الطوباويون التطهريون ..!

الطوباويون التطهريون ..!


د. عبدالرحيم جاموس ….

الرياض 2021/2/6 شبكة فلسطين المستقبل …

الطوباويون التطهوريون يقدمون خدمة مباشرة للعدو بذكاء شديد لا يقدر عليها نفسه ..
وذلك من باب النقد والتطهر والطوباوية … و الذي يغري بعضهم بقوله بعض عقول الجهلاء والطوباويين من امثاله … سعيا لتدمير الجهد الممكن و هدم البناء القائم والعمل على تبخيسه وتسفيهه….
دون ان يقدم هؤلاء التطهريون والطوباويون اي بديل عملي عما هو قائم …
فما هي الفائدة من طوباويتهم وتطهرهم ونقدهم دون ان تغرق اقدامهم في وحل العمل و في ميدان الكد والجد والنضال ….والعناء من اجل تحقيق الغاية والهدف المنشود ؟!
هناك كثيرون منهم من المنظرين الذين يتخندقون خلف شاشات التفاز وعلى صفحات الجرائد الصفراء او الخضراء يرغون ويهرجون ويهرفون بما يعرفون ولا يعرفون….. او يحبرون ويسطرون ويسودون الصحائف على هذة الشاكلة او تلك …
ويعبثون من خلالها بالعقول …
وهم يظنون في انفسهم أنهم مصلحون ويحسنون العمل وهم يمارسون ابشع صور التخذيل و ابشع صور الفساد الفكري والسياسي بعينه …!
فماذا قدم امثال هؤلاء لجدلية الصراع والحراك الإجتماعي والسياسي لدفع قوانيين التغيير الى الأمام .. ليحاسبوا الآخرين على عملهم دون ان يحاسبوا انفسهم على سلبيتهم .. !
تجد الواحد منهم او فيهم متخبطا صباخا مساء كأنه به مس من الشيطان الرجيم .. يتنقل من اليسار الى اليمين الى اللاشيء …متطيرا من هذا وذاك .. ولا تجد له فعل او قاع قرار اثر مادي ملموس ..
إنها حالة فكرية سياسية مرضية غير واقعية وغير مسؤولة
رافقت كافة حركات التغير الإجتماعي وكافة الثورات السياسية والإجتماعية عبر التاريخ …
فكيف تطلب من الآخرين ان يعملوا ويفعلوا …؟!
فقبل ان تطلب من الآخرين أن يفعلوا ويعملوا كذا وكذا …..عليك ان تطلب يا هذا من نفسك ان تعمل وتفعل كذا وكذا قبل ان تطلب من غيرك ومن الآخرين ان يفعلوا كذا ويعملوا كذا …. !
احلم انت كما تشاء وتخيل وافترض ما تشاء .. ولكن لن تستطيع ان تسخف عمل الآخرين وتبخسه وانت لاتعمل ولا تتقن ولاتفهم معنى العمل ، غير التنظير من بعيد دون ان تبتل يديك او تغوص في الوحل قدميك …. !
فما لك إلا أن تقول كلمتك وتمُر يا هذا … فليس لكَ اي جهد او عناء يعتدُ به ولا اي أثر يذكر بك …. ولذا لن تخطئ أبدا لتبقي على عذريتك ونقاءك وطهرك وطوباويتك … !
إن الذي يزرع هو العامل الفاعل ، والذي يحصد ايضا هو العامل الفاعل المنتج …!
الذي يصنع التاريخ هو الفاعل والعامل والمناضل والمكافح وليس المنظر الطوباوي التطهري والذي لا يعمل خشية ان يخطئ .. لذا يعمل من وراء شاشات التلفاز او من على صفحات الجرائد فقط وفي المجالس مظهرا تفيهقه على العامة ليبلفها بسحر الكلام .. !
طوبى للفاعلين والعاملين المنتجين .. صناع الأمل وصناع النصر وصناع التاريخ …!
د. عبدالرحيم جاموس
6/02/2021 م

Pcommety@hotmail.cm

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …