ما اشبه الامس باليوم …

ما اشبه الامس باليوم …

بقلم القائد الفتحاوي اللواء / محمد البكري …

الإثنين  2021/1/25 شبكة فلسطين المستقبل …

ما اشبه الامس باليوم … قبل أكثر من خمسة سنوات كتبت هذه المقالة … لاعتبارات قد تكررت وأفعال قد اصبحت جزء مهم من سلوكنا … وكانت حول الادعاء الأجوف … والادعاء الفارغ … حول مفهوم القدسية في العمل السياسي من خلال الانتماء لهذا الفصيل او ذاك من اجل خدمة الوطن.
فكتبنا حينها ما يلي …..
هل تمنعنا القدسية … من إعادة النظر … لكل فرد أو جماعة أو شعب أو أمة … قدسية خاصة … تعتبر هذه القدسية … من الخطوط الحمر … يمنع الاقتراب منها أو المساس فيها … وهذه القدسية التي يستظل بها البعض … جعلت منه عاجزاً عاطلا عن العمل … لأنه يعتبر المساس بقدسيته … ضرب من الجنون.
ما جعلني اكتب هذه الكلمات … هو سؤال كتبه على صفحته الخاصة احد الاصدقاء … حول دور الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية.
نعم … سؤال هام … وجاء في موعده … الحقيقة أن غالبية القوى السياسية … تعيش حالة جمود … وخضوع لتاريخ منطلقاتها وأهدافها … التي جعلت منه مقدساً … ممنوع المساس به … مما انعكس على دورها … وتأثيرها … في احتياجات الوطن والمواطن … ولم تعد قادرة على تغيير ثوبها … أو اقتناء ثوبا جديد … فلا هي قادرة على العمل انطلاقاً من تاريخها وارثها … ولا هي قادرة على تجديد أهدافها ومنطلقاتها … حتى أصبحت عبارة عن … كتاب تاريخ … في متحف الوطن.
انا أعتقد أن لهذا الموضوع مجموعة من الاسباب … وهي أن بعض هذه القوى … تعتقد أنها تأثر في واقع المجتمع بتاريخها … والبعض الآخر جعل من نفسه أسيرا لمعادلة التحالفات التي تسيطر على واقعنا السياسي … والبعض أيضاً لعب بانتهازية غير عادية على وتر … الوطنية … أو القومية … أو الدينية … ولم تنتبه الكثير من هذه القوى والفصائل … للحاجة والضرورة والواقع الحالي … وإن المقدس الوحيد في العمل السياسي … هو الوطن والمواطن … وهذه القدسية تميزت فيها معظم الأديان السماوية.
والخطيئة الكبرى هي … عدم إقرار قانون وطني يرخص الاحزاب … يأخذ بعين الاعتبار الحاجات النضالية … من أجل تحقيق الاستقلال والحرية … والحاجات الوطنية … الإنسانية والاجتماعية … والاقتصادية … والثقافية … والتعليمية … وشروط وعناصر التنمية الشاملة.
وخوفنا الدائم … من وجود تجمعات أو تيارات أو أحزاب جديدة … تخرج من رحم قوى وفصائل تاريخية … فاصبحنا نحرص ونخاف على اسم وتاريخ هذا الفصيل أو ذاك … أكثر من خوفنا على الوطن والمواطن.
وأثبتت التجربة … أننا لم نصل إلى النضوج الكافي لنحتكم إلى الديمقراطية … وإلى تبادل سلمي وسلس للسلطة … وعملنا بقانون ان لم تكن معي فأنت ضدي … وأصبحت حرية التعبير والرأي … مجرد ترف فكري … ولم نحتكم للمصلحة الوطنية العليا … وانتشرت عندنا المحسوبية والاصطفافات … وعدد ليس قليل من الجوانب الاخرى … أهمها إنتشار فساد أصحاب المصالح … وأصحاب المراكز … وأصحاب القرار … ولم نولي اهتمام للنوعية الوطنية الصادقة … وانحصرت إدارة الحكم والسلطة في عدد محدد … وتسلل مجموعة من العناصر الفاسدة والمعروفة لمواقع تنفيذية … وانتشار لغة المصلحة الذاتية في تسيير معظم أعمالنا.
وقد أثبتت الأحداث … أن جزء كبير من المعلومات تصل إلى الأخ الرئيس … غير دقيقة … أو مغلوطة … أو حسب مصلحة من يحمل أو ينقل المعلومة … وكأن البعض سواء من الفصائل أو القيادات أو الشخصيات الاعتبارية … يعتبر نفسه بريئاً مما يجري.
بالتأكيد أننا شعب ومنظومة بشرية … كباقي الشعوب والمنظومات السلطوية لنا اخطائنا ولنا ايجابياتنا … لدينا الحسن ولدينا السيء … وهناك دول كبرى فيها من المشاكل والسلبيات أكثر بكثير مما يحصل عندنا … في ظل ظروفنا الصعبة … لكننا دائماً نطمح ونأمل أن نكون أفضل مما نحن فيه … ولا يعيبنا أن نخطىء … بل يعيبنا أن لا نصلح اخطائنا ونصوب مسيرتنا … وهذا لن يقوم به … إلا القوى والفصائل والأحزاب السياسية … التي تحمل هموم ومعاناة الوطن والمواطن … نعم نحتاج إلى مبادرات … إلى تغيير وتطوير وإصلاح … واقع منظومة القوى السياسية.
والله من وراء القصد.

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …