بعد اتفاقات التطبيع ،،،دعونا نفكر بشكل غير تقليدي …

بعد اتفاقات التطبيع ،،،دعونا نفكر بشكل غير تقليدي …

بقلم: المستشار زيد الايوبي …

القدس 2020/10/25 شبكة فلسطين المستقبل …

لم أتفاجأ أبدا من توقيع بعض الأشقاء العرب لاتفاق السلام مع الكيان الاسرائيلي ،،الظروف الموضوعية على مدار السنوات السابقة والمحمولة على اكتاف الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت تشي بشكل واضح بان التطبيع قادم ،، المعادلات الإقليمية في تغير مستمر والتغول الفارسي والماغولي على الوطن العربي كان محركا أساسيا لابرام اتفاقات السلام العربية الاسرائيلية.
أنا مثل اي فلسطيني لا اريد تكريس التطبيع بين العرب والاسرائيليين قبل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وانسحاب اسرائيلي شامل من كل الأراضي العربية المحتلة عام 1976.
اعتقد مثلكم جميعًا ان مبادرة السلام العربية المنبثقة عن قمة بيروت في العام 2002 والتي قدمها خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه لتكون مفتاحًا للسلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط هي الدرع الفولاذي لطموحاتنا ، لكن على ما يبدو ان الواقع اصبح بعيدًا عن تمنياتنا وتوقعاتنا فالدول ليست جمعيات خيرية بل هي كيانات سياسية تحركها مصالحها وطموحاتها وهذه القاعدة في علوم العلاقات الدولية والسياسية تنطبق أيضا على دولنا العربية، نعم المصالح بكل أنواعها هي من تفرض نفسها في عالم السياسة وليس العاطفة.
واضح انه بعض الدول العربية مع الاحترام وجدت مصالحها الاستراتيجية في إبرام اتفاقات سلام مع كيان الاحتلال وهذا واضح وجلي كثيرا خصوصًا لو درسنا الحالة الاماراتية التواقة لامتلاكه السلاح النوعي والطائرات F35 والحالة السودانية التواقة لرفع اسم السودان ان لائحة الإرهاب الدولية والأمريكية لا أبرر لهم ما ذهبوا اليه لكن احاول ان اقرأ الواقع السياسي والإقليمي بكل تقلباته وتحولاته وتطوراته كما هو وليس وفقا لما أتمنى كفلسطيني .
التطبيع العربي مع كيان الاحتلال الاسرائيلي اصبح أمرًا واقعًا وثابتًا ونحن نملك القدرة على الإدانة والشجب والاستنكار لكننا لا نمتلك القدرة على تغير الواقع الجديد ولن نستطيع حتى ارباك حالة التطبيع والتواصل بين بعض الأشقاء مع الاحترام لهم والاسرائيليين خصوصًا وأننا نتحدث عن دول عربية ذات سيادة تمتلك كل الحق في مباشرة السياسات الخارجية التي تمليها مصالحها، ونحن صحيح اصحاب قضية عادلة ومعمدة بدماء الشهداء وعذابات الاسرى لكننا في النهاية لسنا أوصياء على الوطن العربي وقاطرة التطبيع ماضية في طريقها ولن يعطلها الانفعال .
أمام الواقع الجديد الذي فرض نفسه كتحدي جديد للقضية الفلسطينية وطموحات شعبنا اعتقد انه لا بد من ان نفكر بطريقة غير تقليدية وغير متوقعة فنتنياهو يريد من هذا التطبيع ان يصفي القضية الفلسطينية وضرب علاقة فلسطين مع عمقها العربي، والأنظمة التي طبعت علاقاتها معه (مع احترامنا لها)أكدت دائما على انه رغم تطبيع علاقاتها مع الاسرائيليين ستبقى فلسطين هي القضية المركزية لكل الأمة العربية وهذا لوحده كاف لان نفكر بأسلوب غير متوقع وغير تقليدي تجاه التطبيع إذا ما اعتبرناه تحدي لقضيتنا ،،
فلماذا لم نفكر في تحويل هذا التحدي إلى فرصة حقيقية للإنجاز وتكريس حقوقنا من خلال اعادة الاعتبار للحالة النضالية الفلسطينية وتكريس الوحدة الوطنية وتجديد مؤسساتنا وشرعيتها من خلال الانتخابات ؟لماذا لم نفكر في تحويل أهداف نتنياهو السوداء إلى انتصار لقضيتنا ؟ فما الذي يمنع من استخدام هذه الاتفاقات لاقناع العرب بزيارة فلسطين للوقوف على معاناتنا مباشرة فيشاركونا في تشييع شهداءنا ويفرحون معنا في استقبال أسرانا ويدافعون معنا عن بيوتنا التي تهدم في القدس والخليل ورام الله ونابلس والغور وكل الأراضي الفلسطينية؟ لماذا لم نفكر في استخدام اتفاقات السلام العربية لاستقبال مئات الآلاف من العرب والمسلمين الذين يعشقون الصلاة في المسجد الأقصى فيزينون شريعة حجهم بالصلاة في المسجد الأقصى ويتجولون في شوارع القدس ويشترون من تجارها المقدسيين ويسكنون فنادقها بل ويستثمرون في قدسنا العربية ؟لماذا لم نفكر في استخدام اتفاقات السلام العربية الاسرائيلية لتعمير فلسطين والقدس بمئات الآلاف من اهلنا العرب فتنقلب أهداف نتنياهو إلى نحره فبعد ان أراد تفريغ فلسطين من عروبتها ها هم العرب سيأتون بكل قدرتهم ليقبلوا ثرى فلسطين ويؤكدوا على عروبة المكان المستهدف بمئات الروايات والأساطير التلمودية المزيفة ؟ السنا اصحاب شعار (زيارة السجين ليست تطبيعا مع السجان) لماذا لا نحول الأزمة التي حدثت بيننا وبين بعض اشقاءنا بسبب موضوع التطبيع إلى فرصة ذهبية لبناء جسور الثقة وإعادة الاعتبار لعلاقاتنا الأخوية مع اشقاءنا العرب على قاعدة ان فلسطين لكل العرب والمسلمين والقدس مهجة القلب ودرة التاج ستبقى منارة الوجدان العربي فنضيع على كل المتربصين بمشروعنا الوطني فرصة تدمير أحلامنا ؟؟
اعتقد اننا نحتاج لاستراحة التأمل والتقييم والتفكر الهاديء ،،والتفكير بمسؤولية وإيجابية،،
ان ردات الفعل الانفعالية كانت فخا اسودا منصوب لنا والتشنج بالتفكير والمواقف كان رهان نتنياهو وهذا ما اراده وسعى له ،، نريد تعاطي جديد مع الواقع الجديد يحافظ على ثوابتنا وقرارنا المستقل ويحول أزمة التطبيع إلى إنجاز وطني فلسطيني بحيث ينقلب السحر الاسرائيلي على الساحر،
الموقف الفلسطيني ضعيف بدون العمق العربي الذي لطالما كان ورقة قوة لفلسطين والأزمة مع بعض الدول العربية يستفيد منها أعداء الشعب الفلسطيني العظيم وقيادته التاريخية .
فلسطين عظيمة بشعبها وقيادتها وقائدها وقادرون إذا حكمنا عقلنا وابتعدنا عن العاطفة نعيد الاعتبار لمكانة فلسطين في الوجدان العربي لنحقق النصر المؤزر (ان ينصركم الله فلا غالب لكم)
لذلك ارى بانه لا بد من التفكير الان بشكل غير تقليدي ،هذا رأيي الشخصي الذي لا افرضه على احد واحترم رأي كل من يختلف معي فيما ذهبت اليه.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …