مقال -النتيجة صفر ..!!

غزة_شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية:

كتب:أ.نهاد الحناوي

النتيجة صفر …
قد تكون الصفعة الأولى و القوية من الذين منحتهم وقتك و جهدك ، ليكون ما قد منحته شراً قد أعيد لك ، فالصدمات تكمن و تختبئ خلف كل خير تسعى له ، و النوايا الحسنة قد تستغل لحين من الوقت على حساب وقتك و جهدك ، و تجد بالنهاية صفعات من ذاك الشخص و الذي أحسنت إليه .
نعلم جيداً أن الخير في هذا الأمة إلى يوم الدين ، و لا نعلم طبعاً أين يكمن هذا الخير ، و حتماً لا نعلم متى هو يوم الدين ، فحالة التردي في القيم و الذاتية و الأنانية و كراهية الغير ، و سيطرة العنف على السلوك الفردي و الجماعي لم تبقي للخير مكاناً في هذا الزمان ، فقد نزعت البركة من الوقت كما نزعت من المال .
و قد وصل حال الكثير منا الى العزلة في العلاقات الإجتماعية ، و إعتزال الناس فجأة ، أو على فترات من ذلك ، فالعديد من التجارب قد أوصلت البعض لذلك .
اليوم يستهجن الناس منك الحديث الذي يخلو من الكذب ، فقد بات الصدق غريباً ، و في تلك الواقعة المؤلمة أنت تكذب من وجهة نظرهم ، و هم يعلمون بالصدق في حديثك ، فقد عزّ الصدق في هذا الزمان كما عزّ الرجال .
في هذا المجتمع يرسم الناس لك صورة ، تبقى دامغة في ذاكرتهم ، فإن زللت للحظة يمحون كل جميل كتبته لهم ، و مهما حاولت أن تفسر و أن تبرر ذلك ، فالنتيجة صفر ، فقد رسموا لك صورة ثابتة ، لن تتغير ، في حين رسمت للكاذبين صور عدة من النفاق ، تتغير و تتلون تبعاً للمواقف ، و تتبدد بسرعة مع تلك التغيرات ، إذن عليك أن ألا تضع نفسك في دائرة التبرير دوماً ، فمن يحبك بصدق لا يحتاج ذلك التفسير ، لا عليك في ذلك ، أوجد لنفسك المقام الذي تستحقه ، في ذاك المكان الصحيح .
فمقامك و قيمتك أنت من تحددها ، لا الناس من تحدد ذلك ، فالعديد منا يجد مقامه و قيمته عند البعيد من الناس ، و لا يجد ذاك مع أقرب الناس له ، فمن حولك من يعرف قيمتك و لا يبوح لك بذلك ، هو ينتظر و يراقب تلك الزلة في سلوكك ، لا عليك أيضاً في ذلك ، فالناس لا تقيم و لا تزن .
عليك أن تصنع لنفسك مقاماً و شأناً بين الكل ، فأنت تقابل الكثير من المرضى النفسيين ، فلا تزعج نفسك ولا قلبك و لا عقلك حتى ، فعليك أن تحرس قلبك من تقلبات العواطف ، و عقلك من ملوثات الحديث ، و أن تحرص عليهما حرصاً .
لقد نزعت الثقة بين الناس و حل الكذب مترسخاً ، و فقدنا الكثير من جميل السهرات الدافئة ، فكثيراً نجد أننا بحاجة للرجوع للوراء قليلاً لنخفف عن أنفسنا بعضاً من هذا الواقع ، و في ذلك تقييم لما نحن عليه اليوم ، و ما علينا أن نصنعه غداً .
فالفرد يدرك تماماً ما يصدر منه من سلوك إيجابياً أم سلبياً كان ، فإن لم يشعر بذلك في وقت ما ، فحتماً هناك غشاوة على عينه و قلبه .
فكل ما تزرعه من خيرٍ في حياتك سوف تحصده ، و حتماً سوف تتجرع ذاك المر من زرعك السئ .
لا يظلم الله أحداً ، فنحن لأنفسنا ظالمون ، و كلُ منا يدرك في نفسه أن هذا القدر من ذاك الصنيع ، فتلك ديون سوف تسدد في وقتها ، و لك أن تقيس ذلك و تقيم نفسك قبل الآخرين لتدرك ذلك .
لقد إستشرى الكذب و النفاق حياتنا جميعاً بكل تفاصيلها ، و لم يعد للطيبين وزناً بين الناس ، و الكثير منا ترك مقاعد الصدق حتى يجاري تلك المتغيرات السيئة ، فلا تعتبوا عليا في هذا الصنيع ، فهم قد جعلوني هكذا ، و مهما فعلت لإرضاء الناس ، فالنتيجة في النهاية صفر .
نهاد الحناوي

عن ali tuama

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …