جريمة داغان من شومرون إلى دبي …

جريمة داغان من شومرون إلى دبي …


بقلم / موفّق مطر …

رام الله 2021/1/12 شبكة فلسطين المستقبل …

عندما يعتبر “رئيس مجلس المستوطنات” بالضفة الغربية المحتلة، يوسي داغان، تصدير منتجات كيانات جريمة الحرب –المستوطنات– من زيت الزيتون والعسل إلى دبي “يوما تاريخيًا لشومرون ودولة إسرائيل” ويفاخر بتوقيعه أربع اتفاقيات تصدر وفقها شركات أسرائيلية في (مستوطنات) أنشئت في الضفة الغربية إلى شركات في الإمارات العربية، فهذا يعني أن منظومة الاحتلال الاستعمارية العنصرية قد حققت اختراقًا نوعيًا في العمق العربي الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، ما زالت عاجزة على أحداث مثيل له في اوروبا ومعظم دول العالم، هذا على الصعيد السياسي. أما على الصعيد الأخلاقي فإننا ما زلنا ننتظر إن كان زيت المستوطنات اليهودية سيزلق أخلاق أشقاء عرب صمتوا على جريمة التطبيع، ويذهب بهم إلى حد تناول الدم الفلسطيني على موائدهم، فالمستوطنات اليهودية جريمة بحق القانون الدولي وتعرف كجريمة حرب باعتبارها تغييرًا ديمغرافيًا، وتعتبر منتجاتها بمثابة دم انساني فلسطيني مسروق تحت إرهاب وسلاح جيش الاحتلال والمستوطنين اليهود، فأراضي المستوطنات أملاك منها شخصية فردية ومنها رسمية سلبتها سلطات الاحتلال وأجبرت مواطنين فلسطينيين بغض النظر عن عددهم على الهجرة ثم انشئت عليها مستوطنات تعتبر حسب القانون الدولي جريمة حرب، ونعتقد بأن المطبع العربي قد صار باستيراده منتجات المستوطنات شريكًا “بجريمة حرب” ما كنا نتمنى لشقيق عربي أن يلصق بنفسه هذه التهمة.

لم تعد قضية استيراد منتجات المستوطنات والتعامل مع هذه الكيانات المخالفة للقانون الدولي قضية فلسطينية وعربية عند أشقاء ما زالوا يعتبرون فلسطين قضيتهم المركزية وحسب، بل تعدى الأمر الجغرافيا والانتماء القومي وباتت قضية عالمية، تتبناها منظمات ذات صبغة عالمية تعمل جاهدة على تقطيع أطراف أخطبوط الاستيطان الاستعماري الصهيوني العنصري الاقتصادية، فالاستيطان أخطر أنواع اسلحة الابادة الجماعية حتى وإن بدت بوتيرة بطيئة.

يبدو جليًا أن المطبعين في جهل مطبق للقانون الدولي، لا يعلمون فحوى ومضامين قرارات الشرعية الدولية، ونعتقد أنهم لا يفهمونها ولا يدركون أبعادها إذا ما كانوا فعلًا يعلمون عن أمرها وحيثياتها وتواريخ إصدارها، وقد يفيدهم مراجعة نص القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن ليعلموا أي جريمة قد شاركوا عندما قرروا استيراد منتجات من مستوطنات إسرائيلية استعمارية تتجلى فيها العنصرية بكل ابعادها واشكالها. فالمادتان الأولى والثانية في هذا القرار جاءتا بالنص التالي:

1 – “وإذ يؤكد من جديد على أن المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين وسلام عادل ودائم وشامل.

2- يكرر مطالبته إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بأن توقف على الفور وبشكل كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وأن تحترم بشكل تام جميع التزاماتها القانونية في هذا المجال “بعد مقدمة القرار”: “وإذ يؤكد من جديد على أن جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وإذ يعرب عن بالغ القلق من أن استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية إنما يعرض للخطر جدوى حل الدولتين على أساس حدود 1967”.

كما سيكون مفيدًا تذكيرهم بأن ملفات القضايا المتعلقة بالاستيطان المرفوعة لدى المحاكم الدولية ستفتح في أقرب اجل، ونعتقد أن مستوردي دمنا المسفوك من منظومة الاحتلال سيندمون حينها، وسنعرفهم على جريمة الاستيطان حسب نصوص القانون الدولي التالية حيث نصت المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة: “لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءاً من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها”.

أما المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة فقد نصت: “يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية”.

عملية التطبيع مع منظومة احتلال واستيطان عنصري متمردة على القانون الدولي اعتبرتها وبررتها أنظمة عربية على انها قرارات سيادية رغم اجحافها ونكرانها لأدنى المقومات الأخلاقية للشخصية العربية، ومخالفة صريحة لمبادئ العمل العربي المشترك، وقرارات الجامعة العربية التي وقع عليها المطبعون ذاتهم، لكن أن تصل هذه الأنظمة الى مرحلة الشراكة في العدوان على الشعب الفلسطيني، فهذا شكل من الخيانة غير مسبوق، ليس لفلسطين وحسب، بل لإنسانية وعروبة ووطنية شعوب الدول العربية التي سارع حكامها للسقوط في بحيرة التطبيع الذي صوره لهم دونالد ترامب وصهره كوشنير على أن مياهها فرات عذب، ليكتشفوا بعد سقوط ترامب المدوي انها وحل، تدور فيه دوامات، قد لا يستطيعون النجاة منها؟!

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …