منازل آيلة للسقوط بسبب نفق في غزة

غزة -شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية-

استيقظت عائلة المواطنة أم المجد داوود (٣٠ عاما)، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، على غير عادتها، فالساعة تشير إلى منتصف الليل، ولم يأت الصباح، فكان الإيقاظ من النوم ممزوجا بالفزع والخوف، فالمنزل بدأ يتشقق، والرعب من انهياره على ساكنيه، كان الدافع الوحيد للهروب من دفء أربعة جدران أهلك الشقاء أصحابها لإتمام بنائها.

فالقصة كما ترويها المواطنة داوود ، بدأت قبل عام ونصف، عندما بدأت جهات مجهولة ودون علم أحد بحفر نفق تحت منازل العائلة، وفورا سارع الجميع لتقديم شكوى للجهات الأمنية التي قامت باعتقال القائمين على حفر النفق ولكن للأسف تم الافراج عنهم بعد ساعة واحدة وعادو للحفر مرة أخرى.

المواطنة داوود أم لأربعة أطفال وتعتبر نفسها نموذجا لعدد من الأسر الأخرى التي تشردت بفعل هذا النفق، قائلة:” تذرعت الجهات الأمنية بأن النفق يمتد لشارع صلاح الدين ولن يسبب أضرارا للسكان ولذلك تم اطلاق سراح المتهمين” مضيفة:” بعد فترة زمنية شهدنا تشققات وتصدعات خفيفة في الجدران، وشعرنا بأن شيء غير طبيعي يحدث أسفل منازلنا، وعلى الفور قدمنا شكوى للجهات الأمنية التي حضرت للمكان وبعد المعاينة طلبت منا المغادرة على وجه السرعة لأن المنازل آيلة للسقوط وتشكل خطرا عليهم”.

وتضيف المواطنة داوود بحرقة:” تم إخلاء منازلنا وأطفالنا نيام، وكانت حالة من الهلع والخوف والحزن تملأ قلوبنا، والكارثة الأكبر أن تم توجيهنا للإقامة في إحدى المدارس التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة، ومنذ عشرة أيام لم يسأل بنا أحد من المسؤولين”.

وجددت داوود تأكيدها بأن الجهات المسؤولة في غزة جميعها، لم تسأل عن وضع عائلة داوود الكارثي في المدرسة، وهناك عشرة أسر يعيشون بحالة كارثية، إضافة إلى أسر أخرى فضلت استئجار شقق بدلا من العيش في المدرسة في ظل أجواء البرد القارس”.

وأوضحت أن العدد الكلي يزيد قليلا عن ٨٠ فردا بينهم ٣٠ طفلا منهم مرضى ومسنين ونساء حوامل مناشدة جميع الجهات بالنظر بعين العطف والمسؤولية تجاه هذه العائلات التي تشردت بدون سبب.

وتعتبر منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، من المناطق الأكثر كثافة للسكان في قطاع غزة، حيث تتلاصق البيوت بجوار بعضها البعض، ويتزاحم سكانها في المواصلات والأسواق في ظل غياب التخطيط العمراني الاستراتيجي.

الحاجة أم داوود والبالغة من العمر “٦٠ عاما” تروي لمراسل “الحياة الجديدة” معاناتها مع العيش في المدرسة بعد التهجير القسري من منزلها، قائلة:” أنا مريضة ولا أستطيع المشي، وقمت بزراعة مفصل صناعي قبل فترة زمنية، وزوجي أيضا مسن، وأشعر بالغضب من هذا الحال الصعب، ودون أي مقاومات للحياة، ونقضي معظم أوقاتنا هنا في المدرسة بين البكاء على منازل ضاعت، وعلى مستقبل مجهول لأطفالنا وأولادنا”.

وذكرت الحاجة معاناتها مع الذهاب إلى دورة المياه التي تبعد حوالي ٥٠ مترا عن غرفتها داخل المدرسة، وهي مريضة ولا تقوى على المشي، مطالبة بسرعة الحل بما يتعلق بقضيتهم.

أحد المواطنين ويدعى محمود داوود أخبر “الحياة الجديدة” أن شقته التي تحتوي على غرف نومه وأطفاله ومطبخ للعائلة ودورة مياه جميعها طالتها التشققات وهبوط عميق في الأرضيات إضافة إلى الميل الظاهر على مستوى ارتفاع العمارة التي يقطنها برفقة أشقائه.

الجهات الأمنية في مدينة غزة، أكدت أنها اكتشفت نفقا في احد المنازل المحيطة بالبيوت الآيلة للسقوط، مشيرة إلى أن احد المواطنين كان يبحث عن آثار موجودة في المكان، مؤكدة أن الحفر قديم ولم يتم ردمه، مما أدى مع الزمن إلى تآكل البيوت في المنطقة وأصابها التشققات والتصدعات.

وأوضحت تلك الجهات ،أن ثلاثة مواطنين تقدموا بشكاوي بهذه الخصوص وتم اعتقال المتسببين في الحادث، ولوحظ من التقارير أن ما يقارب خمس عمارات سكنية آيلة للسقوط ولا تصلح للعيش وسيكون هناك قرار قريب بإزالة بعضها.

ولم تشر الجهات الأمنية إلى المصير المستقبلي لهذه العائلات وما إذا كان سيتم تعويضها وما هي الحلول المقترحة لقضيتهم ومعاناتهم في الإقامة داخل إحدى المدارس بمدينة غزة.

عن ali tuama

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …