مقال: العرس الوطني للأستاذ نهاد الحناوي ..

 

 

غزة_ شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية:-

كتب: أ. نهاد الحناوي  ،،، العرس الوطني

تتجه العيون و الأفئدة صوب القاهرة ، تتجه نحو توحيد الصف الفلسطيني و الوحدة ، فمنذ أن أصدر الرئيس الفلسطيني أبومازن المرسوم و الذي يحدد فيه موعد الإنتخابات التشريعية و الرئاسية حتى لقي كامل الترحيب من كل غيور على وحدة الشعب ، فقد أعاد هذا المرسوم الجميع إلى الحالة الديموقراطية و التي طال إنتظارها كلما طال الإنقسام .
جاء هذا المرسوم في ضوء تلك المتغيرات و التي عصفت بالقضية الفلسطينية حتى وصلت بها إلى هذا التوافق و الذي بدوره يمهد إلى طي صفحة الماضي ، تلك الصفحة السوداء في تاريخ النضال الفلسطيني ، من هنا إلى القاهرة غلبت حكمة القيادة على كل العقبات و التي مرت طيلة فترة الإنقسام و حالت دون ذلك .
فقد شكل ذلك إمتداداً لتلك الإنجازات ، و التي تحسب للدبلوماسية الفلسطينية ، فالعديد من القرارت الدولية في المؤسسات الدولية حسمت لصالح هذا الشعب المكلوم ، و قد صمدت تلك القرارات برغم المحاباة و التحيز الأمريكي لصالح إسرائيل ، فالعديد من الدول سلمت بضعف لتلك الإدارة ، و تعرضت القيادة و الشعب لأقسى خناق و محاصرات مالية ، و لكنها تحطمت على صخرة الصمود ، و إنكسرت بقرارات القيادة الحكيمة و تحديها لكل القرارات التي مست فلسطين و القدس ، و قد سقطت تلك القرارت ، و ذهبت صفقة القرن مع تجار المال السياسي ، و رحل ترامب ، و بقيت القدس و لم ترحل .
رحلت كل القرارات و إنقشع الظلام عن القدس ، و بقي الظلم فيها ، رحل كل الطغاة عنها ، و ذهب كل من إحتلها ، و بقي ذاك الظالم فيها ، بقيت قبلة للمناضلين و الثوار كما كانت .
جاء المرسوم ليذكر الجميع بأن الكل مستهدف ، و ليس فصيلاً دون فصيل ، فالقرار الفلسطيني ، و القيادة ، و الفصائل ، و المنظمة على كل الأحوال في مستهدفين .
إن توجه الجميع للصندوق ما هو إلا باب نجاة للجميع ، و كل مرحلة لها قراءاتها السياسية ، و تلك اللغة لا يعيها إلا من خاض تلك التجارب التاريخية في علم الساسة ، فمنذ إنطلاق شرارة النضال الفلسطيني و التي جسدت أروع صور النضال لمنظمة التحرير و على مدار تلك السنوات دأبت المنظمة إلى التعاطي مع كل المتغيرات الدولية و الإقليمية و هذا ما أعطاها الديمومة في البقاء و التطور ، كيف لا و قد رفع الرئيس الراحل أبو عمار غصن الزيتون في يده ، و السلاح في يده الأخرى ، و تلك الدلالات و التي جمعت بين السياسة و المقاومة .
لقد قادت منظمة التحرير النضال الفلسطيني لعقود عدة خارج الوطن ، و نقلته للداخل ، و للسجون و المعتقلات حكايات أخرى من ذاك النضال ، كل ذلك أكسبها شرعيتها الدولية و الإقليمية و العربية .
فقد رُفضت العديد من العروض الدولية لحل القضية ، و لن يكن آخرها سوى طوق النجاة للقرار الفلسطيني بعد أن حاصرت العديد من العواصم المنظمة ، فكان خيار العودة نحو قبلتهم ، نحو فلسطين ، و على أي بقعة من ترابها ، فكل مرحلة لها قراءاتها السياسية .
لقد صُنعت تلك الدولة و إن صغر واقعها على الأرض ، لكن هي كبيرة بحجم الوطن المسلوب ، لقد كانت تحقيقاً للحلم الفلسطيني بمطارها ، و الميناء ، و جمع الشمل و حمايةً للقرار الفلسطيني و من مثله ، فإضعاف المنظمة ما هو إلا إنهاء للمشروع الوطني الفلسطيني ، و عليه تبقى منظمة التحرير هي الحاضنة للجميع و إن إختلف الأبناء ، فهي المضلة الفلسطينية و القرار .

عن ali tuama

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …