ما بين الولادة والشهادة ،، فكرة وثورة وتاريخ حافل بالنضال والمقاومة ….

ما بين الولادة والشهادة ،، فكرة وثورة وتاريخ حافل بالنضال والمقاومة ….

كتب: ابوشريف رباح ….
بيروت 2020/11/6 شبكة فلسطين المستقبل ….

الفكرة أنجبت ثورة والثورة أنجبت دولة والدولة قادمة لا محالة

بعد اربعين عاماً قضاها ثائرا بين الموت والموت، متنقلا من كهوف فلسطين الى انفاق بلدة الكرامة في الاردن، مدافعا عن الثورة الفلسطينية من جنوب لبنان الى عاصمته بيروت، حارسا للقرار الوطني الفلسطيني المستقلّ من البقاع الى طربلس عاصمة الشمال، ترجل فارس القضية الفلسطينية ومفجر ثورتها الخالد فينا أبداً ياسر عرفات.

ففي فجر الخميس ١١/١١ /٢٠٠٤ وعن عمر خمسة وسبعون عاماً غادرنا القائد الرمز ياسر عرفات جسدا ولم يغادرنا فكرا وثورة، فالفكرة أنجبت ثورة باقية لا تموت، والثورة أنجبت دولة قادمة لامحال، حلم ياسر عرفات بتحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين، ومن أجل تحقيق هذا الحلم،،، أمضى ياسر عرفات اكثر من أربعين عاماً من حياته فدائيا مقاوما متنقلا بين الاحراش والوديان ببندقية كلاشنكوف وبدلته العسكرية التى لم يرتدي غيرها من أجل تحقيق حلمه، وحلم الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

ومن اجل هذا الحلم الكبير قام ياسر عرفات مع عدد من اخوانه بالتحضير لإنطلاق حركة وطنية فلسطينية تحررية، وحشد لها من الشباب الفلسطيني والعربي ما مكنه وإخوانه من الإعلان عن انطلاق حركة التاريخ الفلسطيني (حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”) في الأول من كانون الثاني عام ١٩٦٥، بعد قيام جناحها العسكري”قوات العاصفة” بعملية عيلبون بتاريخ ٣١ /١٢ / ١٩٦٤، بعد سنوات من مرارة النكبة وذل اللجوء.

استطاع ياسر عرفات ما بين ولادته واستشهاده أن ينطلق بحركة عظيمة(حركة فتح) من عتمة النكبة الى نور الثورة، حيث حملت على اكتافها هم الشعب الفلسطيني ومعاناته وكانت (فتح) الشعلة الحقيقية للعمل الثوري والكفاحي الفلسطيني في ظل الصراعات العربية بعد النكبة.

فمن طوابير للاجئين أمام مقرات المساعدات الإنسانية، في دول اللجوء، استطاع أبو عمار أن يحول هذه الطوابير الفلسطينية المقهورة والغاضبة من التخاذل العربي، إلى فدائيين مناضلين يعشقون الشهادة من أجل تحرير وطنهم فلسطين، وبإيمانه بشعبه وإيمان شعبه بقائده خاض أبو عمار اشرس المعارك العسكرية ضد جيش الاحتلال الصهيوني بحكمة وحنكة وقوة وعنفوان، فكان لحركة فتح الدور الرئيسي في مقاومة العدو الصهيوني عسكريا ببسالة وشجاعة منقطعة النظير، وكبدته خسائر فادحة لم يتكبدها من الجيوش العربية مجتمعة.

فقد قام فدائيوها بآلاف العمليات البرية والبحرية وحتى الجوية واستهدفوا المصالح الصهيونية في الخارج، وسياسيا تصدت حركة فتح بقيادة ياسر عرفات لكافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وتدمير ثورتها وحافظت على القرار الوطني الفلسطيني مستقلا.

*ما بين الميلاد والشهادة تاريخ لا ينسى*

خاص ياسر عرفات على رأس رجاله في حركة فتح والثورة الفلسطينية المعاصرة أعنف المعارك العسكرية مع جيش الاحتلال الصهيوني من أهمها:

معركة الكرامة الخالدة عام ١٩٦٨ والتى جاءت بعد هزيمة الجيوش العربية أمام جيش الاحتلال الصهيوني في حرب الستة أيام (النكسة)، والتى خاضتها حركة فتح وحيدة مع بداية دخول واحتياح العدو الصهيوني لبلدة الكرامة الأردنية، وبعد معارك طاحنة بين فدائيي قوات العاصفة وجيش الاحتلال الصهيوني، التى تكبد فيها خسائر فادحة في صفوف جنوده والياته، شاركه في هذه المعركة سلاح المدفعية في الجيش الأردني مساندا الفدائيين في “قوات العاصفة” بالدفاع عن بلدة الكرامة والتي كتب عنها الكثير.

شاركت حركة فتح تحت قيادة ياسر عرفات في الحرب العربية الإسرائيلية عام ١٩٧٣ على الجبهتين المصرية والسورية مكرسة بذلك مفهوم الوحدة العربية والتضحية والإيمان هي الطريق الى النصر.

وقاد ياسر عرفات مع رجاله فدائيوا “قوات العاصفة والقوات المشتركة اللبنانية والفلسطينية” معركة الدفاع عن الجنوب اللبناني عام ١٩٧٨ عندما اجتاحت قوات جيش الاحتلال الصهيوني القرى والمدن اللبنانية بعملية اسمتها (عملية سلامة الجليل) يوم تكبد جيس الاحتلال الغازي خسائر كبيرة على مداخل القرى اللبنانية والمخيمات الفلسطينية.

كذلك خاض القائد ياسر عرفات أبو عمار معركة الدفاع عن عاصمة المقاومة بيروت عام ١٩٨٢ حين صمد لمدة ثمانون يوما، وتصدى وحيدا مع رجاله في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ورجال الحركة الوطنبة اللبنانية لجيش العدو الصهيوني الذي اجتاح لبنان.

وكان لياسر عرفات الفخر والاعتزاز بإطلاقه الانتفاضة الشعبية الفلسطينية العارمة عام ١٩٨٧ انتفاضة الحجارة، والتى أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث العالمية.

وأطلق ياسر عرفات أبو عمار الانتفاضة الثانية التى عرفت بانتفاضة الأقصى، بعد تدنيس المقبور شارون للمسجد الأقصى المبارك.

وما بين حرب وحرب، ومعركة وأخرى، خاض ياسر عرفات معركة الدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل في منطقة البقاع وطرابلس اللبنانيتين عام ١٩٨٣، وخاض الرمز ياسر عرفات عدد من المعارك السياسية بحنكة وشجاعة منذ مؤتمر مدريد عام ١٩٩١ ثم إتفاق أوسلو وواشنطن عام ١٩٩٣، الذي تمخض عن قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وقيام أول كيان سياسي فلسطيني على أرضا الفلسطينية المحتلة، وعودة قوات الثورة الفلسطينية إلى أرض الوطن مع آلاف من العائلات من الجزائر وتونس واليمن وليبيا وغيرها من الدول.

*ما بين الميلاد والشهادة حلم الدولة والعودة*

في هذه الأيام تمر الذكرى السادسة عشر لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات أبو عمار صاحب البندقية وغصن الزيتون والكوفية التى أصبحت رمزاً للشعب الفلسطيني، ياسر عرفات الذي حولنا من لاجئين إلى فدائيين، ياسر عرفات صاحب الحلم بعودة اللاجئين، الساكن في قلوب الملايين من الفلسطينيين والعرب، ولم ننساه حتى نتذكره فهو فكر وفكرة، وهو ثائر وثورة، هو الشهيد الحي الذي كان يتمنى الشهادة الم يقل يريدوني أما قتيلا أو أما اسيرا أو أما طريدا وقال كلمته الشهيرة التى ما تزال ترددها الاجيال *شهيداً ،، شهيداً ،، شهيداً*، ويا جبل ميهزك ريح وعالقدس رايحين شهداء بالملايين.

ياسر عرفات الذي قالها مدوية:
لو منعتم الشمس والهواء عني لن اتنازل،،، ولو حجبتم عني الدواء والغذاء الله خلقني ولن ينساني،،، هذا دربي واختياري القدس مطلبي وركعة في الاقصى المبارك غايتي.

مهما كتبت عن معتمر الكوفية وحامل البندقية، لن نستطيع فتاريخ ياسر عرفات مليئ بالنضال، ومن الصعب ان يختصر في مقال.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …