الضمير :سوء معاملة وتعذيب يؤدي الى إهمال طبيّ تجاه الأطفال

وثقّت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان حالات اعتقال لأطفال خلال الشهرين الماضيين، وكان هؤلاء الأطفال يعانون من أمراضٍ و/أو إصابات قبل اعتقالهم، وتدهورت حالتهم الصحيّة نتيجة لممارسات قوات الاحتلال أثناء اعتقالهم واحتجازهم، وتعذيبهم في التحقيق.

 

تعمد قوات الاحتلال أثناء عمليّة الاعتقال الى التنكيل بالمعتقل، فقد اعتقلت الطفل (س.ج) البالغ من العمر ١٥ عاماً، علماً أنه أجرى عمليّة فُتق قبل أسبوعٍ من اعتقاله، وعمدت الى تكبيل يديه للخلف بلكبشات بلاستيكيّة وأجبرته على الجري لمسافة ٥ متر في حين أنّه يستطيع المشي، كما اعتدى الجنود عليه بالضرب على مكان العمليّة بأقدامهم حتى أغمي عليه، وتركوه مرمياً ومكبّلاً في العراء حوالي ٣٠ ساعة، تم نقله بعدها الى المشفى لمعالجة الجروح الناتجة عن ضرب الجنود له على مكان العمليّة ممّا أدى الى حدوث التواءٍ في قُطَبِ الجرح.

 

قضى (س.ج) مدّة التحقيق في الزنازين ١٦يوماً في مركز تحقيق المسكوبيّة، كانت الزنزانة باردة جداً، وبدون شباك، علماً بأنّ لديه ضيق في التنفّس. وخلال فترة تواجده في المسكوبيّة، دخل ضابط غرفتهم (هو والأشبال)، وضربه على مكان العمليّة، وبعد هذا الاعتداء بأربعة أيام قرّر الطبيب فكّ القطب في عيادة المسكوبيّة.

 

بينما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح على الطفل (س.أ) البالغ من العمر ١٧ عاماً عند اعتقاله، وتعمّد الجنود ضربه على ظهره بعدما أخبرهم بأنّه أجرى عمليّة زراعة عظم في الحوض قبل ٥ سنوات، ضربوه بأقدامهم وبأعقاب البنادق، وقام جنديّ بالضغط على ظهره الى الأمام حتى لم يستطع التنفّس بسبب الألم. لا زال الطفل (س.أ) يعاني آلاماً في الظهر، نتيجة لجلوسه المستمّر على كرسيّ التحقيق في المسكوبيّة، إذ كان التحقيق يستّمر لمّدة ٥-٦ ساعاتٍ متواصلة.

 

كما اعُتقَل الطفل (أ.ن) البالغ من العمر ١٦ عاماً رغم إصابته بمرضٍ نادر يُدعى الوهن العضليّ الشديد، وهو مرض يستدعي رعاية وعناية خاصّة بالمريض، إلّا أن الجنود قيّدوه واعتدوّا عليه بالضرب أثناء عملية الاعتقال. ويعاني الطفل (أ.ن) من ضيقٍ في التنفس، ووجعٍ في الرأس، إضافةً الى عدم قدرته على تحريك يديه بعد الاستيقاظ من النوم إلّا بعد تناول الدواء. ويذكر أن الطفل أجرى عمليّة إزالة كتلة سرطانيّة حميدة في الصدر قبل ٥ أشهر، وكان يُراجعُ طبيبه بانتظام، ورغم معرفتهم بكلّ ذلك، تم اعتقاله والاعتداء عليه بالضرب دون مراعاةٍ لوضعه الصحيّ.

 

روى محامي مؤسسة الضمير عن الطفل (م.ع) البالغ من العمر ١٧ عاماً، أنّه تعّرض لتحقيق مستمّر ل١٠ ساعات متواصلة، وأحياناً تمّ التحقيق معه ل ٣-٤ ساعات أكثر من مرّة في اليوم، وتعّرض لعّدة تهديدات من المحققين، وكان يُترك لفتراتٍ طويلة معزولاً في زنزانة منفردة بعد التحقيق ممّا عرّضه لضغوط نفسيّة.

 

فيما أصرّت قوات الاحتلال على اعتقال الطفل (أ.ع) البالغ من العمر ١٧ عاماً رغم إصابته برصاصةٍ في قدمه، واقتحمت منزله عدّة مراتٍ لاعتقاله، حتى سلمّه والده لشرطة “بيت إيل”، وأبلغوه بأن طفله معتقل.

تجدر الإشارة الى أن الأطفال الذين وثقّت المؤسسة حالاتهم ما زالوا موقوفين في سجون الاحتلال عدا الطفل (أ.ع)، إذ تمّ الإفراج عنه بعد ٣٠ يوماً من التوقيف لاحقاً تم الاكتفاء بالمدّة إضافةً الى دفع غرامة بقيمة ١٠٠٠ شيقل كحكم.

 

وتستمّر معاناة الأطفال ما بعد الاعتقال والتحقيق وحتى نقلهم الى السجون، حيث أنّ إدارة مصلحة السجون تعمد الى معاملتهم معاملة الأسرى البالغين دون الأخذ بالاعتبار خصوصية ظروفهم، ويتجسّد ذلك في حالات الاقتحام مؤخراً لقسم الأشبال في عوفر، كذلك الحال مع العزل الذي عانى منه الأطفال خلال الجائحة الحالية (كوفيد-١٩) حيث حُرِموا من زيارات أهاليهم مدّة طويلة، وانتهكت خصوصيتهم بلقاء محاميهم في المحاكمات عبر خاصيّة الفيديو، ممّا أثّر عليهم جسدياً ونفسياً.

عن admin

شاهد أيضاً

خمسة معتقلين يواصلون إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري

خمسة معتقلين يواصلون إضرابهم عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري       رام الله 6-8-2023 …