نظّمت اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني والمنتدى القومي الوطني في الشمال (خميس الأسرى ٢٢٤) اليوم الخميس ٢٤-١٢-٢٠٢٠، في مخيّم البداوي أمام مقرّ قيادة حركة “فتح” في منطقة الشمال.

وشارك في الاعتصام ممثلو الفصائل الفلسطينية وقوى وأحزاب وطنية لبنانية، وروابط اجتماعية، واللجان شعبية، وجماهير من مخيّمي البداوي ونهر البارد ومدينة طرابلس والمنية.

بدايةً كانت كلمة لأمين سر اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى، منسق خميس الأسرى، الأستاذ يحيى المعلم مما جاء فيها: “في هذه الأيام المجيدة من حياة الشعب الفلسطيني والعربي، الذي يقدم الشهداء كل يوم من أجل تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، والتي تشكل صفعة مدوية لصفقة القرن التي أسقطها الشعب الفلسطيني بثباته وصموده، كما أننا اليوم نحيي ذكرى الثورة الفلسطينية التي مثلت ضمير الشعب الفلسطيني وحركته الفاعلة المنظمة مدنية وعسكرية ونالت إعجاب شعوب العالم، داعمين أن تبقى هذه الثورة حركة تحرير نموذجية تؤكد دائمًا وحدتها وصمودها وصلابتها كما أرادها وقادها الزعيم الشهيد الراحل یاسر عرفات مع المؤسسين الأوائل”.

وطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بالتحرك الفوري من أجل حماية الأسرى من جائحة” كورونا” التي يرفض العدو الإسرائيلي تقديم أبسط أنواع الحماية والوقاية منها.

واستتنكر المعلم هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني من زیارات ورفع أعلام وتدنيس للمساجد من قبل وزراء

العدو، في حين أن شعوب أمتنا ترفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال.

وأكد أن اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى دائمة في مطالبة الهيئات الدولية والعربية والعالمية بالتحرك الفوري للإفراج عن الأسرى والأسيرات وخاصة المعتقلين الاداريين، كما تهيب بالقوى الفاعلة في الأمة كافةً التحرك نصرةً لهؤلاء الأسرى.

وكانت كلمة لأمين سر حركة “فتح” وفصائل “م.ت.ف” في منطقة الشمال أبو جهاد فياض مما جاء فيها: “الإخوة في اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى، الإخوة والاخوات ممثلي الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب الوطنية اللبنانية واللجان الشعبية والفعاليات اللبنانية والفلسطينية، بدايةً نعزي أنفسنا والإخوة في قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وشعبنا بفقدان هامة وطنية شامخة، الأخ عبد الرحيم ملوح، وهو خسارة لنا جميعًا”.

وتابع: “نلتقي اليوم في خميس الأسرى الـ٢٢٤ شهرًا من النضال، لنتضامن مع أسرانا البواسل الذين ضحوا بحريتهم من أجل حريتنا واستقلالنا وبناء دولتنا المستقلة فوق ترابنا الوطني”.

وطالب فياض مؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل للإفراج عن جميع أسرانا القابعين في المعتقلات الصهيونية خلف القضبان داخل زنانزين الصهيونية، موضحًا أنَّ هناك أكثر من ستة آلاف أسير وأسيرة، وما يزيد عن ٢٥٠ طفل قاصر يعانون ظلم السجان أمام أنظار العالم الذي يدّعي الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان.

وتابع فياض: “إن أسرانا الأبطال تتلخص مطالبهم الإنسانية بزيارات الأهل وإنهاء سياسة العزل وتقديم العلاج للمرضى منهم، ووقف الحجز الإداري، ونحن نُحمّل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة أسرانا الأبطال جراء التعذيب الذي يتعرضون له على أيدي الجلادين الصهاينة”.

وقال على ان اسرانا متكلين على الله، وعلى صمود ارادتهم الصلبة لوقف الحجز الاداري عنهم لانه غير قانوني، لانهم اسرى حرب، ويجب ان يطبق عليهم اتفاقية جنيف الرابعة لحمايتهم، ورغم كل معاناتهم، ما زال هدفهم الاسمى هو الاستقلال الوطني وتحرير فلسطين واقامة الدولة على ترابنا الوطني، وعودة اللاجئين الى ديارهم وتنفيذ القرار ١٩٤

وطالب فياض القيادة الفلسطينية وكافة فصائل العمل الوطني العودة الى وثيقة الاسرى والوحدة في اطار (م. ت. ف) الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، لان الوحدة الوطنية هي السلاح الاقوى في مواجهة الاحتلال الصهيوني لدحره عن ارضنا المباركة.

وأكد أن وحدتنا الوطنية كفيلة بإسقاط كل المؤامرات والمشاريع المدعومة من أميركا وبعض حكام الدول العربية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حلم اللاجئين بالعودة إلى ديارهم.

وشدد على أن صفقة القرن سقطت بصمود شعبنا وقيادتنا التاريخية ولن يستطيع أحد وقف نضالنا وكفاحنا ومقاوتنا، وستبقى القدس عربية وإسلامية ومسيحية وهي عاصمة فلسطين الأبدية، وسيبقى شعبنا مرابطًا بالقدس لمواجهة جيش الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ومدافعًا عن المسجد الأقصى.

وختم موجهًا التحية إلى جميع الأسرى الفلسطينين والعرب الصابرين على الاعتقال، والذين يكافحون داخل المعتقلات من أجل تحرير فلسطين، كما وجه التحية لقيادة الحركة الأسيرة الذين حملوا رسالة الشهداء الأبطال وتقدموا الصفوف لإبقاء شعلة الثورة مضيئة بالنضال الأكبر، وستواصل الأجيال مسيرتها الكفاحية بإيمان مطلق بالنصر المؤزر، لأنّ الشعب الفلسطيني لا يهزم، ولأنه صاحب الحق بأرض الآباء والأجداد.

ووجه فياض التحيه للإخوة في اللجنة الوطنية على نشاطها الدائم دعمًا لأسرانا البواسل، وحيّا الأسرى القادة (مروان البرغوثي وأحمد سعدات وكريم يونس وعميد الأسرى العرب يحيى سكاف).

وكانت كانت كلمة لمسؤول حركة التوحيد الإسلامية فضيلة الشيخ بلال شعبان، قال فيها: “نلتقي اليوم في خميس الأسرى من مخيم البداوي لنتضامن مع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني، فلسطين هي بوصلتنا وبوصلة الأحرار المقاومين والشرفاء، وأرضها الطيبة مهد عيسى ومسرى نبينا محمد، من سجونهم يبقى الأسرى موحدين من سجونهم يدعوننا لنكسر الاقبال عن أبواب قلوبنا ولنتوحد على عدونا”.

وأضاف: “نلتقي اليوم لنقول للجميع إن الطريق يجب أن يكون باتجاه فلسطين ويجب أن يكون شعارنا الرحمة والوحدة فيما بيننا ويجب أن يبقى الاختلاف مع العدو المحتل فقط”.

واستنكر هرولة المطبيعين مع العدو الصهيوني مؤكدًا أنه فهو طعنة في خصر الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وأن كل من طبع هو جبان ولا يملك قرار بيده ليدعم هذا الشعب العربي المحتلة أرضه منذ أكثر من اثنين وسبعوذين عامًا.

وكانت كلمة لرئيس حزب الوفاء اللبناني د.;حمد علوان نوه فيه بأهمية الاعتصام التضامني (خميس الأسرى ٢٢٤) الذي تنظمه اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال إذ تجدد وقوفها إلى جانب الأسرى والمعتقلين الأبطال وعلى رأسهم الأسير المناضل يحيى سكاف، الذي ما زال العدو حتى اليوم يرفض الإدلاء بأية معلومات عنه.

وتابع علوان: “جئنا من بيروت العروبة، بيروت المقاومة التي أخرجت قوات العدو الصهيوني دون قيد أو شرط، بیروت خالد علوان التي أطلق الرصاصات الأولى للمقاومة الوطنية، أتينا إلى إخواننا في مخيم البداوي متسائلين معهم إلى متى سيستمر هذا الصمت المريب الذي يلف العالم تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني، من ظلم الاحتلال الصهيوني العنصري وخصوصًا إلى أسرى الاعتقال الإداري”.

 وأردف: “من هنا تدعو اللجنة إلى أوسع التحركات الشعبية العربية للتضامن مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، فالتعسف الإسرائيلي لم يقف عند هذا الحد من الظلم والذي يعاني منه وما زال في سجون الاحتلال أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني وعربي ومئات الأسرى الذين يعانون أمراضًا مزمنة، بالإضافة إلى أسرى معوقين”.

وأضاف: “من هنا تندد اللجنة بانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين، فالتعذيب وتصاعد الاعتقال الإداري والإخفاء القسري والتمييز العنصري باتت ممارسة يومية للاحتلال.

وختم علوان مطالبًا المنظمات الإنسانية الدولية والعربية ومجلس حقوق الإنسان بمواجهة هذا التعسف الإسرائيلي والوقاحة الإسرائيلية المستبيحة لكل القيم والأخلاق والشرائع السماوية،، ووضع حد لها ومحاسبتها على كل الجرائم التي ترتكبها كل يوم.

وثم كانت كلمة لعائلة الأسير يحيى سكاف ألقاها شقيقه جمال سكاف، فشكر اللجنة الوطنية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني على تنظيمهم هذا الاعتصام التضامني، وجدد العهد والوعد مع الأسرى الأبطال بالبقاء أوفياء لهم حاملين الراية حتى تحرير كل الأسرى والمعتقلين، وتحرير أراضينا المحتلة في فلسطين والجولان المحتل، مؤكّدًا أنَّ “هذا هو عهد الاحرار عهد الأوفياء والشرفاء والمقاومين في لبنان وفي كل مكان حتى نيل الحرية وتحرير هذه الأرض من الاحتلال الصهيوني البغيض”.

وقال سكاف إنّ كل المطبعين والمنهزمين والخائنين إلى مزبلة التاريخ، أما المقاومون والشرفاء والأحرار فهم تاج الرؤوس والمجد لهم، ووجه التحية لبطل عملية القدس البطولية، وختم قائلاً الحرية لك فلسطين من بحرك إلى نهرك كاملة، وستعودين بإذن الله وسيعود إليك شعبك مهما طال الزمن.

وفي الختام سلّمت لجنة من المعتصمين مذكرةً إلى الصليب الأحمر الدولي في طرابلس.