صيدم: المصالحة تتحقق بالأفعال لا بالآمال والمسيحيون ملح الأرض ولن أسيء لهم …

صيدم: المصالحة تتحقق بالأفعال لا بالآمال والمسيحيون ملح الأرض ولن أسيء لهم …

رام الله 2021/1/8 شبكة فلسطين المستقبل …

هجمات المستوطنين وصفة اليمين المتصاعدة لتهجير أبناء شعبنا بالترهيب

– “يوميات فيروس” جزء من الحياة اليومية وأتمنى أن تصل “براعم الخير” لكل طفل محتاج

قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” نائب أمين سرها الدكتور صبري صيدم، إن المصالحة لا تتحقق بالآمال وانما بالأفعال وان أول تلك الأفعال المرتقبة هو صدور المرسوم الرئاسي بخصوص الانتخابات القادمة. وأضاف ان هجمات المستوطنين وصفة اليمين المتصاعد لتهجير أبناء شعبنا بالترهيب مشيرا من جهة ثانية، الى ان “يوميات فيروس” باتت جزءًا من الحياة اليومية وقال، ” أمنيتي لو أن حملة براعم الخير تصل لكل طفل محتاج في فلسطين .”

وتحدث صيدم الذي شغل لسنوات عديدة منصب وزير التربية والتعليم العالي وغادر لمواقع أخرى في لقاء شامل مع” القدس “، عن موقفه في اطار مهامه واهتماماته من بعض القضايا التي تهمنا وتشغلنا اليوم . وفيما يلي نص اللقاء:

قضية المصالحة

– القدس: سمعنا في عدة مناسبات عن تصريحات متفائلة لك في إطار المصالحة، واليوم وبعد جولات فشل متلاحقة تعودون للحديث عن المصالحة، فهل نستعد لفشل جديد؟ أم نجاح محتمل ؟

صيدم: شكراً لهذه الصراحة المباشرة في طرح السؤال، وما تحاول إضفاؤه أنت من إثارة على ملف المصالحة. كما تعرفون فإن المصالحة كغيرها ليست أمنية فردية تتحقق برغبة ذاتية، وإنما هي كما كل شيء في حياتنا السياسية يخضع لعوامل عدة يطول شرحها. فبعد رام الله وغزة وإسطنبول والدوحة والقاهرة وعمان ودمشق وبيروت وما شملته أجواء التفاؤل من تطورات أعقبت لقاء الأمناء العامين مطلع أيلول الماضي اضطربت مواقف البعض وتبدلت، واليوم عاد ليلتزم بالموقف الذي عبر عنه بيان اجتماع أيلول، لذلك رأينا رسالة إسماعيل هنية ورد الرئيس أبو مازن، وهو ما أرجع الأمور إلى نصابها وأعاد إحياء مساحة الأمل بعد دورٍ مهم ومشكور لمصر وتركيا وقطر وروسيا، كما لا بد من التعبير عن التقدير الكبير للسعودية والأردن وكل من يؤكد حرصه على فلسطين وأهلها.

لا أُخفيكم وأمام العثرات السابقة التي شابت مسار المصالحة فإنني أحاول تقنين الحديث في هذا الملف إلى أن تتدحرج الكرة أكثر فأكثر وتدور العجلة باتجاه إنجازات واضحة حتى لا نتهم بامتهان تجارة الوهم أو الإدمان عليه كما قلت. والسبب أن المصالحة وحسب قناعتي لن تتحقق بالآمال، وإنما بالأفعال. لذلك سننتظر الأفعال قبل أن نتحدث أكثر.

قضية النبي موسى

القدس: أشعر وكأنك لا تريدني أن أغوص في هذا الشأن، احترم ذلك. دعني أذهب إلى النبي موسى، حيث تعرضت مؤخرا لانتقادات من بعض الناشطين حول خطابك هناك، بل ذهب البعض إلى وصف ذلك الخطاب بالطائفي، ماذا تقول؟

صيدم: بالنسبة لقضية النبي موسى بشكلها العام فهي تحتاج للتوقف عندها واستقاء الدروس والعبر، وأعتقد أن هذا الأمر قد بذل فيه رئيس الحكومة جهداً مهمهاً. لذلك فإن متابعة تفاصيل مخرجات التحقيق هو أمر يخص الحكومة. أما بالنسبة للخطاب الذي تشير إليه، فإنني أؤكد بأن ذلك الخطاب والذي أخرجه البعض من سياقه كونه لم يطلع على الظروف المحيطة بالمقام عند محاولتنا الوصول إليه، إنما جاء بعد ساعات من الحفل وكان موجهاً ضد الاحتلال الذي حاول منعنا من وصول الموقع عبر حاجز احتلالي مؤقت نصبه هناك وهدد بإغلاق المقام لصالح المستوطنين، وهو ما اضطرنا لتغيير مسارنا للوصول إلى المقام عبر الجبال المحاذية، حتى أن مقولة الشاعر توفيق زيّاد والتي استخدمتها في بداية كلمتي “إنا هنا باقون فلتشربوا البحر” قد قيلت تاريخياً في وجه الاحتلال والاحتلال وحده، والحديث الذي ورد في كلمتي عن الفلسطيني إنما جاء في إطار التعبير عن إرادة شعبنا بخصوص مقام النبي موسى أن يكون فلسطينياً، أما الحديث عن المسلم فالمقصود كان المسجد. أما إذا ما فهم الأمر في إطار إقصاء المسيحيين عن المقام فإنني لا يمكن أن اسمح لنفسي بالإساءة للمسيحيين فهم ملح الأرض كما قال عنهم الشهيد الخالد أبو عمار. ومن يعرفني جيداً يعرف مواقفي تاريخياً من هذا الأمر. وبالمناسبة فقد قام جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً بتنفيذ ما هدد به بالسماح للمستوطنين باقتحام المكان كما سمعتم في الإعلام.

العدوان الإسرائيلي مادة انتخابية

القدس: تتصاعد الهجمات الاحتلالية على مدّننا وقرانا وتشتد هجمات المستوطنين، كيف تقرأون هذا المشهد؟

صيدم: الاعتداء على الفلسطيني وممتلكاته إنما يشكل مادة انتخابية دسمة للأحزاب الإسرائيلية في تنافسها المحموم للفوز بجماهيرية أكبر وحضور حزبي أوسع ينعكس على تمثيل تلك الأحزاب داخل الكنيست وما تحظى به من مقاعد. وعليه وأمام صمت العالم ودعم إدارة ترامب واستفحال خطوات التطبيع، فإن شراسة المحتل قد زادت واعتداءات المستوطنين قد تفاقمت لتكون بمثابة وصفة اليمين الصهيوني المتصاعدة لتهجير الفلسطيني بالترهيب. هذا أمر يفرض علينا جميعاً المواجهة والثبات.

فكرة يوميات فيروس

القدس: نشرة “يوميات فيروس”، اعتدنا عليها في زمن كورونا، فكيف ولدت الفكرة. وهل ستستمر بعد كورونا؟

صيدم: الفكرة ولدت بعد إعلان منظمة الصحة العالمية اعتبار “كوفيد 19” وباءً عالمياً أي في آذار 2020 وازدحام تطوراته، وعليه ارتأينا حصر الأخبار المحلية والعالمية في نشرة واحدة مقتضبة. ومع بدء العمل بحثنا عن طبيب متخصص في مدينة ووهان الصينية التي اعتبرت البؤرة الأولى للوباء ليجيب على أسئلة كثيرة وصلتنا، نجحنا في ذلك فتم تضمين المقابلة في النشرة. ثم وصلتنا أسئلة إضافية فاحتجنا لتوسيع دائرة الفريق الطبي والفني وعليه تجاوز اليوم عدد أعضاء الفريق 10 متخصصين في مجالات مختلفة، وأصدرنا عدة أوراق بحثية، ثم أصدرنا نشرة إخبارية صوتية بالإضافة إلى النشرة النصية وهكذا. واليوم تصل “يوميات فيروس” من خلال قوائمنا وشركائنا الإعلامين إلى آلاف المتابعين ونقدم خدمات لبعض الحالات الحرجة المصابة بالوباء عبر أعضاء الفريق الطبي مجاناً، ناهيكم عن الإجابة على أسئلة شبه يومية حول آخر مستجدات كورونا واللقاحات وغيرها. أما مستقبل النشرة بعد كورونا، فربما ينصب بعد موافقة فريق العمل طبعاً على خدمة الناس عبر نشرة أسبوعية أو شهرية تتناول موضوعات صحية إرشادية مختلفة تلامس القضايا الطبية الأكثر أهمية. “يوميات فيروس” باتت من أنبل شواهد التعامل والتكامل بين الفلسطينيين في الداخل والشتات لخدمة الناس في كل العالم العربي وليس الفلسطينيين فقط.

حملة براعم الخير …

القدس: “براعم الخير”، حملة أطلقتموها لدعم أطفال فلسطين خلال محنة كورونا، فإلى ماذا تهدفون؟

صيدم: بالفعل “براعم الخير” جاءت لإغاثة الأطفال أبناء وبنات الأسر المحتاجة في زمن كورونا وخاصة في الإطارين الصحي والتعليمي حيث شملت كامل محافظات الوطن عبر أقاليمنا التنظيمية المختلفة وذلك بغرض توفير آلاف المستلزمات والقصص والمرطبات للتخفيف النفسي عن الأطفال في الزمن الصعب وانقطاعهم لفترة عن الدراسة. وقد أتمت المبادرة 10 مراحل، لنتوجه في المرحلة 11 وما سيتبعها نحو توفير مستلزمات الشتاء الذي يشتد برودة بما فيها المدافئ والأغطية بأنواعها، وبعد أن استهدفنا الأغوار الفلسطينية في المرحلة الأخيرة التي حملت رقم 11، سنتوجه إلى القدس وغزة. المزيد حتماً سيتبع، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لكل من تبرع بالدعم من أفراد ومؤسسات بلسمت معاناة الفلسطيني في زمن كورونا وعبّرت عن أصالتها رغم كم الصعوبات التي تواجهها. أملي أن نستطيع الوصول إلى كل طفل فلسطيني محتاج وفق ما يتاح من إمكانيات وعبر مراحل عدة ومتواصلة.

أجرى اللقاء: خالد عمار لــ”القدس” دوت كوم

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …