووقف تنامي قوتها في مدينة جنين ومخيمها ،، وذلك بعد مطالبات من المستويين الأمني والسياسي ،، وقادة الائتلاف الحكومة وعلى رأسهم المتطرف بن غفير وسموتريتش ،، والتحريض عال المستوى من قبل الإعـلام العبري ،، والاوصاف التي باتت وسائل الإعلام المختلفة ومحلليها ومراسيلها بإطلاقها ،، واعتبار جنين معقل للمقاومة ،، وملاذ آمن لكافة المطلوبين من كافة محافظات الضفة الغربية كما وصفوها ،، حيث ظن الكثيرين أن العد التنازلي لشن عدوان قد بدأ فعلياً ..*

 

*اليوم وبعد عدة أيام مضت على عملية تفجير الآلية الصهيونية ،، باتت حدة التهديدات الصهيونية لشن عدوان على شمال الضفة تتراجع قليلاً ،، وبدأت الأصوات المرتفعة تنخفض نوعاً ما ،، ولا أحد يستطيع تفسير ما يجري وما الأسباب ،، أو يتكهن بما يفكر به العدو الصهيوني ،، وسط تساؤل هل هناك حسابات معينة جعلته يعيد النظر في الذهاب نحو عملية عسكرية موسعة ؟؟ أم قرار شن عملية لازال مطروح على الطاولة ؟؟ وهل يمكن اعتبار تراجع التهديدات هي جزء من التكتيكات وأساليب الخدعة والمباغتة التي اتبعها ويتبعه العدو الصهيوني في طبيعة الصراع معه ؟؟ أم سيستعيض الإحتلال بأساليب وقواعد جديدة يتبعها مع المقاومة الفلسطينية ،، مثل ما قام به بقصف ثلاثة مقاومين في مدينة جنين بطائراته الحربية يوم الخميس 22-6 ؟؟ وهل يمكن اعتبار إطلاق العنان لقطعان المستوطنين والسماح لهم بالعربدة والقتل والحرق والتخريب وزيادة الاستيطان والعودة لمستوطنات مخلاة والمصادقة على بناء وحدات استيطانية جديدة ،، من ضمن تلك الأساليب الجديدة كنوع من الرد الصهيوني على عملية مستوطنة عيلي ..*

 

*الإعلام العبري كما حرض في الأمس وتحدث عن احتمالات شن عدوان على شمال الضفة ،، عاد اليوم ليتحدث عن احتمالية إسقاط خيار شن العدوان ،، وتحدث عن بعض الاعتبارات التي ومن المحتمل أن تكون هي من حالت دون اتخاذ قرار بالعملية من قبل المستويين السياسي والأمني حسب مع ذكرته وسائل الإعلام نقلا عن القناة 14 العبرية ،، وقد صرحت القناة نفسها وقالت في إسرائيل يدركون بأن ثمن أي عملية عسكرية شمال الضفة الغربية سيكون باهض جداً ،، لذلك تم إسقاط خيار العملية العسكرية من جدول الأعمال ،، وزعمت القناة بأن هناك عدد من الإعتبارات منعت المستويين السياسي والأمني من إتخاذ القرار ،، أهمها الخشية من وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف جيش الاحتلال ،، نظراً لأن مدة العملية ممكن أن تطول لعدة أيام ،، كذلك حجم مشاركة جيش الاحتلال ستكون بأعداد كبيرة ،، وفي منطقة جغرافية تعج بالمسلحين من داخل المدينة وخارجها ،، كذلك الإعتبار الأخر هو فرضية وقوع عدد كبير من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين ،، وخروج مشاهد القتل والدمار والتخريب للعالم عبر وسائل الإعلام وتغطية بعض الفضائيات والقنوات العالمية الدولية للحدث ،، الأمر الذي سيضع كيان الإحتلال في وضع لا يُحسد عليه ،، وسيكون الرأي العام الدولي والغربي والعربي متعاطف مع الضحية الفلسطينية أمام الترسانة العسكرية الصهيونية ،، ومندد لجريمة الإحتلال وصولاً لاحتمالات مطالبات بعض الدول العربية بعقد جلسة لمجلس الأمن لإصدار قرار بوقف وإدانة العدوان على الشعب الفلسطيني ،، كذلك لا يستبعد الإحتلال دخول غزة على خط التصعيد ،، وبعض الساحات الأخرى ويجد نفسه أمام مواجهة على عدة جبهات مختلفة ..*

 

*في النهاية وما يمكن قوله أن تلك الاعتبارات ربما قد تكون دفعت المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي من إحتمال إستبعاد العملية العسكرية والتفكير ببدائل أخرى ،، كاستمرار الاقتحامات وتكثيف عمليات الإغتيال بالقصف الجوي ،، أو التصفيات الجسدية بواسطة مستعربين ووحدات خاصة ،، ولكن جيش الإحتلال وفي اعتداءاته السابقة وحروبه على الفلسطينيين لم تكن لديه اعتبارات ولن يعير أي إهتمام للمجتمع الدولي ولا يكترث لشئ ،، وهذا ما يتطلب منا كفلسطينيين بأن لا نثق بما يورده الإعلام العبري وما يتحدث عنه وينقله ،، فكثيراً ما يُوجه هذا الإعلام من قبل الحكومة ،، والمستوى السياسي لأغراض أمنية وعسكرية بحتة ،، فالعدو الصهيوني وجيشه النازي قد يتبع أسلوب الخداع ،، ويعتمد المباغتة ،، وقد يتحدث عن شيء ويفعل شيء أخر ،، وهذا يتطلب من الجميع توقع العكس ،، وما هو أسوأ وأن لا نأمن لمكره ،، ويجب أن نكون مستعدين لأي سيناريو قد يقدم عليه العدو الصهيوني ..*

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …