دمنا على أبوابكم يطرق … !

دمنا على أبوابكم يطرق … !

بقلم اللواء : رياض حلس أبو الأمير.

غزة 2020/9/27 شبكة فلسطين المستقبل.

حادثة البحر التي راح ضحيتها الصيادان الشقيقان من أبناء الزعزوع جريمة بكل معنى الكلمة إذ لا يمكن لنا أن نصنفها تحت مسمى حادثة بنيران صديقة فليست هناك نيران صديقة أبدا إنما النيران عدو لكم.

تكرار حوادث إطلاق النار بشكل مباشر باتجاه صيادي غزة في عرض البحر بحجة دخولهم إلى المياه السيادية المصرية لا يبررها القانون الدولي الذي يقتضي أولا – لو افترضنا ذلك صحيحا – أن يتم إطلاق نيران تحذيرية في الهواء لإبعاد الصيادين.

المؤسف جدا أن هذه النار أطلقت من بنادق يحملها جنود مصريون حارب آباؤهم يوما لأجل فلسطين ولونت دماؤهم تراب فلسطين.

المؤسف جدا أيضا أن مطلقي النيران على صدور صيادي غزة جنود مصريون سقط آباؤهم يوما دفاعا عن فلسطين وامتزجت دماؤهم بدماء أبناء غزة ولا تزال مقابرهم شاهدة في مدينة غزة وبنيت لهم نصب تذكارية تخليدا لهم.

فعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر الشهيد البطل مصطفى حافظ الذي أغتيل في غزة على أيدي الاستخبارات الإسرائيلية في أواخر سنوات الخمسينات لأنه كان يقود الفدائيين ضد الاحتلال وما زالت هناك فى غزة الرمال مدرسة تحمل أسمه وهي مدرسة مصطفى حافظ.

أضف إلى ذلك أن أحد شوارع غزة الرئيسة سمي باسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأن هناك الكثير من الأسماء الذكور حملت اسم هذا الزعيم جمال عندما كان قائدا للأمة العربية.

نحن لا نمن على مصر العروبة بهذه التسميات إذ أن هذا هو دور مصر التاريخي في الدفاع عن فلسطين وأن غزة هشام كانت يوما خاضعة للإدارة المصرية ودافعت عنها الجيوش المصرية حتى نكسة حزيران.

غزة هاشم هي البوابة الشمالية لمصر العروبة,مصر حرب أكتوبر التي نزلت كالصاعقة على دولة الكيان الإسرائيلي.

لا ذنب لغزة هاشم أنه كتب عليها أن تقع في بقعة جغرافية ساحلية يحاصرها العدو الإسرائيلي من ثلاثة أضلاع برا وبحرا وجوا والضلع الرابع هو الضلع الجنوبي حدوده مصر.

هذا الضلع الجنوبي لغزة هو بمثابة الرئة التي تتنفس منها غزة هاشم وهو الذي يجب أن يكون الضلع الحامي لغزة لا أن توجه منه النيران تجاه صيادي غزة الذين يجوبون عرض بحر يضيق بالزوارق الحربية بحثا عن لقمة عيش كريمة تلونت بلون الدم.

ولذلك ولكل ما سبق يجب على الأشقاء المصريين أن يجروا تحقيقا نزيها ومهنيا في حوادث إطلاق النار هذه التي سقط جرائها أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم يبحثون عن لقمة عيش في بحر تفرض حدوده قوة إسرائيلية غاشمة.

وفي ضوء هذا التحقيق المطلوب يجب أن يأخذ القانون مجراه من أجل محاسبة من تسبب في سقوط ضحايا أبرياء.

كذلك يجب على السلطات المصرية أن تطلع السلطة الوطنية على مجريات التحقيق ونتائجه والتعهد بعدم تكرار حوادث إطلاق النار القاتلة.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …