عشرون عاما على استشهاد فارس عودة …

عشرون عاما على استشهاد فارس عودة …

عشرون عاما على استشهاد فارس عودة
رام الله 8-11-2020 فلسطين المستقبل …

تصادف اليوم الأحد، الثامن من تشرين الثاني، الذكرى الـ20 لاستشهاد الطفل فارس عودة (15 عاما)، الذي عُدَ إحدى أيقونات وأبطال الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى 2000-2005).

صورة واحدة تاريخية هي التي يمتلكها الشهيد الطفل فارس عودة (1985-2000)، التقطت له قبل أيام من استشهاده، لتوضع على تأمين أمه الصحي.

بعد تلك الصورة بأربعة أيام، التقط مصور صحفي الصورة التي اصبحت رمزا تاريخيا ووطنيا للانتفاضة الثانية (2000-2005)، طفل يقف أمام رتل من مجنزرات الميركافا والجرافات الاحتلالية الضخمة، يقذفها بحجر.

فارس الذي استبدل طريقه إلى المدرسة منذ بدايات تشرين الأول/ أكتوبر 2000، فأصبحت تجاه مستوطنة “نتساريم” ومعبر المنطار وغيرهما من مواقع المواجهات الساخنة في القطاع، كانت له خططه في الاختباء والتخفي من القبض عليه متلبسا بآثار المواجهات، فقرب المدرسة كان فارس يُخبئ ملابسا يستخدمها يوميا خلال المواجهات، وحين ينتهي يُبدلها بملابسه النظيفة التي خرج بها صباحا للمدرسة.

أنعام عودة، والدة فارس قالت لـ”وفا” في الذكرى الـ20 لاستشهاده: “كان يحب الدبكة، وحين يعود من المدرسة يفتح التلفاز على الأغاني الوطنية والشعبية ويشعل البيت بدبكته، ابن ابني وأشقائي والعائلة بأكملها سمت مواليدها الجدد باسم فارس”.

وتابعت: 50 مرة أحضرته من مواقع المواجهات، وفي بعض الأحيان يبقى في المواجهات حتى العاشرة مساء، في أجواء ماطرة وباردة، ويعود منها الأخير.

وقالت عودة: “كان فارس يحب الاحتفال في عيد ميلاده، الذي يصادف الثالث من كانون الأولى/ ديسمبر، لكنه رحل قبله بأسابيع، حتى قبل أن يتم عامه الخامس عشر، أخذته قبل استشهاده بأربعة أيام، لالتقاط صورة شخصية لإدخاله في تأميني الصحي، وكان يقوم بحركات بهلوانية لتخريب الصورة، وبعد جهد التقطت له الصورة”.

وأشارت إلى أن ابن خالته “شادي” استشهد قبله بأيام على معبر المنطار في المواجهات، انتهينا من عزاء شادي وفتحنا عزاء فارس، اخذ اكليلا عن قبر شادي وخبأه تحت بيت الدرج، وطلب من المصورين الذين التقطوا له صورا في أيامه الأخيرة من المواجهات أن يطبعوا له صورة، فأوصل أحد المصورين صورة لفارس وهو يرشق الحجارة على الدبابات إلى منزلنا، أخذتها بقلق وخبأتها خشية أن يراها والده، وحين سألته عن قصة الاكليل والصورة، قال: “حضرتهم ليوم استشهادي”.

وتتابع عودة: “كان فارس من الملتزمين بالصلاة خاصة صلاة الفجر في المسجد، وفي يوم استشهاده، نزل عن الدرج وعاد ثلاث مرات، ورأيت في عينيه تلويحة الوداع، خاصة بعد أن اكتشفت اكليل الورد وصورة المواجهات التي وصلتنا، وفي صبيحة يوم 8/11 عند التاسعة والنصف اتصل بي مدير مدرسته وأخبرني أن فارس لم يحضر للمدرسة، وفي تلك الساعة كان فارس اصيب برصاصة من العيار الثقيل اخترقت رقبته، واستمر ينزف ساعة كاملة، وأخبرني أحد أصدقائه الثلاثة الذين حملوه أن آخر كلماته كانت: أمي، وين أمي”.

فارس هو الابن السادس في أسرة مكونة من تسعة أبناء (7 أولاد اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبنتين)، قُصف منزلهم في العدوان الاسرائيلي على القطاع في عام 2014، وأصيب شقيقه برصاص الاحتلال بعد ثلاثة أشهر من استشهاده، وكتبت في فارس عشرات القصائد وكان اسمه يلمع بين سطور عدد من الروايات المقاومة، كما غنت له الفنانة الملتزمة ميس شلش والفنانة ريم تلحمي.

فارس الذي أعادته والدته إنعام عشرات المرات من مواقع المواجهات، وكانت العائلة بأكملها تتربص له، لمنعه من الذهاب لإلقاء الحجارة، وقف بوجه رتل من الدبابات والمجنزرات الإسرائيلية على معبر “المنطار” ليعيق تقدمها تجاه غزة ولو خطوة واحدة.

وفي تفاصيل الميركافا التي وقف فارس عودة في وجهها: هي دبابة قتالية تابعة لجيش الاحتلال، بدأ بصناعتها عام 1970، واستخدمت للمرة الأولى في عام 1979، وحملت في وقتها اسم ميركافا (1)، وصممت لتناسب الطبيعة الوعرة لشمال فلسطين ومرتفعات الجولان السورية، ثم تطورت في عام 1983 إلى ميركافا (2) وركز مصمموها على ملاءمتها لحروب المدن بعد خبرة حرب لبنان، تلتها ميركافا (3) في عام 1990، والتي شهدت زيادة القدرة النيرانية لها بمدفع من عيار 120 ملم ذي البطانة الملساء، مع بعض التحسينات الأخرى على تدريعها وبرجها، الاستخدام العسكري الأبرز للطراز الثالث يتمثل في اقتحام المدن الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية، وفي عام 2004 دخلت الدبابة ميركافا (4) مستخدمة ذات المدفع من عيار 120 ملم، مع المزيد من التحسينات على نظام السيطرة على النيران والتدريع وبعض المساعدات الدفاعية.

كل هذه التفاصيل المرعبة والتي تصلح لدراسات المحللين العسكريين وللخطط الحربية، لم يأخذها فارس في الحسبان، وهو العارف أن حجره أقوى إرادة وأصر حياة.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …