تصويب مغالطات حماس ….

تصويب مغالطات حماس ….


بقلم / عمر حلمي الغول ….

رام الله  2020/10/14 شبكة فلسطين المستقبل .

ونحن نعمل على حماية وتعزيز الخطوات الإيجابية، التي شهدتها الساحة الفلسطينية عموما، وبين حركتي فتح وحماس خصوصا منذ مطلع تموز / يوليو الماضي وحتى الآن تشرين اول / اكتوبر 2020، ورفدها بكل ما يعمق جسور التواصل، وتنفيذ ما تم التوافق عليه، وتمهيد الطريق لبلوغ الوحدة الوطنية، والتأصيل للشراكة السياسية، تستوقفنا بعض المواقف الصادرة عن قيادات حماسوية وازنة تحتاج إلى تصويب، وترشيد، ونفي السلبي وإسقاطه منها.
ولا اعرف إن كانت مصادفة، ام مخطط الإعلان عن لقائين امس الثلاثاء الموافق 13 /10/202 لكل من اسماعيل هنية، رئيس حركة حماس مع ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” القطري، وموسى ابو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة مع إذاعة حماسوية في قطاع غزة. وكلاهما تحدث عن الأسباب التي دفعت الرئيس عباس، وحركة فتح للتقارب مع حركتهم الإخوانية، التي حملت في طياتها نزوعا تطهريا، وكأن مواقفهم كانت “صائبة” طيلة السنوات الثلاثة عشر الماضية من عمر الإنقلاب، فضلا عن ان كلاهما، لم يتوقف للحظة امام ازمة حركة حماس الداخلية والعامة، وحاجتها للمصالحة، وبدا وكأن رئيس منظمة التحرير وحركة فتح وحدهم يعانوا من الأزمة التي تعصف بالقضية والمشروع الوطني، ولم يشر اي منهما لحاجة الشعب كله وقواه السياسية في المقدمة إلى التوقف امام حالة التراجع التي يعيشها المشروع الوطني والنظام السياسي الفلسطيني، ومراجعة سريعة للعملية السياسية، وإستخلاص عبرها عبر إستنهاض الذات الفلسطينية.
والملفت للقارئ كلا التصريحين لرئيس المكتب السياسي وعضو المكتب، انهما لم يتفقا في تشخيص اسباب “التحول” في مواقف الرئيس ابو مازن وحركته تجاه المصالحة، فمثلا ابو مرزوق قال، تخلي فتح عن ملف نزع سلاح “المقاومة” من الحوار، وهذا العامل لم يأت على ذكره هنية ابدا، وركز ابو العبد على 3 عوامل، هي “اولا لم يبق لأبو مازن شيء يراهن عليه، ثانيا يشعر ابو مازن بإهانة شخصية من الأميركيين والإسرائيلين، ثالثا كان هناك قرار من جامعة الدول العربية بتجاوز منظمة التحرير،، والتوصل لسلام مع اسرائيل.” وتابع ابو العبد مبرئاً حركته من خطيئة الإنقلاب والأجندة العربية والإقليمية، عندما اشار إلى ان ما يجري “برأ حماس” من كل الخطايا، ويعود الفضل لإنهيار إتفاق اوسلو. بإعتبار ان حركته ضد إتفاقية اوسلو؟؟!
اما مسؤول العلاقات الفلسطينية في الحركة، فيعتقد ان اسباب “التحول”، و”طلب القرب” من حركته يعود إضافة لموضوع السلاح ل”الظروف الصعبة التي تمر بها السلطة وحركة فتح مع الجانب الأميركي والإسرائيلي، والعامل الثالث حسب وجهة نظره “تغير المحيط الإقليمي والعربي والأزمة المالية، التي تعصف بالسلطة” مما دفع رئيس المنظمة وأقرانه في اللجنة المركزية لحركة فتح بالإنفتاح نحو الشعب الفلسطيني.” وكأنهم كانوا معزولين عن الشعب ونخبها السياسية؟! ولهذا قبلت حركة حماس بتواضع شديد الوقوف إلى جانب حركة فتح ل”تنقذها” ومن اجل تجاوز هذة المرحلة، واستنهاض كل قوى الشعب الفلسطيني لمقاومة خطط إنهاء القضية الفلسطينية.” اليست هذة المواقف تكشف عن عقم وإفلاس وخطايا سياسية؟
وكان ابو مرزوق بدأ حديثه قائلا، ” لم يكن هناك “نوايا حقيقية للمصالحة” في كل الجولات السابقة مع حركة فتح بدون نزع سلاح المقاومة وبدون الإستجابة لمطالب إقليمية ودولية متعلقة بمنهج وسياسات حركة حماس وبرامجها”.”، وبالتالي المشكلة والعقبة امام المصالحة تتمثل ب”مواقف” حركة فتح كما جاء على لسان القائد الحمساوي، وليس الإنقلاب، وتمسك قيادة حماس به على حساب المصالح الوطنية العليا؟!
توقفت مليا امام ما طرحه كل من هنية وابو مرزوق، وفكرت كثيرا قبل ان اكتب، هل من المنطقي والساحة تسير قدما نحو آفاق إيجابية إثارة الموضوع، ودحض التشوهات والمواقف غير المسؤولة، والتي فيها قلب للحقائق، وعدم موضوعية في مناقشة الأزمة الفلسطينية العامة أم اقفز عن الأمر، واترك تشويه وقلب الحقائق؟ خلصت لنتيجة مفادها ضرورة تذكيرهما وكل قيادة حركة حماس، بأن العقبة الكأداء كانت ومازالت تتمثل في الإنقلاب على الشرعية اواسط علم 2007؛ ورفض حركة حماس التوقيع على ورقة المصالحة المصرية علم 2009 (وقعت عليها بعد عامين من توقيع حركة فتح عليها وتحديدا في ايار / مايو 2011)، وإصرارها على التخندق في إمارة غزة.، ورفضها تطبيق اي من الإتفاقات المبرمة بين الحركتين وفصائل العمل السياسي الفلسطيني، ومنها إعلاني الدوحة 2012 والشاطىء 2014، وإتفاقية أكتوبر 2017. ولهذا لجأت لتفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمدلله وماجد فرج .. إلخ
وعلى صعيد الأزمة، لا احد في الساحة يمكنه نكران الأزمة العامة العميقة التي تعيشها القضية والمشروع الوطني، كما تعيش حركة حماس ازماتها التنظيمية الداخلية، وازماتها مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وفشل مشروع الإمارة في كل مناحي الحياة. وبالتالي الأزمة عامة، ولم تقتصر على فريق دون آخر،، وكان من الواجب ان تقتنص حركة حماس الفرصة التي واتتها بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون اول / ديسمبر 2017، ثم نقل السفارة من تل ابيب للقدس … إلخ الجرائم التي إرتكبها لتمسك اليد الفتحاوية والوطنية التي مدت لها، وتعمل على تنفيذ الإتفاقات المبرمة وخاصة إتفاق اكتوبر 2017. بتعبير آخر، أخطأ كل من هنية وابو مرزوق في عرض الموقف، وفتح ومنظمة التحرير والرئيس عباس مازالوا يملكون كل اوراق القوة سياسيا وكفاحيا وماليا، ويستطيعون تجاوز كل المنغصات والتعقيدات بالحكمة السياسية وبمواصلة كل اشكال الكفاح السياسي والديبلوماسي والشعبي. لكنهم يدركون ان المصالحة كانت ومازالت الورقة الأهم، والأقوى في مواجهة التحديات. ولهذا لم تتوانَ حركة فتح وفصائل المنظمة والرئيس عباس عن تقديم المبادرة تلو المبادرة لتجسير الهوة مع حركة حماس، والإندفاع القائم الآن من قبل حركة فتح والكل الوطني لم يكن لحساب شخصي أو تنظيمي، انما نتيجة حساب وطني عام، ولإن المصالحة إنقاذ للكل الوطني، وإعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية، ومحاصرة المنبطحين والمستسلمين العرب، ووقف الضم وصفقة القرن كلها من الفها إلى يائها.
لذا اتمنى على قادة حركة حماس الكف عن تغطية خطاياهم، والإعتراف بالأزمة التي تنخرهم، رغم حديثهم عن جزرة كوشنير، التي رفضوها، لإنهم يعلمون، انهم سيؤكلوا يوم تؤكل قيادة منظمة التحرير، ولإدراكهم ان بعض دول الخليج ترفضهم جملة وتفصيلا، وان دورهم الوظيفي إنتهى، حتى التنظيم الدولي بات يشكو من عبء الإنقلاب. وعليه مطلوب التريث، والحديث بموضوعية، ودون تضخيم وقلب للحقائق، ودفع عربة المصالحة للإمام.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …