السودان يركب قطار التطبيع ….

السودان يركب قطار التطبيع ….

بقلم / بسام صالح…

أمين سر حركة فتح بإيطاليا …

روما 2020/10/25 شبكة فلسطين المستقبل …

قبل أيام وقع بين يدي، تحليل لموقع “أكسيوس” الأمريكي يقول ان هناك عددا من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا تنتظر نتيجة الانتخابات الامريكية لإعلان السلام مع إسرائيل، ولفت التقرير الى ان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تريد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بالتزامن مع توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل قبل الانتخابات الامريكية. ويشير التقرير أيضا الى الدول التي من المتوقع ان تعلن قريبا اتفاق سلام مع اسرائيل، وفي مقدمتها السعودية، التي دعمت اتفاق السلام بين الامارات والبحرين مع إسرائيل. وأضاف التقرير ان الموقف السعودي المعلن على الأقل هو التركيز على استكمال المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن، في حال فوز ترامب بالانتخابات فانه سيعطي أولوية لإدخال السعودية في اتفاق سلام مع إسرائيل.
اما الدولة الثانية في قائمة ” اكسيوس” فهي المغرب الذي ينتظر نتيجة الانتخابات الامريكية، فاذا فاز ترامب سيحاول المغرب ربط التطبيع مع إسرائيل باعتراف امريكي بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية. وفي حال فوز بايدن، الذي لن يوافق على الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، فان المرجح ان لا يتجه المغرب للاعتراف بإسرائيل، حسب ما ذكر “اكسيوس”.
اما الدولة الثالثة فهي عُمان التي تتمتع بعلاقات غير رسمية طويلة الأمد مع إسرائيل، الا ان السلطان الجديد يريد التحرك ببطء في مسألة السلام الرسمي مع إسرائيل، ويتوقع مسؤولون امريكيون واسرائيليون ان القرار العُماني سيكون على أساس نتائج الانتخابات الامريكية. اما قطر، الدولة الرابعة، فهي تتمتع بعلاقات وثيقة مع إسرائيل تعود جزئيا لمسألة التعاون بخصوص قطاع غزة. تريد إدارة ترامب من قطر تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن التطورات الإقليمية بين قطر والسعودية والامارات والبحرين، تجعل اقتراح السلام مع إسرائيل معقدا، حسب “اكسيوس”.
ربما لم يأت تقرير “اكسيوس” بالجديد، فكل متابع للوضع في منطقتنا العربية، لا يخفى عليه مسار التطبيع سيئ الذكر، سواء العلني منه ام المخفي، ولكن الملاحظ في التقرير أعلاه محاولة الدول الواقعة تحت الابتزاز الاستفادة مما يطرح لها من مقبلات مسمومة، السودان يريد رفع اسمه من قائمة الدول التي تساعد الإرهاب، ويدفع اكثر من 300 مليون دولار تعويض لما يسمى ضحايا الإرهاب، والمغرب يريد اعتراف امريكي بسيادته على الصحراء، وعُمان وقطر رغم العلاقات القائمة غير الرسمية مازالت مترددة بخجل، وربما تشاركهما السعودية الخجل بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية. فهل سيتوقف مسار التطبيع الرسمي العربي، عند هذه الدول؟ ام ان هذه الدول ستعمل لإقامة حلف مع إسرائيل يسيطر مستقبلا على جامعة الدول (غير) العربية ويفرض التطبيع الرسمي العربي مع إسرائيل؟! هذا الحلف وبإشراف امريكي سواء فاز ترامب ام خسر، هو ما تريده الدولة العميقة لترسيخ التحالف السني في مواجهة ما تسميه “الخطر” الشيعي/الإيراني، وبالتالي انهاء مركزية القضية الفلسطينية وصراعها مع الحركة الصهيونية وكيانها الإسرائيلي.
الكل يتذكر زيارة ترامب الى السعودية قبل أكثر من ثلاث سنوات، رقص الرئيس الأميركي على أنغام الموسيقى التقليدية متسلحا بسيف فضي، ودشّن مسار تغيير سياسي جوهري في المنطقة عبر إرساء تحالف قوي بين إدارته ودول خليجية في مواجهة إيران.
قبل اسبوع من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يقدّم بعض قادة المنطقة الدعم لشريكهم في واشنطن الساعي الى الفوز بولاية ثانية ليواصل حرق الجسور مع إيران، وتوفير موطئ قدم غير مسبوق لإسرائيل في الخليج العربي الغني بالنفط.
تفيد استطلاعات الرأي ان الرئيس الحالي ترامب يأتي خلف جو بايدن الذي شغل منصب نائب الرئيس في إدارة اوباما، وفي حال فوزه المتوقع فان المنطقة مرة أخرى قد تكون على أعتاب تغييرات جديدة، حيث من المرجح أن يعيد بايدن، اعتماد مواقف الولايات المتحدة الأكثر تقليدية بشأن حقوق الإنسان التي تتعرض لانتهاكات مختلفة في عدد من دول الخليج بحسب منظمات غير حكومية، وصفقات الأسلحة التي كانت ضريبة تدفعها لإدارة ترامب مقابل حمايتها واستمرارها في الحكم. حيث كان ترامب أكثر استعدادا لضمان أن تمضي مبيعات الأسلحة إلى هذه الدول قدما وبسرعة، ويستبعد أن تبذل إدارة بايدن مثل هذه الجهود لإيصال الأسلحة إلى دول الخليج.
ان إدارة ترامب وسعيها المتواصل منذ اعلان نقل السفارة الامريكية للقدس، واغلاق مكاتب منظمة التحرير، وقطع المعونات عن الانوروا، الى اعلان صفقة القرن، وعمليات التطبيع التي تبتز بها بعض الأنظمة العربية تهدف كلها لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية وشطبها من أي معادلة سياسية قادمة.
الشعب والقيادة الفلسطينية المتمسكين بالثوابت الفلسطينية المسندة على قوة الحق وقوة القانون والشرعيات الدولية، يواجهون اليوم مرحلة من أصعب واعقد المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية، خاصة بفقدان الحاضنة الرسمية العربية، وفقدان الوحدة الوطنية، ان المطلوب اليوم يمكن تلخصيه بثلاث قضايا أساسية: استعادة الوحدة الوطنية على برنامج تحرري وحدوي جامع ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، تكون اول مهامه انهاء حالة الانقسام بين شطري الوطن. ومن جهة أخرى التوجه لجماهير الشعب العربي التي مازالت تعتبر فلسطين قضيتها المركزية وخلق الجبهة العربية المساندة، وتطوير حركة التضامن العالمية مع نضال شعبنا وحقوقه غير القابلة للتصرف.
وليعلم المطبعين والمهرولين والساعين للتطبيع، ان لا سلام ولا استقرار دون الشعب الفلسطيني، وان أي حل لا يلبي طموحات وحقوق شعبنا في الحرية وانهاء الاحتلال والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس، سيبقى حبرا على ورق.
مسمار: إذا كان التطبيع قرار سيادي كما يدعون وانه لخدمة فلسطين فلماذا لا يضع المطبوعون شرطا للتوقيع بان تحترم إسرائيل القانون الدولي وتعترف بالدولة الفلسطينية؟ وهو اضعف الايمان!

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …