مدرسة المالح بؤرة اشتباك جديدة مع الاحتلال بالأغوار

الأغوار الشمالية/ شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية

حتى ثلاثة أشهر سابقة كان الهدوء يخيم على وادي المالح؛ حيث المضارب البدوية المنتشرة في السفوح الجبلية على جنبات الطريق الواصل بين طوباس مرورًا بحاجز “تياسير” الإسرائيلي وصولا إلى خط 60 الاستيطاني.

في تلك المنطقة لا يُشاهد فيها سوى المراعي وجداول المياه والمستوطنات المغتصبة على رؤوس التلال.

لكن شيئا جديدًا أضيف إلى المنطقة ليعمل حقًا أساسيًا منعه الاحتلال لعقود وهو خيمتين بسيطتي التكوين بدأتا كروضة ثم سرعان ما تحولتا لمدرسة لعشرات من أبناء المضارب البدوية في المالح.

يقول حسن دراغمة أحد سكان المالح: نعاني كثيرا في تنقل أبناءنا لمسافات طويلة من أجل الوصول للمدارس سواء في أقرب موقع علينا في قرية العقبة أو في قرية عين البيضا، وهذا شاق ومجهد ومكلف وخطر.

ويؤكد، من حقنا أن يكون لدينا مدرسة وروضة، ولكننا مطاردون في كل شيء، بهدف تهجيرنا وترحيلنا من المنطقة لأن الاحتلال لا يريد فلسطينيا في المنطقة الواقعة بين تياسير وحتى نهر الأردن.

ويستعرض دراغمة معاناة الطلبة في التنقل أحيانا سيرًا على الأقدام والمرور من سفوح جبلية وعرة ووديان للوصول للمدارس.

ويذكر أن بينها معسكرات لجيش الاحتلال ومستوطنات سيما مستوطنة “روتم” وغيرها وهو أمر يجعل الأهالي في خوف مستمر على أبنائهم سيما صغار السن منهم.

بين عشية وضحاها بادر المجلس القروي للمالح والمضارب البدوية إلى نصب خيمتين التحق بهما 15 طفلا في سن الروضة.

فيما بادرت شابتين متطوعتين من بلدة طمون بإدارة الروضة بشكل طوعي بهدف تثبيت موقع تعليمي في المنطقة.

وفي أجواء صعبة، وظروف تنقل طويلة نجح المجتمع المحلي في تحويل الروضة بعد أن تدخلت مؤسسة داعمة وشيدت غرفتين وطورت الخيمتين مع المرافق إلى مدرسة حتى الصف السادس حيث وجد خمسون من طلبة المالح أخيرا مدرسة أساسية تأويهم.

ويقول رئيس المجلس القروي في المالح مهدي دراغمة ” يبلغ عدد سكان واد المالح حالياً 1700 نسمة موزعين على 280 عائلة، منهم 140 طالباً، يتلقون تعليمهم في مدارس عين البيضاء وتياسير وطمون، وهذا ليس أمرا سهلا”.

ويضيف” طالما كان عدم توفر التعليم سببا في الهجرة الداخلية وترك المواطنين لمضاربهم والتوجه للبلدات التي يوجد بها مدارس، وبالتالي فإن توفير التعليم سببا من أسباب تعزيز صمود المواطنين على هذه الأرض”.

ويتابع “ما إن أنهينا بناء المدرسة حتى اقتحمت دائرة التنظيم والبناء في الإدارة المدنية الإسرائيلية الموقع وسلمت إخطارا بالهدم، تلا ذلك بأسبوعين إخطار آخر”.

ثم توالت عمليات الدهم للمنطقة، فتارة يصورون وتارة يجوبون حول الموقع، وفي كل مرة يكون التهديد والوعيد بالهدم هو الرسالة التي نسمعها”، بحسب دراغمة.

وينوه إلى أن ما يجري هو جريمة تستوجب وقفة محلية ودولية واسعة، فنحن نتحدث عن منشأة تعليمية من حق الأطفال أن تكون قريبة من منازلهم.

بدوره، يشير محافظ طوباس والأغوار الشمالية اللواء يونس العاص إلى أن من حق الفلسطينيين في مناطق ج والأغوار أن تتوفر لهم كل مقومات الحياة الكريمة، ويجب ألا تكون قرارات البناء وتوفير مقومات الحياة رهنا بإشارة الاحتلال.

ويؤكد أن موقع المالح هو موقع اشتباك وتماس مع الاحتلال يجب الحفاظ عليه لأنه يشكل منطقة يسعى الاحتلال بشكل مستمر لإفراغها من سكانها وهي تشكل أحد المناطق الاستراتيجية في الأغوار.

عن Allam Obaid

الصحفي علام عبيد

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …