الذكرى السادسة عشر لرحيل الدكتور فتحي عرفات

رام الله/ شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

الدكتور/ فتحي عرفات مؤسس ورئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حيث أعطى جل حياته لكي تكون هذه الجمعية صرحاً طبياً في أرجاء الوطن والشتات.

ولد/ “فتحي عرفات” وأسمه الحقيقي عبد الفتاح عبد الرؤوف داوود عرفات القدوة الحسيني في مدينة القدس بتاريخ 1933/1/1م وهو الشقيق الأصغر لياسر عرفات حيث توفيت والدته زهوة أبو السعود وهو طفلاً رضيعاً لا يتجاوز عمره الثلاثة أشهر، بعد وفاة والدته طلب شقيقها سليم أبو السعود من والده/ عبد الرؤوف أن يعيش ولداه ياسر وفتحي تحت رعاية خالهما سليم أبو السعود وزوجته السيد رقية مغربية الجنسية واللذان لم يرزقا بأطفال.
غادر كل من فتحي عرفات مع شقيقه ياسر عرفات إلى القاهرة عام 1937 بصحبة خالهما راجي أبو السعود وذلك بعد أن تم اعتقال خالهما الأول/ سليم من قبل الاحتلال البريطاني وذلك للالتحاق بوالده وبقية أشقاءه، يقول فتحي عرفات “كان اليوم الذي التقى فيه والدي لأول مرة وأمسكت أنعام بي واحتضنتني” أكمل فتحي دراسته في مصر وبعد أن حصل على الثانوية العامة التحق بكلية الطب حيث تخرج منها عام 1962، غادر بعدها إلى دولة الكويت للعمل هناك.
التحق فتحي عرفات منذ البدايات بحركة فتح في الكويت، ومنذ أن اشتد ساعد الثورة الفلسطينية بعد هزيمة عام 1967م ترك د. فتحي العمل في الكويت وتوجه إلى سوريا والأردن حيث تتواجد قوات الثورة الفلسطينية وتفرغ في صفوف الثورة الفلسطينية ليس مقاتلاً بالسلاح وإنما ليبلسم جراح شعبه النازف بفعل ممارسات الاحتلال وتهجيره الفلسطينيين من مدنهم وقراهم لإدراكه أن العمل الإنساني وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية لأبناء شعبه لا تقل شأناً عن النضال السياسي والعسكري من أجل الحرية والاستقلال الوطني.

كانت بداية نضاله الإنساني تأسيسه لنواة الخدمات الطبية في حركة فتح، ثم أدرك هو وأخوه له أهمية أن لا يحصروا نشاطهم ضمن دائرة ضيقة تقتصر على علاج الجرحى، بل يتعداها ليشمل ليس أسرهم وعائلاتهم، فحسب وإنما أبناء شعبهم الفلسطيني في مخيمات الأردن وسورية ولبنان والتجمعات الفلسطينية في الدول العربية الأخرى، وبناءً على ذلك تبلورت هذه الفكرة ونضجت في عقل د. فتحي وباقي الأخوة من مؤسسي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وواضعي اللبنة الأولى في صرحها.
لقد كرس الراحل كل جهده لإنجاح العمل الوطني والإنساني وكانت النتائج فعلاً تفوق التصورات، الأمر الذي شجعه وشجع المؤسسين الأوائل على افتتاح أكثر من عيادة ومستوصف ومركز ومستشفى في أكثر من مدينة ومخيم في الأردن.
وفي الوقت الذي كان يجري العمل فيه في منشآت الجمعية في الأردن وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية، كانت توضع الخطط لتأسيس منشآت صحية واجتماعية مماثلة لخدمة أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية ولبنان ومصر، وكان يجري تنفيذ هذه الخطط مباشرة بعد اكتمالها، بجهد وعمل وأشراف الراحل شخصياً، وجهود رفاقه من الرواد الأوائل مدعومين في كل محطة من محطات البناء بأبناء شعبهم المعطاء.

وما أن حل تاريخ السادس والعشرين من شهر كانون أول عام 1968م وهو موعد الإعلان الرسمي عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلَّا وكانت أكثر من عيادة ومؤسسة صحية واجتماعية مجسدة على أرض الواقع تقدم خدماتها لمستحقيها من أبناء المخيمات ومنذ ذلك التاريخ أخذت العيادات والمراكز والمستوصفات تنبت كالفطر في تجمعات الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وخاصة في لبنان وسورية ومصر والسودان وأخذت خدماتها تتطور كماً ونوعاً، بحيث غدت الجمعية تقوم بعمل وزارتي صحة وشئون اجتماعية، ويعتمد عليها أبناء المخيمات اعتمادا كلياً، من جهة احتياجاتهم الصحية والاجتماعية.
وبفضل خدماتها المجسدة على أرض الواقع في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وجهود الراحل شخصياً تم اعتماد الجمعية من قِبل المجلس الوطني الفلسطيني في دورته السادسة التي عقدت في القاهرة عام 1969م بوصفها الجهة الرسمية المسؤولة عن صحة الشعب الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية.
وكان طيلة مسيرته الإنسانية على رأس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لم يترك الراحل أمور الجمعية للصدف، وإنما كان يبادر إلى وضع الخطط والبرامج المستقبلية لأنشطة وفعاليات الجمعية وعلى الصعد كافة وخصوصاً الصحية والاجتماعية لتدارك الإرباك في العمل، وعدم تأثير الأحداث الطارئة على الخدمات التي تقدمها.. وعليه كانت مستشفيات وعيادات ومراكز الجمعية على أهبة الاستعداد ولكل طارئ وخصوصاً في لبنان عندما كان يتعرض الشعب الفلسطيني ومؤسساته هناك للاعتداءات والقصف من قبل الجيش الإسرائيلي وكانت لدى الجمعية دوماً مراكز وعيادات ومستشفيات ميدانية بديلة لتلك التي تقصف وتدمر من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وعقب انتقال قيادة الشعب الفلسطيني من المنافي والشتات إلى أرض الوطن عام 1994م وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية وعودته إلى فلسطين عمل الراحل د. فتحي عرفات بدأب على توحيد عمل فروع الهلال الأحمر في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن الجمعية الأم وكرس هذا الجهد في المؤتمر العام السابع للجمعية في خان يونس عام 1996م وتعزز في المؤتمر العام الثامن الذي عقد في غزة عام 2000م.
كان الدكتور/ فتحي عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح وعضواً في المجلس الوطني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

توفي د. فتحي عرفات بتاريخ 1/12/2004م بعد صراع مرير وطويل مع المرض حيث أصيب به قبل ثلاث سنوات وأجريت له عملية استئصال لجزء من أمعائه.
من أقوال د. فتحي عرفات:
نبني دولتنا على أسس حضارية حتى يتمتع شعبنا وأطفالنا بما تستمتع به شعوب العالم أجمع..
رحمك الله يا د. فتحي عرفات واسكنك فسيح جنانه. هذا وقد منح السيد الرئيس/ محمود عباس وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا للفقيد د. فتحي عرفات تقديراً لدوره ونضاله في الدفاع عن فلسطين.

عن Allam Obaid

الصحفي علام عبيد

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …