التطبيع ونظرية الأمن الإسرائيلية وإستباحة الأمن القومي ..!

التطبيع ونظرية الأمن الإسرائيلية وإستباحة الأمن القومي ..!

بقلم د. عبدالرحيم جاموس ….

الرياض 2020/12/15 شبكة فلسطين المستقبل …

(المستعمرة الإسرائيلية) تفرض اغتصابها واحتلالها لكل فلسطين، تدنسُ المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها يوميا وتفرض عليها نظاما عنصريا مقيتا و تفرض حصارا جائرا على الشعب الفلسطيني، وتنكلُ به كيف تشاء قتلا واعتقالا وبطشا وتضيقُ عليه سبلَ العيش والحياة … ولا تجدُ من يردَعها، أو يجرمُ افعالها او يعاقبها ، كل ذلك تحت مًبرِر حَقها في ضمان أمنها …!
كأنها دولة فوقَ القانون يسمحُ لها ممارسة أي فعل وأي إجرام، وإنتهاك أي سيادة لأي دولة مهما كانت تحت حجة وذريعة ازالة أي تهديد كامن في تلكَ الدولة لأمنها حتى لو كان مدرسة او مركز ابحاث …!
ومع انطلاق مسيرة التطبيع العربية الإسرائيلية مؤخرا بالضغط والرعاية الأمريكية ، باتت نظرية (الأمن الاسرائيلية) هي المسيطرة في المنطقة العربية … وهي الموجه والمنظم لحركة فعلها الأمنية والعسكرية والسياسية … دون الزامها لمراعاة أي ضابط من ضوابط القانون والعلاقات الدولية …!
كأن العالم ومعهم اليوم المطبعون العرب كلهم باتوا متواطئين مع تطبيقات نظرية الأمن لإسرائيل … ويبرِرُ لها مالا يُبررُ لغيرها من أفعال أمنية وإجرامية خارجة على القانون الدولي وضوابط العلاقات الدولية … !
رغم كافة القرارات الصادرة عن الجمعية العامة أو مجلس الأمن بشأن ضمان الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني والتي لا تجد طريقها للتنفيذ أو الإحترام من جانب (المستعمرة الإسرائيلية) ، إن تطبيع بعض الدول العربية لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني دون الزامه بتنفيذ قرارات الشرعية بشأن الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية المشروعة و المنتهكة ، يعدُ بمثابةِ تزكية لهذة الممارسات الإجرامية والأمنية من قبلهِ في حق الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب والدول العربية الأخرى عامة و التي يحتل بعض اراضيها ويستبيح اجواءها وسياداتها سرأ وعلانية تطبيقا لنظريته الأمنية الخاصة …!
أمام هذا التمدد والتغول للكيان الصهيوني على فلسطين ومحيطها العربي بالضغط والرعاية الامريكية ، يحتم على الأمة العربية ان تصحوَ لمخاطر هذا التطبيع والتمدد والتغول الصهيوني لا ان يمنح الإجازة بذرائع واهية لاتصمد امام محاكاة الواقع ، و عليها أن توقف هذا الإنهيار المذل… وأن تدافع عن حقوقها وأمنها وسيادتها وأن تعملَ على وضع حدٍ لإنتهاك سيادة دولها وحفظ أمنها أمام امتداد وتوسع نظرية أمن هذه الدولة المارقة والخارجة على كافة القواعد المنظمة لسلوك الدول وعن قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
لا يكفي ان يُدانَ الإستيطان في الاراضي الفلسطينية من قبل الدول العربية وغيرها ، فهو جريمة حرب في حدِ ذاته…. إن لم يجد من يضع له حدا بواسطة القانون والشرعية الدولية والقضاء الدولي…فإن (كل مستوطنة هي جريمة حرب بذاتها وشأنها شأن الوجود العسكري لقوات الإحتلال يجب ان تُقاومَ وتكافح بشتى الوسائل ..) وهنا نذكر الدول العربية التي طبعت علاقاتها او اقامة علاقات دبلوماسية او وقعت اتفاقات سلام مع الكيان الصهيوني او تنوي اقامة ذلك ان تضع هذا الأمر الخطير في اعتبارها …
و أن الإحتلال والإستيطان اذا لم ينتهي ويزول وفق الشرغية الدولية يجب ان يرفض ويقاوم بكافة تجسيداته وتشكيلاته وصوره ، ومن حق كافة الدول العربية التي تنتهك اسرائيل سياداتها سواء بإنتهاك اجوائها أو ضرب أهداف عسكرية أو مدنية أو غيرها على أراضيها أن تواجه هذه الإنتهاكات والرَّدِ عليها بالمثل …
لانه بغير ذلك لن تتوقف (إسرائيل) عن مواصلة عربدتها ولن تتوقف عن توسيع و مَدِ نظريتها الأمنية الخاصة التي تنتهك بموجبها القواعد العامة للقانون الدولي وضوابط السلوك الدولي .. وستستمرُ في مواصلة و مزاولة غيها … وفي استباحة الأراضي المحتلة وغير المحتلة وهنا يأتي تطبيع بعض الدول العربية لعلاقاتها مع اسرائيل كمكافاة لها على هذا السلوك المجافي للشرعية الدولية ولقواعد القانون الدولي .. و يمثل شرعنة منها للعدوان على فلسطين الارض والشعب وعلى الأمة العربية جمعاء…!
هكذا مع إنتشار فايروس موجة التطبيع الثالثة التي شهدها الثلث الأخير من سنة2020 م تستمر نظرية الأمن للكيان الصهيوني في تغولها وتمددها شرقا وغربا في عالمنا العربي وبموجب اتفاقيات وتفاهمات معلنة يجري توقيعها من قبل بعض الدول العربية المطبعة ، لتمثل إنهيارا للأمن القومي العربي بصفة عامة وطعن للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وخروجا على قواعد القانون و قرارات الشرعية الدولية ، ونقضا لكافة قرارات الجامعة العربية بكل مستوياتها وعلى راسها قرارات القمم العربية المختلفة ، ما يعني إقرارا عربيا بالهزيمة للأسف وانتصارا للمشروع الصهيوني ليس على فلسطين وشعبها فقط وإنما على الأمة العربية ايضا من الخليج الى المحيط …
وللحديث بقية ..
د. عبدالرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
15/12/2020 م

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …