مابين الإقصاء بالاغتيال والتضحية بالدم ….

مابين الإقصاء بالاغتيال والتضحية بالدم ….

بقلم / احمد حسن مستو ….

بيروت 2021/1/21 شبكة فلسطين المستقبل ….

في الذكرى 36 لمحاولة اغتيال ” ابا معروف ”

عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة من مناراتها الكبرى.

عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها.

نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم في موقع غياب رجل بأمة..
في زمن وحوش التغريب وتحلل القيم العقائدية في حقبة الحداثة الزائفة، رجل عمل ليل نهار لخدمة قضايا أمته التي تآمر عليها القريب والبعيد، في زمن التبعية والهوان والردة عن المبادئ الناصعة والمعاني الجميلة.
*مصطفى معروف سعد* عظيمآ أنجبته مدينة صيدا ووهبته بقدرات وطاقات متميزة ارتقى بهم إلى قمة المجد وذروة العمل والتضحية والعطاء

*مصطفى معروف سعد* رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما عايشه هذا الرجل في حياته تتقاطر من صفحاته المضيئه صور النضال والتضحيه والعطاء…

ربما لا يعرف الكثيرون سيرة *مصطفى معروف سعد*
الذي شكل نموذجا للإصرار والمواجهة والتحدي في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، أو يدركون بعضا من العناوين العريضة التي بزغت في مرحلة ما من مراحل حياة الرجل التي تختزن فيها كل المجد والفخار، على إيقاع مراحل وعهود زمنية عصفت بها التحديات وسرت فيها المؤامرات سريان النار في الهشيم.

*الاخ ابو معروف* كما كان يحب أن نناديه اكتسب أهميته ومكانته أكثر ما يكون كقائد عروبي على مستوى العالم العربي
لايؤمن بالقطرية المحلية، ويدافع عن حقوق وقضايا الشعوب وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ويتصدى للطغيان الدولي بحيث جسدت حياته النضاليه كل أشكال القوة والعزم والصبر والثبات والصمود في وجه المحن والتحديات،يحارب ينشط يجتهد في دون كلل أو ملل..
لا تقتصر حياة *ابا معروف* على المواقف الصلبة والمقدرات الفكرية، والسياسية الباهرة، بل امتلك مرونة صقلتها المحن والتجارب والخبرات، ليشكل شخصية مكوناتها متكاملة تُوّجت بكاريزما ذاتية وحضور لافت لا يختلف في جدارتها وأهليتها أحد.
لذا لم يكن مستغربا أن تفتح جبهات الحرب نيرانها على الرجل من كل حدب وصوب، وأن يكون قرار محاولة إقصائه حاضرا على الدوام في كل المراحل والمحطات.
وهوالذي أفنى حياته وإعلاء شان أمته، وأعطى القضية الفلسطينية الكثير الكثير.

حين نتحدث عن علاقة
*ابي معروف*
بالقضية الفلسطينية نتحدث عن علاقة عضوية عقدية مصيرية لا انفصام لها، وحالة من حالات التجذر العميق في الوعي الفكري والثقافي والسياسي الذي يتأسس على رؤية شمولية ذات آفاق رحبة تدرك أبعاد الصراع وحقيقة الاحتلال الصهيوني ومخططات عزل الأمة عن قلبها النابض (فلسطين)، وتعي أن العمل لفلسطين وإنقاذها من براثن “النازيين الجدد” ينبغي أن يستغرق العمل والجهد والتفكير، وأن من يتصدى لقضية فلسطين يجب أن يعطي بلا حدود من لحمه ودمه ووقته وراحته، وألا يخفض سقف تضحياته وعطاءاته مهما بلغ الثمن ومهما كانت الظروف.
عاشت القضية الفلسطينية في روحه وعقله ووجدانه، فكان لها سندا وداعما وظهيرا ونصيرا أينما حل.
اليوم، تفتقد فلسطين كثيرا “الرجل الأمة” الذي شغل الصهاينة حينا من الدهر،
*مصطفى معروف سعد*
كان يعزف على وتر السياسة النظيفة غير الملوثة بالكذب والخداع والتضليل، ولعب دورا بارزا في تشكيل المشهد السياسي العام في لبنان، ويتحدى الصلف والعنجهية الصهيونية، ويؤازر الشعوب المضطهدة في مشوارها نحو نيل حقوقها المسلوبة وكرامتها المفقودة من أنياب الحكم الجبري لأنظمة القمع والاستبداد.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …