ماقبل الاستحقاقات الانتخابية الفلسطينية.

ماقبل الاستحقاقات الانتخابية الفلسطينية.

بقلم : مصطفى المسلماني.

الأسير المحرر المبعد إلى غزة.

غزة 2020/9/29 شبكة فلسطين المستقبل.

بما يشبه الإجماع عبر الشعب الفلسطيني والقوى والمنظمات والمؤسسات الوطنية والأهلية عن دعم خيار الانتخابات الديمقراطية الشاملة لمؤسسات السلطه و.م.ت.ف كقاعدة رئيسية صلبة لإعادة بناء الوضع الفلسطيني بأكمله سواء من حيث التشكيل القيادي الذي ستفرزه صناديق الاقتراع أو من الناحية البرنامجية التي ستحددها طبيعة الخيارات التي سيصوت لها الشعب الفلسطيني وكما ستزيل هذه الانتخابات عن كاهل الشعب العديد من الأعباء والتراكمات التي فرضت عليه تحت وطأة انقسام الخيارات السياسيه والاختلافات التي طالت كل مكونات النظام السياسي الفلسطيني
وبهذه الانتخابات وما سيترتب عليها من نتائج سيتم تجاوز الحاجه الى تركيب اتفاقيات تحت مظلة المصالح والتوازنات الداخلية والخارجية وسيكون بالإمكان إعادة تصويب الأسس التي ستتشكل عليها المرجعيات الوطنية المعنية بقيادة وتوجيه النضال الوطني والسياسي والجماهيري
واذا كانت عدد من الآراء قد ذهبت باتجاه التركيز على انتقاد الاتفاق المبدئي بين حركتي فتح وحماس وحذرت من مخاطر المحاصصة والثنائيه بين القطبين وغيرها من المحاذير فإن الاستعداد للتوجه نحو الانتخابات على قاعدة التمثيل النسبي الكامل يسحب المبرر لهذه التخوفات ويجعل من نتائج الانتخابات كلمة الفصل الحاسمة في تحديد ميزان القوى الداخلي ونوعية الحضور والمشاركة لجميع المكونات الفلسطينية والبديل لمنهج المحاصصة والتركيب الموروث من تلك التقاليد والتجارب التي لم تعد صالحة لتجديد الحالة الفلسطينية وخاصه بعد فشل جميع خيارات التفرد والاحاديه وفشل جميع الأطراف عبر السنوات من تشكيل قوه ثالثة مؤثرة ووازنة وقادرة على تصحيح المعادلة الداخلية وتجاوز الخلل والاختلال والتشرذم وما ترتب عليه من تداعيات كبيرة لا يمكن معالجتها سوى بالعودة الى إرادة الشعب وعبر العملية الديمقراطية الشاملة

وأعتقد من باب المسؤولية الوطنية فإنه يتوجب على جميع المعنيين بالمشاركة في الانتخابات الوطنية العامه لموسسات السلطه و.م.ت.ف التوقف الجاد على الأوضاع الداخلية وما أصاب العديد من القوى والأحزاب والمنظمات من تفكك وترهل وتكلس وتراجع واتخاذ الخطوات الجريئة لتحضير أوضاعها للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية عبر تجديد منظومتها الخاصه الهيكلية والبرنامجية وممارسة اعلى درجات النقد الموضوعي والابتعاد عن النرجسية والأنانية الشخصية وإدعاء احتكار الحقيقة في تشخيص وتحليل المرحلة السابقة.

المطلعين على الأوضاع الداخلية لعدد من الفصائل يدركون الحقائق القاسية والمريرة والتي لا يمكن معالجتها بالهروب الى الأمام نحو المشاركة بالانتخابات الوطنية العامة بإقامة التحالفات الوهمية والتي أثبتت التجارب السابقة هشاشتها وأنها لاتستر العورات والعيوب والتي زادت وتفاقمت وستتكشف اكثر بكثير على أرض الواقع.

المراجعه النقديه الجريئة الشاملة والشجاعة ستؤدي إلى التصالح مع الذات على الرغم من ضيق المساحة الزمنية المحددة للانتخابات الوطنية وستفتح المجال لإعادة ارتياد آفاق المستقبل بدلًا من التهاوي والاندثار التدريجي والتلاشي المتسارع لمبررات وجود هذه القوى على الساحة الفلسطينية.

لقد حان الوقت لعدم تجاهل الحقائق والامتناع عن ذر الرماد في العيون عبر اختراعات لإسقاط الحالة القائمة على فرص النهوض الموضوعية التي تفرضها طبيعة التحديات الكبرى التي تواجه القضية الوطنية لشعبنا الفلسطيني
فبعد اكثر من نصف قرن على انطلاقة الثورة و.م.ت.ف وتأسيس الفصائل وبعد أن وصل مشروع التحرر الوطني إلى المحطة التي نقف عليها فإن من أبسط الحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني المطالبة بتغليب المصلحة الوطنية العامة على حساب المصالح الخاصة والشخصية والفئوية واجندات الأحزاب واستثماراتها في العمل السياسي والوطني وان تعطى الفرصة الحقيقة لولادة جديدة للعمل الوطني الفلسطيني قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر الوجوديه التي تهدد امال وطموحات الشعب وتسعى للنيل من تضحياته وصموده الاسطوري دفاعا عن حقوقه العادله والمشروعه
وقفة مراجعة ومحاسبة صادقة قبل الانتخابات ستعزز الثقة بأننا أمام واقع جديد وليس نسخة مكررة من ارشيف التجارب المدمرة السابقة

الاسير المحرر
مصطفى المسلماني ابو الاديب
29.9.2020

Maslamanimostafa2@gmail.com

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …