خطاب يعلمنا الإلتزام …..

خطاب يعلمنا الإلتزام …..


بقلم د. عبدالرحيم جاموس ….

الرياض 2021/2/16 شبكة فلسطين المستقبل الإخبارية ….
خطاب (عزت ابوالرب)ابن قباطيا الثورة ، مناضلا وقائدا ومفكرا ومقاتلا وديبلوماسيا ثوريا وجماهيريا ، قد مرّ على ارتقائه شهيدا مايزيد على سبعة وعشرين عاما بعد ان ادى رسالته الوطنية والنضالية ، ثابتا وقابضا على مبادىء ثورته وحركته الرائدة حركة فتح ، التي كان له شرف الإنتماء والإنتساب اليها منذ انطلاقاتها عام 1965م وقد ساهم الى جانب الشهيد القائد ابو عمار في بناء تنظيمها وقواعدها الإرتكازية في الارض المحتلة مبتدئا من بلدته المناضلة بلدة قباطية بعد حرب حزيران 1967م .. و قد تقلد مهام متعددة ومتنوعة في مسيرة الحركة كان فيها مثالا للمناضل وللقائد الناجح في اداء مهامه ، حظي بإحترام وتقدير قيادته وإخوانه ورفاقة وكل من تعامل معه من ابناء شعبه ومن المناضلين في صفوف الفصائل الفلسطينية المختلفة ومن قيادات الاحزاب العربية والنشطاء العرب الذين تعامل معهم لما له من حضور آسر ومنطق عروبي فلسطيني واضح الهدف والغاية والوسيلة .
خطاب كان مثالا للمناضل الوطني الفلسطيني الفتحاوي قد تعرض للسجن وللإعتقال اكثر من مرة من اجل مبادئه في أكثر من محطة من محطات النضال ، كان لي شرف التعرف عليه في وقت مبكر نهاية عقد الستينات وبداية عقد السبعينات من القرن الماضي واستمرت هذة العلاقة الفتحاوية النضالية حتى ارتقى الى الرفيق الأعلى في بداية العام1993 م .
اود ان اذكر هنا حادثة مهمة ترتبط بالأخ خطاب شخصيا لما فيها من درس بليغ في معنى الإلتزام الحركي والثوري الذي تجسده هذة الحادثة وما ترتب عليها وما يدفعني لأن اكتب واشهر هذة الحادثة الهامة لنتعلم منها ومن الأخ خطاب معنى الإلتزام الثوري والوطني والحركي الفتحاوي الذي بتنا نفتقده اليوم .
في نهاية المؤتمر الحركي الخامس لحركة فتح المنعقد في آب1989م وبعد ان انتهى الإقتراع لإنتخاب اعضاء المركزية والمجلس الثوري وكان الجميع من اعضاء المؤتمر ينتظر اعلان النتائج وكانت القيادة المصغرة تجتمع حينها لوضع الرتوش النهائية على النتائج واقرارها وكانت مشكلة حينها من الاخوة ابو اياد وابو اللطف وابوماهر برآسة الأخ ابو عمار ..
وكانت الأخبار قد تسربت من قبل لجنة الفرز تؤكد نجاح وفوز الاخ خطاب ( عزت ابو الرب) بعضوية اللجنة المركزية وقد بارك له الجميع وقبله على هذا الفوز وقد كنا متحلقين معه كل من الأخوة المرحوم عاطف بسيو والمرحوم مجيد الأغا والمرحوم الطيب عبدالرحيم والاخت ام جهاد والاخ عباس زكي وكاتب هذة السطور عبدالرحيم جاموس وآخرين .. وعند الساعة السابعة انفض او انتهى اجتماع القيادة العليا ، وكان اول الخارجين من الإجتماع الاخ ابو اللطف وبادرنا بالقول مباشرة ودون ان يتوقف (صباح الخير، التزم يا خطاب طيلة عمرك قائد في هذة المسيرة وتلمنا الإلتزام ) وبقي سائر في طريقة ، عندها قلت للطيب عبدالرحيم ( سقطوا قال الطيب ماذا تقول يا قاروط؟ قلت سقطوا الم تسمع ما قاله الاخ ابو اللطف) ، لم تمر سوى دقائق قليلة حتى خرج الأخ ابو ماهر محمد غنيم وتقف عندنا وصبح علينا ثم توجه بالحديث مباشرة للأخ خطاب وقال ( انت قائدا في هذة الحركة طيلة عمرك ومثال للإلتزام بها ولما تقتصيه مصلحة الحركة .. وتعلمنا الإلتزام يا اخ خطاب …) هنا اتضح وبشكل صريح وجلي ان الاخ خطاب كان قد فاز فعلا بعضوية اللجنة المركزية للحركة ولكن هناك ضرورة حركية كانت لدى القيادة حسب تقديرها لا نود الخوض فيها هنا … ادت الى الغاء فوز الأخ خطاب واستبداله بغيره ، ولم يكن لغاية تلك اللحظة لدينا ما يفيد عن فوز كل من الأخوين عباس زكي والطيب عبد الرحيم اللذين كانا مرشحين للجنة المركزية وتأكد فوزهما بعدما تلا الأخ نبيل شعث رئيس المؤتمر عند الساعة السابعة والنصف من صباح ذاك اليوم اسماء الأخوة الفائزين بعضوية اللجنة المركزية .. وعضوية المجلس الثوري .
لم يتضجر حينها الأخ خطاب من ذلك الحدث والتزم الصمت ولم يشكك في النتائج المعلنة اطلاقا ، وذلك انطلاقا من حرصه ووفائه لحركة فتح ولسمو اخلاقه وعمق التزامه بما تمليه المصلحة العليا للحركة والتي تقررها القيادة ..
بالفعل هذة الحادثة التي اضعها بين يدي القراء وبين يدي ابناء واعضاء حركة فتح اليوم الغرض منها كي نتعلم منها ومن موقف اخانا المرحوم خطاب( عزت ابو الرب )درسا بليغا في معنى الإلتزام بالحركة ومبادئها وبمصلحتها العليا وبما يحقق وحدتها ووحدتنا الوطنية و يخدم مصلحة فلسطين وثورتها ومستقبل قضيتها العادلة..!
علينا ان نتعلم اليوم من الاخ المرحوم خطاب معنى الإلتزام والإنضباط .، و ما احوج حركة فتح اليوم لهذه الروح الفتحاوية الأصيلة التي مثلها وجسدها الأخ خطاب في هذة الحادثة و التي غابت عن الكثيرين ممن يدعون اليوم الإنتساب الى فتح والذين اذا ما اصطدمت تطلعاتهم الشخصية مع مصلحة الحركة نراهم يلوحون بالخروج على الحركة واطرها ويختارون المصلحة الشخصية على حساب مصلحة فتح والمصلحة العامة وحتى قد لا تفرق مع او لدى البعض على ما هو اكثر من ذلك …
ارجو ان لا يكرر البعض اخطاء الماضي ومتابعة السير خلف اهوائهم الشخصية وتطلعاتها المريضة المتناقضة مع مصلحة حركة فتح والمصلحة الوطنية .. الإلتزام واجب ولا تستقيم العضوية في فتح او في غيرها دونه .
د. عبدالرحيم جاموس

Pvommety@hotmail.com

عن abdullah

شاهد أيضاً

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟

أمريكا وإدماج ” إسرائيل “…. قوة للسعودية …. ام إستهداف لها ولفلسطين ؟ بقلم / …